fbpx
استهداف ناقلة قرب بانياس يبعثر جهود طهران في تأمين إمدادات النفط لدمشق
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

بعثرت الضربة الجوية التي استهدفت ناقلة نفط إيرانية قرب مدينة بانياس على الساحل السوري، جهود طهران في حماية وتأمين وصول إمدادات النفط إلى مناطق سيطرة حليفتها الحكومة السورية، وكشفت فشل آلية وصول تلك الإمدادات التي تم التوصل إليها مؤخرا مع روسيا.

 

وألمحت إيران الأحد إلى وقوف إسرائيل خلف الهجوم الذي وقع السبت ويرجح أنه تم من اتجاه المياه الإقليمية اللبنانية، وأدى إلى اندلاع حريق في أحد خزانات ناقلة النفط.

 

وتوعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الأحد بأن “جبهة المقاومة سترد” على إسرائيل “إذا ما اعتقدت أن بإمكانها ممارسة الاستفزازات في أي مكان دون ردّ”.

 

ونقلت وكالة أنباء إيران الرسمية (إرنا) عن باقري قوله “يظن الصهاينة أن بإمكانهم الاستمرار باستهداف الأراضي السورية، ومواصلة الاستفزازات في البحار ومختلف الأماكن دون رد”.

 

محمد باقري: الإجراءات التي تم اتخاذها، تضع مصالح إسرائيل في خطر

وأضاف “الإجراءات التي تم اتخاذها في الأيام الأخيرة، والتي ستُتخذ في المستقبل، والتي تضع مصالحهم في دائرة الخطر، ستعيدهم إلى رشدهم”. وردا على سؤال حول طبيعة الرد الإيراني في حال استمرت الاستفزازات الإسرائيلية، اكتفى باقري بالقول “الكيان الصهيوني لن ينعم بالهدوء”.

 

ويرى مراقبون أن استهداف الناقلة لا يمكن قراءته بمعزل عن الحرب الدائرة في البحر بين إسرائيل وإيران، وهذا ما يفسر رد الفعل الإيراني المتشنج. وكانت وزارة النفط السورية أعلنت السبت أن فرق الإطفاء تمكنت من إخماد حريق اندلع في أحد خزانات ناقلة نفط قبالة مصفاة بانياس بعد تعرضها لهجوم.

 

وتضاربت روايات الإعلام الإيراني بشأن الناقلة، ففي حين ذكرت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية أن الناقلة واحدة من ثلاث ناقلات نفط إيرانية وصلت منذ فترة إلى مصب ميناء بانياس النفطي محملة بإمدادات، نفت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية أن تكون الناقلة إيرانية.

 

وذكرت خدمة تانكرتراكرس في تغريدة أن “الناقلة التي شوهدت وهي تحترق قبالة ساحل بانياس ليست سفينة إيرانية” بل مسجلة في بيروت.

 

وتضم مدينة بانياس الساحلية السورية مصفاة لتكرير النفط والتي تغطي إلى جانب مصفاة أخرى في حمص جزءا كبيرا من الطلب على السولار ووقود التدفئة والبنزين والمنتجات البترولية الأخرى.

 

وواجهت سوريا التي عصفت بها الحرب نقصا في البنزين والوقود على مدار العام الماضي، مما أدى إلى تقنين الإمدادات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ورفع الأسعار.

 

وازداد اعتماد سوريا على شحنات النفط الإيراني في السنوات الأخيرة، لكن تشديد العقوبات الغربية على إيران وسوريا وحلفائهما بالإضافة إلى أزمة العملة الأجنبية، زاد من صعوبة الحصول على ما يكفي من الإمدادات.

 

وفي محاولة للالتفاف على تلك العقوبات وحل معضلة الإمدادات التي تواجه صعوبات في الوصول إلى سوريا في ظل حرب سفن بين طهران وتل أبيب، توصلت طهران وموسكو ودمشق مؤخرا إلى اتفاق يقضي بإنشاء غرفة عمليات مشتركة، من مهامها الإشراف على آلية تنص على مرافقة سفن حربية روسية لناقلات النفط الإيرانية القادمة إلى سوريا فور دخلوها البوابة المتوسطية لقناة السويس وحتى وصولها إٕلى المياه الإقليمية السورية.

 

وأفضت الآلية الجديدة إلى وصول أربع ناقلات إيرانية كانت تحمل النفط الخام بالإضافة إلى الغاز الطبيعي إلى موانئ سوريا خلال الأيام الأخيرة، بمرافقة سفن حربية روسية.

 

الصراع الإيراني الإسرائيلي في السنوات الأخيرة توسعا لم يعد يقتصر فقط على الساحة السورية بل وصل إلى عمق إيران وتمدد إلى البحر حيث تدور حرب سفن بين الطرفين، وسط مخاوف من خروج الأمور عن السيطرة

ويقول مراقبون إن اعتماد هذه الآلية كان الهدف الأساسي منه الحيلولة دون استهداف الناقلات الإيرانية من قبل إسرائيل، مع استعار حرب سفن بين إيران وإسرائيل في الأشهر الأخيرة، لكن الضربة الأخيرة تكشف قصورها.

 

ويشير المراقبون إلى أن استهداف ناقلة في بانياس والذي يعتقد أنه إسرائيلي، هو بمثابة رسالة لإيران بأنه لا شيء يمكن أن يحول دون استهداف تلك الناقلات.

 

وكشفت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية أن الناقلة تعرضت لبعض الأضرار دون وقوع إصابات. لكن وكالة أنباء تسنيم الإيرانية نقلت عن “بعض المصادر” قولها إن “الحادث وقع لسفينة أخرى.. ولا يتصل بسفينة تنقل شحنة إيرانية”.

 

وتشن إسرائيل منذ العام 2013 ضربات على مواقع وقوافل لإيران والميليشيات الموالية لها في سوريا، في محاولة للحدّ من قدرة الأخيرة على تأسيس جبهة متقدمة تشكل خطرا مستقبليا على أمن إسرائيل.

 

وشهد الصراع الإيراني الإسرائيلي في السنوات الأخيرة توسعا، حيث لم يعد يقتصر فقط على الساحة السورية بل وصل إلى عمق إيران وتمدد إلى البحر حيث تدور حرب سفن بين الطرفين، وسط مخاوف من خروج الأمور عن السيطرة.

 

 

أخبار ذات صله