طهران – اف ب:
قتل 31 شخصًا على الأقل في زلزال قوي ضرب أمس جنوب إيران على بعد مائة كلم من مدينة بوشهر، حيث بنيت المحطة النووية الوحيدة في البلاد، بينما أصيب 800 شخص بجروح بحسب حصيلة أولية مرشحة للارتفاع. والمحطة النووية الواقعة على ساحل الخليج لم تتضرر حسبما أعلن حاكم محافظة بوشهر فريدون فريدون حسنوند. وقال شهود إن سكان دول خليجية عدة شعروا أيضًا بالزلزال. وقال مصدر طبي محلي لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “تم نقل 31 جثة حتى الآن إلى مشرحة مستشفى” خرمج على بعد 35 كلم شمال مدينة كاكي مركز الزلزال، بينما كانت الحصيلة الأولى تشير إلى سقوط ثلاثة قتلى. من جهته أشار حاكم المحافظة إلى إصابة 800 شخص بجروح في الزلزال الذي قدر مركز رصد الزلازل الإيراني قوته بـ 6,1 درجة.
وأرسلت فرق إغاثة إلى هذه المنطقة الريفية، بينما عبر رئيس الهلال الأحمر الإيراني محمد مظفر عن خشيته من ارتفاع الحصيلة. وقال مظفر “من المرجح أن تكون هناك أضرار، لأن المنطقة التي ضربها الزلزال ريفية”، لافتًا إلى أن “أضرارًا كبرى” سجلت بينما “دمرت قرية بالكامل” في منطقة خرمج. وبحسب التلفزيون فإن الخطوط الهاتفية قطعت في المنطقة، حيث سجلت حوالي 15 هزة ارتدادية، أشدها بلغ 5,3 درجة. ويقيم 12 ألف شخص في كاكي. وشعر سكان مدينة شيراز الواقعة على بعد 170 كلم من كاكي، بالهزة. وحرصت السلطات على الطمأنة إزاء وضع المحطة النووية الوحيدة في البلاد.
وقال حسنوند للتلفزيون الإيراني “لم تسجل أية أضرار في محطة بوشهر النووية”. كما أكد كبير مهندسي المحطة محمود جعفري للتلفزيون أنه لم يحصل “أي انقطاع في نظام تشغيل المحطة”. وبدأ تشغيل محطة بوشهر النووية التي بنتها روسيا وتزودها بالوقود، في خريف 2011 لكنها تعرضت لأعطال تقنية منذ تدشينها رسميًا في أغسطس 2010. وكانت موسكو أتمت بناء المحطة النووية الوحيدة في إيران التي بدأ الألمان بتشييدها قبل الثورة الإسلامية في 1979. ووقع الزلزال عند الساعة 16,22 بالتوقيت المحلي (11,52 تغ) بحسب المركز الجيوفيزيائي الأمريكي الذي قدر قوتها بـ6,3 درجة. وشعرت الدول العربية الخليجية القريبة من إيران بالهزة خصوصًا الإمارات وقطر والكويت والبحرين ما أثار هلعًا في بعض الأبراج، كما أفاد شهود عيان. وقال أحد سكان أبوظبي لوكالة فرانس برس “كنت أشاهد التلفزيون حين اهتز المبنى، وأصبنا بالخوف الشديد”.
وأشارت بعض وسائل الإعلام المحلية إلى أنه تم إخلاء بعض الأبراج في دبي. وقال أحد سكان دبي على تويتر “شعرنا بهزة خفيفة في دبي قبل لحظات”. من جانب آخر قال شهود في المنامة إنه تم إخلاء مبانٍ عدة إثر الزلزال. وقال موظف يعمل في أحد أبراج العاصمة الكويتية “كل المكتب اهتز، وانتابنا الخوف”. من جهة ثانية دشنت إيران منجمي يورانيوم سيزودان مجمعًا جديدًا لإنتاج الكعكة الصفراء في خطوة جديدة في برنامجها النووي المثير للجدل بينما تراوح مفاوضاتها مع القوى الكبرى مكانها. ويقع المنجمان على عمق 350 م كحد أقصى ومركزهما في ساجند في محافظة يزد على بعد حوالي مئة كيلومتر من المجمع الجديد في أردكان. وسيتمتع المجمع بقدرة إنتاج سنوية تبلغ 60 طنًا من الكعكة الصفراء وهي يورانيوم مركز يستخدم لاحقًا لإنتاج اليورانيوم المخصب، بحسب التلفزيون الرسمي الذي بث صورًا للمنشآت الجديدة.
ويتم تحويل الكعكة الصفراء إلى مادة اليورانيوم المعدنية المخصصة لإنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم (يو.اف.6) المستخدم في آلات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. وأعلنت إيران عن اكتشاف مناجم ساجند في العقد الأول من الألفية لكن الخبراء الغربيين أشاروا إلى أنها تحوي معادن سيئة النوعية. وأعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في خطاب نقله التلفزيون في بث حي “في الماضي كنا نعتمد على الخارج للتزود بالكعكة الصفراء لكن بفضل الله ها نحن ندشن المنجم تلو الآخر بتنا نمتلك مجمل سلسلة إنتاج الطاقة النووية”. كما طلب بمناسبة اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية من المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية “تسريع أعمالها” لتطوير البرنامج النووي. وصرح أحمدي نجاد “أصبحنا بلدًا نوويًا ولا أحد يمكنه انتزاع ذلك منا”. وتابع “في السابق حاولتم منعنا من امتلاك التكنولوجيا النووية وفشلتم. اليوم، بعد أن امتلكنا هذه التكنولوجيا ما زلتم تحاولون انتزاعها منا. بالطبع لن تستطيعوا ذلك. الحل الوحيد لديكم هو التعاون معنا … عليكم احترام حقوقنا” موجهًا الحديث إلى الدول الغربية في إشارة إلى المفاوضات النووية.