fbpx
هل يمكن لـ”عملاء الإمارات” إنقاذ مأرب؟

كتب – د. عيدروس نصر.
السؤال الذي يبرز عند الحديث عن القوات الجنوبية التي تم توجيهها للدفاع عن مأرب وصد الهجوم الحوثي عليها هو هل تستطيع هذه القوات أن تنجح فيما فشلت فيه فيالق القوات الشمالية الجرارة؟
ما من شك أن مصير مأرب المدينة والمحافظة يثير قلق كل من يشعر بذرة من الرفض والمقاومة للمشاريع الفارسية التي ما انفكت تبحث عن منافذ لتوسيع دائرة نفوذها في المنطقة العربية، ومن هنا يمكن النظر إلى مساهمات الآلاف من المقاومين القادمين من مناطق مختلفة وبالذات من محافظات الجنوب التي ما تزال عرضة للتهديد الحوثي والإخواني، من نواحي تعز والضالع والبيضاء ويافع ومكيراس، وحتى بيحان.
لكن السؤال الذي يتولد من هذا السؤال الرئيسي هو كيف يتطوع الجنوبيون المتهمون بـ”العمالة للإمارات العربية المتحدة” لإنجاز المهمة التي فشل فيها ذلك الجيش الذي يبلغ تعداده فوق نصف المليون من القادة والجنود، والمؤيدين من قبل 95% من سكان الشمال كما يقول إعلام خاطفي الشرعية؟
وهل يستطيع ألف أو ألفان أو حتى عشرة آلاف من المقاتلين الجنوبيين أن يقاتلوا في بيئة سياسية واجتماعية وتضاريس جغرافية لا يعلمون عنها شيئاً وأن يخلصوا مأرب من الهجمة التي فشل في صدها جحافل الجيوش الشمالية المؤهلة والمتدربة والخبيرة بالبيئة الجغرافية والسياسية والاجتماعية والطبيعية لمنطقة المواجهة.
لا اعتراض على مساندة أبناء مأرب وهم يتصدون لأشرس هجمة يديرها الحاكم الإيراني لصنعاء الجنرال “حسن أيرلو”، لكن كل ذي مقدار ولو قليل من الفطنة يتساءل: لماذا سحب القوات الجنوبية من المناطق التي يهددها الحوثيون والإخوان إلى مأرب في حين ترقد عشرات الألوية العسكرية الشمالية المفترض أنها (موالية للشرعية) في شبوة ووادي وصحراء حضرموت والمهرة، بعضها لم تطلق رصاصة واحدة منذ 1994م إلا إلى صدور المواطنين الجنوبيين في تلك المناطق؟ لماذا لا تتحرك هذه الألوية باتجاه مأرب وتبقى القوات الجنوبية في مواقعها لتضييق الخناق على الحوثيين في جبهات الضالع وكرش وبلاد الصبيحة وعقبة ثرة وغيرها من الجبهات لتشتيت جهود القوات الحوثية، وإرهاقها في أكثر من جبهة، وسيكون مثل هذا التكتيك نوعا من تخفيف الضغط الحوثي على مأرب االباسلة؟
نريد أن نسمع تبريرا مقنعا، ليس من متنفذي الشرعية، الين ليس من بين أهدافهم هزيمة  المشروع الحوثي، لكن من قيادة التحالف العربي التي تعلم الحقيقة وتغمض عنها الأعين.
لا أدري لماذا كلما دار الحديث عن مقاتلين جنوبيين يذهبون إلى معسكرات “الشرعية” في مأرب أتذكر حادثة معسكر الاستقبال في يناير العام الماضي 2020م، عندما تم استدعاء أحد ألوية الحماية الرئاسية إلى مأرب، وكلهم جنوبيون، وقضى منهم في تفجير مسجد معسكر الاستقبال 111 شهيداً وأضعافهم من الجرحى، عندما كانوا يؤدون الصلاة وحدهم بدون مصلٍ واحد من زملائهم الشماليين حينما تلقوا صاروخاً مجهول المصدر حول المسجد إلى حطام، ويتساءل من تابعوا الحادثة: هل جنود وضباط جيش علي محسن والمقدشي معفيون من أداء الصلاة؟ أم إنهم ليسوا من أتباع الدين الإسلامي؟
استذكار هذه الحادثة يدفعنا إلى تحذير المقاتلين الجنوبيين من الوقوع في فخ مشابه لما وقع فيه زملائهم شهداء وجرحى مسجد معسكر الاستقبال في يناير 2020م.
وأخيرا يعود السؤال إلى الواجهة: هل تستطيع القوات الجنوبية المتهمة بــ”العمالة للإمارات” إنجاز المهمة التي عجز عن إنجازها “الجيش الوطني” الذي ثلثي أفراده “يلوون في الشوارع” كما صرح الوزير الجهبذ ؟؟