fbpx
لماذا لا يجرب اليمن موسكو بدل الرياض؟ / علي السورقي – شيفيلد – المملكة المتحدة
شارك الخبر
لماذا لا يجرب اليمن موسكو بدل الرياض؟  / علي السورقي – شيفيلد – المملكة المتحدة

ما بين الرياض والعاصمة الروسية موسكو تكمن أسرار السياسة اليمنية الملتهبة على مستوى الداخل والخارج.. الرئيس الإنتقالي عبد ربه هادي يغادر قمة الدوحة الكلامية إلى عاصمة الدُب الروسي ليبحث عن بديل مرتقب للشقيق التقليدي الذي ما فتئ يوماً بمطالبة أخيه بضم نعجته إلى نعاجه التسع والتسعين، ما لم فقوانين الهجرة المجحفة بحق مواطنيه جاهزة للتفعيل، فمن العادة وقطع العادة عداوة أنه بعد كل قمة عربية يتوجه صاحبنا أياً كان السابق أو الحالي إلى عاصمة السعوديين للتشاور وبحث العلاقات الحدودية بين البلدين، وتقديم كشف المرتبات والمعونات السنوية لحكومة ظل القبيلة اليمنية، فهل يصوب الرئيس هادي زيارته إلى الدُب الروسي كي يحافظ على نعجتنا من الضم إلى نعاج الشقيقة، ويأتي بمن يستخرج المخزون الكامن في رحم الأرض كبديل لتسول الفتات من الجارة على حساب التخلف والإفقـار والنفي الإجباري لخيرة شباب اليمن إلى دول النفط؟
وبالتالي تكون لنا نعجتنا وللجارة نعاجها وكفى الله المغترب اليمني شر الكفيل وقانون الترحيل. أم هي الصدفة لا غير؟ ثم هل توافقت الصدفة في مغادرة الرئيس السابق صنعاء إلى الرياض وعلى طائرة خاصة؟ أهو العلاج والفحوصات الطبية؟ أم هو البديل القائم المستمر وتفعيل سياسة الجزرة والحمار؟ هادي في موسكو. وصالح في الرياض! فماذا تريد الرياض؟ وهل في موسكو رُقية ناجعة للإستشفاء من المس السياسي الإقليمي والخارجي الذي يعيق نعجتنا من مواكبة نعاج العالم ومن على سبيل المثال النفطية؟ أسئلة ليست محيرة للمتابع وحتى المطلع على اللُعبة السياسية القذرة التي تمارس ضد وطننا في ظل الإنبطاح لحكومتنا التوافقية وتخندق القوى القبلية والطائفية في سياسة المتاجرة الوطنية وثقافة الصراع على السلطة المهدورة كرامتها والمسلوب قرارها السيادي. فهل يحق لنا هنا القول تبت الأيادي؟ الرئيس هادي لا ضير أن كانت موسكو سوف تأتي بمن يفض بكارة الأرض بخِطبة رسمية وعقد شرعي خير من أن تُصاب بمرض العنوسة الإقليمية أو تضطـر لممارسة ظاهرة الزناء السياسي في الرياض! صحيح أنها بنت بلقيس ومعد كرب لن تتعرض لمحاولة الإغتصاب من قبل المغتصبين أصلاً، ولكن هي أرض ومن حقها كغيرها من القاصرات ممن مارسن المناكحة النفطية وأنجبن التخمة والثروة وأستبدلنا لخمية بالقصر والصحرى بالمدينة.. وبما أن الرئيس هادي ولي الأمر لنعجتنا فليعقد للدُب الروسي عقداً شرعيا بموجب القانون اليمني وعلى قاعدة الآية.. إمساك بعمروف أو تسريح بإحسان!؟ 
ولتكن زيارة الرئيس السابق المفاجئة للرياض للإستشفاء الطبي أو الترويح السياسي لا يهم طالما ولي الأمر يتمتع بحس وطني وبيده العصمة الشرعية ولعله يدرك تماماً بحكم خبرته وحصافته ورصانة تفكيره أن نعجتنا لن تقبل بالضم الكرتوني إلى النعاج الست! ولن تظل ترتعـي الصراع وتصفيات الحسابات بين الدوحة والرياض، فنعجتنا بمائة نعجة مما يصنفون، وفي باطنها جنتان ذوات مجد وتأريخ وحضارة ومما لا يفقهون!؟ هي فقط تريد ولي أمر شجاع ليخرجها من سياسية التبعية إلى نور السيادة وسوف تدرُ الضرع وتروي الكرامة.. القصد واضح ولا يحتاج إلى شطارة فالرئيس عبد ربه هادي في موسكو يفهم السر بالإشارة وما علينا ممن يقـرع إلى الرياض بالزيارة وما بين الرياض وموسكو شتان تصنيف الزيارة فنعجتنا لها شعب قوي الإرادة لا يخشى الذئاب.

علي السورقي – شيفيلد – المملكة المتحدة
Alsawrqi@hotmail.co.uk

أخبار ذات صله