fbpx
كوريا الشمالية تهدد أمريكا بضربة صاروخية مباشرة
شارك الخبر

يافع نيوز (متابعات ) بيونج يانج – اف ب:

أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون أمس قواته بإتمام كل الاستعدادات لتوجيه ضربات صاروخية إلى الأراضي الأمريكية والقواعد الأمريكية في المحيط الهادي ردًا على طلعات تدريبية تقوم بها قاذفات بي-2 في منطقة يسودها توتر شديد. وأصدر الزعيم الكوري الشمالي أمره هذا خلال اجتماع طارئ عقده ليلا مع كبار قادة الجيش، مؤكدا أن هذا الأمر يشكل ردًا مباشرًا على استخدام القوات الأمريكية قاذفات خفية من طراز “يو اس بي-2″، قادرة على إلقاء قنابل نووية، خلال مناورات مشتركة تجريها حاليًا مع الجيش الكوري الجنوبي. وقال كيم جونغ-اون بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الشمالية الرسمية إنه في حال قام الأمريكيون بعمل استفزازي “أرعن” فإن القوات المسلحة الكورية الشمالية “ستضرب بلا شفقة البر الأمريكي والقواعد العسكرية في المحيط الهادي بما في ذلك هاواي وغوام وتلك الموجودة في كوريا الجنوبية”.
ويرى الخبراء بغالبيتهم أن الشمال لا يملك التكنولوجيا اللازمة لإطلاق صواريخ على أهداف بعيدة كهذه. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية الجمعة عن مصدر عسكري جنوبي لم تذكر هويته أنه تم رصد “زيادة كبيرة” في تحريك الآليات والأشخاص في مواقع إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية. وكانت الولايات المتحدة أعلنت أول أمس الخميس أن قاذفتين خفيتين من طراز بي-2 تعتبران من القطع الأساسية في قوة الردع الأمريكية، حلقتا فوق كوريا الجنوبية في مهمة تدريبية، في تأكيد على التزام واشنطن حيال حليفها الكوري الجنوبي في ظل تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. واعتبر كيم أن طلعات القاذفتين تخرج عن إطار استعراض القوة بل تشكل “إنذارا (أمريكيا) يثبت أنهم يريدون إشعال حرب نووية بأي ثمن”.
ونادرا ما تعلن واشنطن عن المهمات التدريبية لهذه القاذفات التي تعتبر سلاحًا بالغ القوة صمم للقيام بمهمات خاصة لقصف استراتيجي عن ارتفاع عال يصل إلى 15 ألف متر خلف خطوط العدو. وهذه الطائرات المعروفة بالشبح لا يمكن رصدها وتحلق بسرعة الصوت ويمكنها حمل حتى 18 طنا من السلاح التقليدي أو النووي، منها 16 قنبلة بزنة 900 كلغ موجهة بواسطة الأقمار الصناعية أو ثماني قنابل جي بي يو-37 المضادة للتحصينات البالغة الشدة. وكانت كوريا الشمالية هددت الولايات المتحدة الثلاثاء بضرب قواعدها داخل الأراضي الأمريكية أو في المحيط الهادي، وصدر الإعلان الذي نقلته الوكالة عن قائد الجيش، في حين أن التهديد الأخير صادر عن الزعيم الكوري الشمالي. ودعت الصين إلى بذل “جهود مشتركة” لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمره الصحافي الدوري “ندعو كل الأطراف إلى بذل جهود مشتركة لتحقيق انفراج في الوضع”. وأضاف إن “السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدمان المصلحة المشتركة”. وأعلنت واشنطن مرة جديدة الخميس أنها “مستعدة لمواجهة أي احتمال” قادم من كوريا الشمالية، بحسب ما قال وزير الدفاع تشاك هيغل.
ويشير الخبراء العسكريون الأمريكيون إلى أن تصعيد اللهجة من جانب بيونغ يانغ لا يترافق في الوقت الحاضر مع تحركات عسكرية. وحرصت بيونغ يانغ على عدم إغلاق موقع كيسونغ الصناعي الواقع من الجانب الشمالي على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود بين الكوريتين والذي يستغله البلدان، وهو يدر عليها عملات أجنبية. وعمدت كوريا الشمالية منذ إقرار عقوبات جديدة ضدها في الأمم المتحدة في مطلع مارس إثر قيامها بتجربة نووية ثالثة إلى تصعيد لهجتها الحربية لتهدد بانتظام سيول وواشنطن بـ”ضربات استراتيجية” و”حرب شاملة”.
لكن كيم يونغ هون الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة دونغوك رأى أنه “يجب عدم تفسير ذلك على أنه مؤشر لحرب وشيكة” مضيفا “إنه رد فعل منتظر ومفصل ليناسب نشر قاذفات بي-2 ولعبة الضغط المتبادل هذه مع الولايات المتحدة ستستمر لبعض الوقت”. ويرى الخبراء أن الاحتمال ضئيل جدًا باندلاع حرب حقيقية ولا سيما أنه من المؤكد أن الشمال سيخرج منها خاسرًا، لكنهم يتوقعون أن يبدي الشمال استياءه بإقدامه على عملية شبيهة بالقصف الذي استهدف جزيرة كورية جنوبية صغيرة في نوفمبر 2010 وأوقع أربعة قتلى. وعززت واشنطن وسيول مؤخرًا معاهدة التعاون العسكري بينهما التي تنص على أن تدعم الولايات المتحدة حليفها حتى في حال حصول استفزاز طفيف من الشمال.

أخبار ذات صله