الاحتفال بالفشل ليس مقصور على ابناء الشمال الذين يحتفلون اليوم بذكرى 26 سبتمبر ميلاد الجمهورية العربية اليمنية، وهي الثورة التي فشلوا وعجزوا ان يحققوا اهدافها وبسبب فشلهم رجعوا الى نقطة الصفر واضاعوا مكاسب الثورة، ولم يتعلموا من الاخطاء بل مازالوا جميعهم يقفون خلف من هدم هذه الثورة بفساده وفشله وتأمره وحتى خيانته .
هذا الفشل يطالنا في الجنوب عندما نحتفل بعد ايام بذكرى 14 أكتوبر، ومن ثم عيد استقلال الجنوب في 30 نوفمبر، لم نستطيع ايضاً الحفاظ على اهداف ثورتنا، بل ضيعنا وطن ومقومات دولة ودخلنا دوامة الضياع بسبب فشل من جاء بعد الثورة.
الشيء الذي يقهر ويوجع ويجعلنا ندرك كمية الفشل والتخلف الذي جاء بعد هذه الثورات، لما نطلع على تجارب تنموية بمناطق قريبة منا وليست بعيد تحررت بفترة زمنية مقاربة لنا اي في الستينات، ولكنها حققت استقرار سياسي ونمو اقتصادي كبير وصنعت تحول تنموي مذهل انعكس على حياة هذه الشعوب .
هذه الايام أقراء وبتركيز تجارب دول شرق وجنوب آسيا ” النمور الآسيوية ” اكثرها بدأت نهضتها بداية الستينات، وبعضها بما فيها الصين وتايلاند بدأت نهضتها الحقيقة منتصف التسعينات يعني قريب جداً، وقبل ذلك كانت دولة شديدة التخلف والفقر .
من جاء للحكم في هذه البلاد بعد الثورات تمكن من الحفاظ على تضحيات من قام بهذه الثورات وطبق حرفياً اهدافها، والأهم حافظوا على كرامة شعوبهم .
هم لم يصنعوا المستحيل ولكن وجدت القيادة الرشيدة التي تضع الهم الوطني اولاً، بعيداً عن الايديولوجيا والتعصب الحزبي والقبلي والمناطقي، مما اوجد استقرار سياسي عكس نفسه على النمو الاقتصادي من خلال الحوافز التي وفرتها الانظمة الحاكمة في هذه الدول للاستثمار الأجنبي، وزيادة الإنتاجية والتصدير وبذلك صنعت تحول كبير في اقتصاداتها. .
ونحن بماذا نحتفل بضياع الكرامة والسيادة والدولة والأجيال ؟
اعذروني على الصراحة ولكنها موجعة أوقات .