fbpx
الفارق بين الحراك والثورة
شارك الخبر
بشير عثمان

القضية العادلة، القضية التي يحافظ الأفراد المنتمين لها على عدالتها. القضية الجنوبية قضية عادلة، والثورة ايضا قضية عادلة.
 
أمتلك الحراك المحافظة على عدالة القضية الجنوبية، لم ينحرف عنها أو يساوم بها طرف ضد طرف آخر، رغم كل الإغراءات ومحاولات الاختراق، أصبح اليوم قاب قوسين من تحقيق أهدافها.

على عكس الثورة، لم يحافظ كثير من الثوار على عدالتها، فهم في ظرف أشهر انساقوا نحو الانقسام والتمرس خلف مراكز القوى في الشمال، بعضهم كان مع الثورة، واليوم أخذ طريقه إلى الردة نحو الاحتماء ببقايا النظام السابق، و تملق لصوصها، ومراكز القوى التي أعتادها وأختصر مصيره بين بياداتها.

 كانت الفرصة الوحيدة لتلاقي الحراك مع الثورة ستتحقق لو نجحت الثورة وحققت أهدافها، والأهم لو أستطاع الثوار المحافظة على عدالة قضيتهم واستمرارية فعاليتها ونضالها نحو تحقيق أهدافها.

أما والأمر كذلك، فأعتقد أن الثورة قد توقفت عن التقدم. وسبقها الحراك بأشواط. 

تراجع التقدم الثوري يقابله آليا تناقض وفراق موضوعي، بين شمال وجنوب.. بين قضية أخلص لها أبناءها وشبابها وحافظوا على عدالتها وحموها طوال رحلتها الطويلة، وبين ثورة عُقد عليها الأمل، ولكن شبابها كانوا أقل من سقف المرجو منهم، أو أقل من الوعود التي أطلقوها.

أعتقد أيضا أن الفارق والسبب يعود إلى ثقافتين مختلفتين، وإلى الدوافع التي تحرك أنصار كل منها) يمكن تصنيف الفارق ،وعند الحد الأدنى، وفق الموروث السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والعادات والتقاليد والبيئة التي يولد فيها الإنسان).

الحراك قضية حقيقية إلى المستقبل، لا تتيح لأي جنوبي أن يتاجر بها، كونها شعبية ومنبثقة عن حقوق، وسوية ذهنية سياسية واجتماعية يؤمن كل جنوبي أن نجاحها هو نجاح له ولذاته، وليس لسياسييه.

لا يوجد مراكز نفوذ في الجنوب أو مراكز قوى، بل شعب يرسم المسار، وما على كل من يريد أن ينخرط فيه إلا أن يلتزم بهذا المسار. 

في الشمال، لا مسار، بل مراكز قوى تتحكم بالشعب، الشعب المطواع طبعا، هي من تحدد مساره (هذا لأن المشكلة في الإنسان الشمالي ذاته وانأ لا أقصد التعميم وضده، والحديث عن المُشاهد والمرئي فقط).

استطيع ان اجزم ان الإنسان في الجنوب صانع تحولات حقيقي، وسيرغم الواقع على الانصياع لمشيئته، أما الشمال فبالكثير سوف يبقون أسيري التمترس خلف مراكز قواهم المتخلفة، وأقلية شمالية محترمة تبذل جهودها لمحاولة فعل شيء.

انتظروا قليلا، وسنجد أنفسنا في وطنيين.. ولأسباب متعلقة باختلاف سيكولوجية وثقافة الشاطرين.


أخبار ذات صله