ثورة لاتستد الى قيم ليست ثورة فالاصل في الفساد والطغيان وممارسة الظلم واخذ وسلب حقوق الاخرين واحتلالهم ليس عدم وجود القوانين و الافكار بل مصدرها تحلل القيم وموت الضمير المعبر عن القيم والاخلاق والمبادئ عند الإنسان والذي يعتبر العنصر الرئيسي في بناء المجتمع فالقيم والاخلاق هي الحاضن والاداة النقية لتحقيق وانتصار الافكار والقوانين وبناء المجتمع
فعندما تصبح القيم مجرد سلعة عند صاحبها بل وينظر للاخرين كذلك
تصبح الافكار والأهداف والقوانين والاحكام لاقيمة لها فالقوانين والأنظمة والافكار والاحكام كلها صيغت لحماية القيم والحفاظ عليها فبالتالي الثورة تهدف الى تحقيق هذه القيم من خلال القوانين والانظمة والافكار وليس العكس فالدين الذي انزل علي الرسل كقوانين واحكام ونظام الهي جاء ليبني ويقيم قيم الحق والحرية والاخاء والصدق والانسانية بمعناها الحقيقي قيم الشجاعة والعدل والمساواة وغيرها من القيم
فالقيم هي الاساس التي يجب ان تقوم عليها الثورة وتصيغ الافكار من اجل تحقيقيها والا ستبقي الثورة مجرد شعار مفرغ من المضمون وان انتصرت سيكون انتصار شكلي ومؤقت وستتحول الثورة الئ سوط بيد جماعة تجلد بها الاخرين من الاصدقاء وصناعها الحقيقين قبل الاعداء
لان الظوابط الحقيقية لها ولحمايتها وهي القيم ليست موجوده فالحق والعدل والحرية والمساواة والنظام والقانون قيم وليست افكار ورؤي وعبارات والفاظ نحلم بتحقيقها بل هي سلوك وثقافة فينا نحن من يجسدها ويعززها وليس سلعة او مصلحة نستوردها من الاخرين او من المحتلين فاذا انطلقنا من القيم في فكرنا وسلوكنا وتعاملنا وعلاقاتنا هنا ستنتصر ثورتنا لانها ثورة قيم وليس شعارات فبضياع القيم أضعنا وطن وهوية وارض وتاريخ وشعب وثقافة اضعنا ثورة وتضحيات قدم من اجلها شعب باكمله الكثير وصار ضحيه في الماضي والحاضر وباستمرار تحلل القيم والسير بدونها في ثورتنا …. المستقبل ايضا… فهل يعي شعب وأجيال ما معني ثورة بلا قيم!!!