صلاح السقلدي
ضد القمع والترحيل الجماعي أيا كانت الجهة التي تنفذه أو الجهة التي يستهدفها. ..ضد حملات الاعتقالات والترحيل من محافظة مأرب التي تطاول أبناء عدد من المحافظات منها صنعاء وعمران وإب وتعز بذرائع العمالة للحوثيين أو بمسمى خلايا حوثية نائمة تستهدف القيام بانقلاب بالمدينة. وضد الاغتيالات والقتل الذي يطاول أيضا معارضين ومشتبهين سياسيين ورموز قبليين كما حدث هناك أيضا” مأرب ” مؤخراً, وفي عدد من المحافظات الشمالية منها صنعاء التي يتم فيها استهداف طائفة البهائيين، والمعارضين السياسيين لحكم حركة الحوثيين والمؤتمر بصنعاء وبعموم الشمال, وكذا ضد الإجراءات القمعية المروعة التي تحدث في تعز من قتل وسطو وتهجير وغيرها من اساليب العسف المشين.
والاستنكار لهذه الأعمال موصولاً لما يجري بالجنوب من قمع الصحفيين المنتميين للحراك الجنوبي” مجالس الحراك ” والمجلس الانتقالي الجنوبي والمعارضين لهذا الأخير وللشرعية في حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وعدن وسواها من المحافظات، وسواها من الجهات المستهدفة الأخرى، وكذا الاستهداف المعيب الذي يطاول أبناء الشمال في عدن وترحيلهم قسرا بذات التهم السابقة، ونخص منها الحالات التي لا تعززها أدلة واضحة تثبت زعم التخابر والتحضير لأعمال ارهابية وتخريبية سوى تهمة الانتماء الجغرافي الشمالي.
فمع تفهمنا للهواجس الأمنية التي تتمك الجهات الأمنية في عدن وسائر محافظات الجنوب، وحتى تلك الهواجس الأمنية بالمحافظات الشمالية إلا أن هذا الاسلوب” الترحيل ” ففوق أنه يضر بالضحايا ضرارا جسماني ونفسي كبيرين، فأنه يضرب بالصميم سمعة الجهات التي تقوم به، ويشوه القضايا التي تمثلها وتنتصر لها، وتضع بقصد أو دون قصد في دائرة التوحش أمام قوانين الأرض وشرائع السماء.
لم تنعدم وسائل الحماية الأمنية وطرق التحوطات الاحترازية حتى نعمد الى أسلوب العقاب الجماعي المشين” عقاب القطيع”، فثمة وسائل كثيرة لا تزال بجعبة الجهات الأمنية لتبدد من خلالها تخوفاتها، وتوازن بها بين الحفاظ على السكينة العامة وبين حقوق وكرامة الناس , لسنا بصدد سرد هذه الوسائل في هذه العجالة.
فمنذ انطلاقة الحراك الجنوبي ونحن نؤكد أنه ليس كل شماليا سلطة حكامة ، وليس كل البسطاء من بائع اسطوانات الغاز المنزلي هو علي عبدالله صالح ، ولا بائع الخضار أو صاحب بسطة في كريتر هو حميد الأحمر، ولا شاقي في مغسلة بالشيخ عثمان أو عامل بناء يكدح في المنصورة هو علي محسن الأحمر أو الشيخ الزنداني.
فالقضايا النبيلة العادلة كالقضية الجنوبية تحتاج لأدوات نبيلة نظيفة لننتصر بها لهذه القضايا ولنذود بها عنها ونترافع عنها أمام محاكم الحقوق العادلة، وإلّا سيكون كل واحد منا محامٍ خائب لقضية واضحة ،والسبب هو أدلته الفاسدة وحُججه العقيمة الملوثة.
* صلاح السقلدي.