مرة أخرى.. الجنوبيون في المحرقة

 

قبل أشهر قُـــتِلَ وجُـرحَ أكثر من 200 جنوبي في مأرب بضربة صاروخية قام بها الحوثيون، واليوم تتكرر ذات المأساة وفي ذات المكان ولذات الجهة (جنوبيين)، والقتلى والجرحى بالعشرات كحصيلة أولية.

في المرة الأولى تخفّــى البيان العسكري المحسوب على الضحايا خلف حكاية أنهم كانوا بالركعة الأخيرة داخل مسجد المعسكر، وذلك لاستثمار الجريمة استثمارا سياسيا بشكل يبعث على التقزز، وللتملص من المسئولية من خلال إقحامه اسم المسجد والصلاة ،وهروبه من المحاسبة جّــراء متاجرته بأبناء الجنوب وجعلهم فريسة القصف بعد حشرهم بالمئات في معسكر مكشوف دون غطاء جوي، فضلا عن أنهم موجودون على تخوم جبهة حرب مشتعلة أصلا، من الجُــرم أن يتم تجميعهم بمكان واحد على مقربة منها، وفقا للمنطق العسكري والأخلاقي، هذا علاوة على الجريمة الكبيرة المتمثلة بالمتاجرة بأوجاع شبابنا وفقرهم وعوزهم وارسالهم وحداناً وزرافات الى الشمال كقاربين على أبواب مذبح الحسابات السياسية والمغانم الشخصية البائسة.

فمثلما رفضنا ونرفض أن يُــساق أولادنا في سوق نخاسة السياسية وبازار المال والامتيازات الى الحُـديدة والى خارج حدود الضالع والجوف وصعدة نرفض أن يساقوا الى مأرب كحطب حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حربا مشوشة الهدف ومجهولة الخاتمة ، فيما أصحاب الشأن ييمموا قواتهم وفوهات مدافعهم صوب عدن لاحتلالها ثانية. مؤسف.