fbpx
الفدرلية تشق طريقها في اليمن بين رؤيتين متنافرتين
شارك الخبر
الفدرلية تشق طريقها في اليمن بين رؤيتين متنافرتين

يافع نيوز – متابعات 

كشفت مصادر عربية ان فكرة الاقاليم في دولة يمنية اتحادية بدأت تشق طريقها عبر مؤتمر الحوار الذي افتتح اعماله الاسبوع الماضي في اليمن ويتوقع ان يستمر ستة أشهر.

وقالت ان المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني بدأوا يعون ان لا مستقبل لليمن كدولة مركزية تحكم من صنعاء.

وفي نفس الوقت ثمة ادراك بان فكرة الانفصال، اي العودة الى ما قبل الوحدة، لم تعد واقعية، خصوصا ان ليس ما يضمن تفادي نشوء نزاعات ذات طابع مسلّح في الشمال او الجنوب.

وكان من ابرز الذين طرحوا فكرة الاقاليم صالح علي باصرة، وهو وزير سابق للتعليم العالي. والقى باصرة، المحسوب على المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح) كلمة في مؤتمر الحوار دعا فيها الى الانتقال الى النظام الفدرالي.

ودعا باصرّة، وهو من حضرموت، الى تشكيل جمعية تأسيسية تنبثق عن مؤتمر الحوار، على ان تكون هناك مساواة في عدد الاعضاء بين الشمال والجنوب. وتتولى الجمعية التأسيسية اعداد مشروع الدولة الاتحادية والاشراف على الاستفتاء عليه، على ان يترافق ذلك مع تشكيل حكومة وطنية مؤقتة لتصريف الاعمال ونقل السلطات حسب النظام الاتحادي.

وبدأت جهات يمنية عدة تطرح افكارا في شأن كيفية تقسيم اليمن الى اقاليم يراوح عددها بين خمسة وسبعة.

واشارت في هذا المجال الى ان اوساط الرئيس المؤقت عبدربه هادي منصور تتحدث عن ستة اقاليم، فيما تطرح اوساط التجمع اليمني للاصلاح وهو الحزب الاسلامي الاكبر ويضم، بين ما يضمّ جماعة الاخوان المسلمين، تصورا يقوم على تسميات يمنية تاريخية. وتدعو هذه الاوساط الى تقسيم اليمن الى سبعة اقاليم هي: حمير، سبأ، تهامة، عدن، المعافر، همدان، حضرموت.

ويبدو ان القاسم المشترك بين كلّ ما يطرح في شأن الاقاليم يتمثل في افكار عامة تستند الى الآتي: يقوم في كلّ اقليم برلمان وحكومة في اطار اتحادي، على ان يتم التوافق في شأن كيفية تقاسم الثروة، حسب نسبة معيّنة يتفق في شأنها، بين الاقليم والحكومة الاتحادية.

ودعا باصرّة الى ان تدوم ولاية الحكومة الانتقالية والجمعية التأسيسية ثمانية عشر شهرا بدءا من يوم اختتام مؤتمر الحوار الوطني اعماله.

وتعتقد شخصيات نافذة يمنية ان فكرة قيام الاقاليم هي الفكرة الجدّية الوحيدة المطروحة امام مؤتمر الحوار الوطني وهي تلقى تأييدا من القوى الدولية والاقليمية المهتمة بمعالجة الوضع اليمني. وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تبديان اهتماما شديدا ياليمن من زاويتين مختلفتين.

فالولايات تركّز على محاربة الارهاب الذي أججه انتشار “القاعدة” في اليمن، فيما ترى بريطانيا ان هناك فرصة لقيام اقليم شبه مستقل في عدن يسمح لها بامتلاك نقطة ارتكاز في تلك المنطقة الاستراتيجية من العالم.

وترى هذه الشخصيات اليمنية أنّ ما يجعل فكرة الاقاليم مقبولة من دول الجوار، على رأسها المملكة العربية السعودية، الاقتناع بأنّ الاستقرار في اليمن جزء من الاستقرار الاقليمي، وأن هذا الاستقرار لا يمكن ان يتحقق في حال العودة الى صيغة الحكومة المركزية في صنعاء التي لم يعد هناك اي جدوى منها.

ويعاني اليمن، الذي يشهد فترة انتقالية في اعقاب الاطاحة بالنظام السابق، من أوضاع سياسية وامنية صعبة بسبب الاضطرابات الانفصالية في الجنوب والتمرد الحوثي في الشمال.

كما تحاصره ظروف اقتصادية خانقة، حيث يعتبر ثاني أفقر دولة عربية بعد موريتانيا.

ويقول البنك الدولي إن ثلث سكانه يعيشون تحت خط الفقر أي بأقل من دولارين في اليوم وإن البطالة تقدر بنحو 35 في المئة بينما وصلت نسبتها بين جيل الشباب إلى 60 في المئة.

* ميدل ايست أونلاين

أخبار ذات صله