fbpx
اليمن: صالح يحتفل بعيد ميلاده.. ونجل شقيقه قال للضيوف: عائدون للسلطة العام المقبل
شارك الخبر
اليمن: صالح يحتفل بعيد ميلاده.. ونجل شقيقه قال للضيوف: عائدون للسلطة العام المقبل

 

صنعاء ـ’القدس العربي’ ـ من خالد الحمادي:

احتفل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أمس بعيد ميلاده الحادي والسبعين، في احتفالية كبيرة أقامها في منزله بشارع حدة وسط العاصمة صنعاء، والتي عاد للاقامة فيها عقب تنحيه عن السلطة مطلع العام الماضي.
وكان النجل الأكبر لصالح العميد أحمد علي في مقدمة المستقبلين للضيوف والمدعوين لحضور حفل عيد ميلاد والده والذي أطلقوا عليه (يوم الوفاء) وحضر الحفل جميع أفراد عائلة صالح البارزين وفي مقدمتهم نجلا شقيقه العميد يحيى صالح، رئيس أركان الأمن المركزي السابق، والعميد عمار صالح وكيل جهاز الأمن القومي السابق، وكذلك جميع أصهاره وابناء منطقته القبلية.
أجواء الاحتفال بدت رسالة سياسية واضحة للرئيس عبدربه منصور هادي، خاصة وأن عادة الاحتفال بعيد ميلاد صالح لم تكن معهودة طوال فترة حكمه الثالثة والثلاثين، وأن الرسالة التي تم توجيهها ربما تتضمن (إثبات وجود) والتأكيد بأن صالح لا يزال حاضرا بقوة في المشهد السياسي اليمني.
وعلمت ‘القدس العربي’ من مصدر حضر حفل أمس أن نجل شقيق علي صالح العميد يحيى صالح قال ‘نحن عائدون للسلطة العام القادم’، في إشارة إلى أن عائلته تسعى للعودة للسلطة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إجراؤها في شباط (فبراير) القادم، وان خروج صالح وافراد عائلته ما هي إلا ‘استراحة محارب’.
وجاء احتفال صالح بعيد ميلاده، في وقت تتواصل فيه فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي دشنه الرئيس هادي الاثنين الماضي، والذي حضره قادة بارزون من الموالين لصالح بينما أُبعد عنه فقط أفراد عائلة صالح، وتكررت فيه كثيرا عبارة ‘عجلة التغيير انطلقت ولن تعود للوراء’، في إشارة إلى استحالة عودة عائلة صالح للسلطة.
وبين مساعي عائلة صالح للعودة للسلطة وتوجهات المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني المناهضين لنظام صالح وأفراد عائلته، يقف الرئيس هادي في طرف قصيّ يدفع بقوة باتجاه إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، غير أن العديد من المؤشرات تؤكد رغبته الجامحة في التمديد لدورة رئاسية قادمة، أو على الأقل إعادة ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة العام القادم، بمبرر أن الوضع السياسي للبلد لا يسمح بترشيح شخص آخر.
وقال قيادي سياسي بارز لـ’القدس العربي”إننا لم نلمس حتى الآن أي نوايا صادقة وجادة من قبل هادي نحو التخلي عن السلطة العام القادم مع انتهاء الفترة الانتقالية، رغم أنه يعلن بشكل مستمر أنه حريص على تنفيذ كافة بنود المبادرة الخليجية، والتي تسلّم بموجبها السلطة خلفا لصالح’.
واعتبر أن المجتمع الدولي وفي مقدمتها الدول الراعية للمبادرة الخليجية أصبحوا (شهود زور) على توجهات النظام اليمني الجديد التي لا تصب في خانة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية بقدر ما تصب في صالح تعزيز سلطات هادي وتعزيز توجهاته للبقاء في السلطة.
في غضون ذلك احتفت قوى الثورة يوم أمس بمرور الذكرى الثانية لانشقاق اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع ونصف الجيش اليمني تقريبا ليلعن مناصرته للثورة الشعبية، ويلعب عقب ذلك الأحمر دورا دراماتيكيا في إضعاف الوضع العسكري والسياسي للرئيس السابق صالح، رغم أنهما من عائلة واحدة.
وفي الوقت الذي كان فيه الأحمر يعتبر الرجل الثاني في اليمن بعد صالح خلال فترة حكمه، ما زال يلعب نفس الدور ونفس المكانة، حيث لا يزال يعتبر الرجل الثاني بعد الرئيس هادي، ويعتبره البعض بأنه أصبح الآن الرجل الأول، إثر ضعف هادي في السيطرة على الوضع العسكري والقبلي في البلاد.
وفي ظل هذه الأجواء، أصبح اليمن تتجاذبه ثلاث شخصيات محورية، هي هادي وصالح والأحمر، ناهيك عن القوى التقليدية كالقوى القبلية والسياسية، والتي تتصارع جميعها على الاستحواذ على كل مقدرات اليمن الجديد، الذي يفترض أن تخلقه الانتخابات الرئاسية القادمة وفق دستور جديد يتم الاتفاق على مضمونه في مؤتمر الحوار الوطني.
وتتهم قيادات شبابية النظام الحالي والداعمين له بإضعاف تطلعات الشباب في التغيير الشامل، ويخشون أن يعيد مؤتمر الحوار الوطني إعادة إنتاج النظام السابق، خاصة وأنهم يشكون من تهميش الشباب الفاعل في ساحات الثورة، وأن تمثيلهم في مؤتمر الحوار كان صوريا ومحدودا جدا، ولا يشكل تمثيلا حقيقيا.
وفجّر المتحدثون في جلسات الأيام الأولى لمؤتمر الحوار قضايا ساخنة، كانت الأبواب موصدة أمام مناقشتها في الهيئات العامة، وشكلت هذه القضايا المطروحة مواجع جديدة لليمن، كانت دفينة وغير معترف بالكثير منها.
وفي الوقت الذي تسيطر فيه القضية الجنوبية وقضية صعدة على أبرز اهتمامات الرأي العام والسياسيين، برزت قضايا جديدة لم تكن في بال اليمنيين، ويعتقد أن تشهد الأيام القادمة نقاشات ساخنة حول مختلف القضايا، ربما تعطي مؤشرا قويا عن المعطيات القادمة التي قد تحدد مستقبل الحوار الوطني، والتي يسعى كل طرف سياسي بأن تكون لمصلحته ومن نصيبه.

أخبار ذات صله