يافع نيوز – وكالات
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه لا يعلم ما إذا كان سيتقبل نتائج الانتخابات الرئاسية في حال خسارته، رافضاً التأكيد على مباركته لنتائج التصويت في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
واعتبر ترمب في مقابلة مطوّلة مع كريس والاس مقدم برامج «فوكس نيوز»، أنه لا يتفاعل جيداً مع الخسارة، وقال: «أنا لست خاسراً جيداً، أنا لا أحب الخسارة… لا أعلم ما سأفعل حتى حصول الأمر، هذا يعتمد على ما سيجري… سوف نرى».
وكرر ترمب، في المقابلة، تشكيكه بنظام التصويت عبر البريد، معتبراً أن عملية التصويت هذه ستؤدي إلى غش في الانتخابات الرئاسية. وذكّر الرئيس الأميركي بموقفه في الانتخابات السابقة، حين رفض آنذاك أيضاً التأكيد على أنه سيتقبل نتيجة الانتخابات في حال خسارته أمام منافسته هيلاري كلينتون، فقال: «أنا لن أجزم وأقول نعم سوف أتقبل النتيجة، ولن أقول لا لن أتقبلها أيضاً، وهذا ما فعلته في الانتخابات السابقة».
وهذه ليست المرة الأولى التي يلمّح فيها ترمب لاحتمال رفضه لنتيجة الانتخابات في حال خسارته، إذ سبق وأن علّق منافسه جو بايدن على هذه التلميحات، مؤكداً أن الجيش الأميركي سيرافق ترمب خارج البيت الأبيض في حال أصر على عدم التنحي. موقف كررته حملة بايدن الانتخابية مباشرة بعد مقابلة «فوكس نيوز»، فقال المتحدث باسم بايدن، أندور بايتس، «الشعب الأميركي هو الذي سيقرر نتيجة الانتخابات، والحكومة الأميركية قادرة على مرافقة أي شخص موجود عنوة في البيت الأبيض إلى خارج أسواره».
وانتقد الرئيس الأميركي، بشدة، استطلاعات الرأي كافة التي تشير إلى تقدم بايدن عليه، وقال رداً على سؤال والاس: «أنا لا أخسر لأن هذه استطلاعات مزيفة، كانت مزيفة في عام 2016 والآن هي مزيفة أكثر».
وهاجم ترمب، تحديداً، استطلاع محطته المفضلة «فوكس نيوز»، الذي أظهر تراجعه بـ٨ نقاط عن نائب الرئيس الأميركي السابق، فقال: «الأشخاص المعنيون باستطلاعات الرأي في (فوكس) هم الأسوأ. لقد أخطأوا في الانتخابات السابقة. هم مخطئون في كل استطلاع رأيته».
إضافة إلى استطلاع «فوكس نيوز»، أظهر استطلاع جديد لصحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي» تقدم بايدن على ترمب بـ15 نقطة. وأكد 55 في المائة من المشاركين في الاستطلاع الذي نشر يوم الأحد أنهم سينتخبون بايدن، فيما قال 40 في المائة منهم أنهم سيصوتون لصالح الرئيس الأميركي. واعتبر39 في المائة من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم يدعمون أسلوب ترمب في الرئاسة، فيما أكد 57 في المائة معارضتهم لهذا الأسلوب. وترتبط هذه المعارضة بشكل أساسي بأسلوبه في معالجة تفشي فيروس كورونا، إذ أعرب 60 في المائة من الناخبين عن امتعاضهم من سياسته في هذا المجال مقارنة بـ38 في المائة من الداعمين لها.
وتحاول حملة ترمب الانتخابية مواجهة هذه الأرقام من خلال زعزعة دعم الأقليات لنائب الرئيس الأميركي السابق، وقد صرفت الحملة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة أكثر من مليوني دولار في الولايات المتأرجحة على الحملات الدعائية التي تستهدف الأقليات من الأميركيين من أصول أفريقية ولاتينية لإقناعهم بعدم التصويت لصالح بايدن. وضمّ ترمب جهوده إلى جهود حملته الانتخابية، فسعى إلى تشتيت الانتباه عن الانتقادات التي تواجهها إدارته في مكافحة فيروس كورونا، وجدد هجومه على منافسه مغرّداً: «لقد تم الكشف عن تجسس أوباما وبايدن وفريقهما على حملتي ولم تتم محاسبتهم! لن ننسى هذا أبداً!!».
وفيما يركز ترمب هجومه على نظام التصويت عبر البريد، يسعى بايدن إلى إلقاء الضوء على التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية المقبلة، على غرار انتخابات عام 2016. وكان نائب الرئيس الأميركي السابق أعلن أن وكالات الاستخبارات الأميركية بدأت بإطلاعه على معلومات استخباراتية في إطار الاستعدادات الروتينية تحضيراً لاحتمال فوزه بالانتخابات. وقال بايدن بعد إحاطته: «علمنا في السابق ونعلم الآن، بفضل المعلومات التي حصلت عليها، أن روسيا لا تزال تحاول تهديد عملياتنا الانتخابية. كما أن الصين وغيرها من البلدان تحاول القيام بأنشطة تهدف إلى زعزعة ثقتنا بنظامنا الانتخابي».
يأتي هذا في وقت أعلن فيه مغني الراب الأميركي كانيي وست، عن ترشحه رسمياً للسباق الرئاسي. وعقد وست تجمعاً انتخابياً في ولاية ساوث كارولاينا للإعلان عن خوضه السباق، وتحدث المغني الأميركي مع مناصريه الذين تجمعوا في قاعة الاحتفال، وهو يرتدي خوذة واقية للرصاص، وقد رسم على رأسه أرقام 2020، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية لهذا العام. وقال وست إنه مرشح عن «حزب أعياد الميلاد». وست الذي دعم ترمب في السابق، لم يتمكن من إدراج اسمه لخوض السباق في عدد من الولايات بسبب تأخره في الإعلان عن نيته للترشح، الأمر الذي سيشكل عائقاً أمامه في الاستمرار بسعيه للرئاسة. وكان ترمب علّق على إعلان وست مرجحاً أنه سيتمكن من جذب أصوات السود بعيداً عن بايدن، فكتب رداً على تغريدة تقول إن المغني الأميركي سينتزع أصوات الأميركيين السود من منافسه الديمقراطي: «لن يكون هذا صعباً. جو الفاسد لم يقم بشيء لخدمة السود!».