مقالات للكاتب
صلاح السقلدي
رفضُ الاعتراف بخطأ حرب 94م وبجريمة قتل المشروعة الوحدوي وخارطة طريقه السياسي المتمثل بوثيقة العهد والاتفاق، ومن ثم ورفض تصحيح مسار الوحدة المضروبة، والتمنع الاستعلائي بالاعتراف بوجود كارثة سياسية وطنية افرزتها تبعات تلك الحرب أدى ذلك إلى ظهور القضية الجنوبية. ومن ثم رفض تلك القوى بالاعتراف بهذه القضية كقضية سياسية وطنية وضاحة برابعة نهار التاريخ أدى الى ظهور الثورة الجنوبية الجماهيرية( الحراك الجنوبي). و من ثم رفض الاعتراف بهذه الثورة واصرار تلك القوى على التعامل معها كغوغاء وشرذمة حاقدة أدى ذلك الى تفاقم الأمور بالجنوب وتعقيداتها على مستوى اليمن، خصوصا مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الذي احتدم بين نظام الحكم وبين المعارضة الإفتراضية( المسماة باللقاء المشترك) التي كانت تلك الانتخابات من المفترض أن تتم قُــبيل ثورات الربيع العربي قبل ان تبعثر صناديقها زوابع الأحداث بالداخل والخارج ، أدى ذلك كل ذلك الى تكوّر كرة النار على رؤوس الجميع وأولهم الرافضين الاعتراف بالقضايا العادلة كالقضية الجنوبية وحروب صعدة أيضا ، التي قادتهم تلك الأوضاع وتلك السياسة الهوجاء الى حرب 2015م.
ومن رحم هذه الحرب تجددت القضية الجنوبية بتوهج طاغٍ، وصار لها هذه المرة مخالب ناشبة وأنياب حادة، وظهر معها الجنوب كقوة سياسية فضلاً عن عسكرية يستعصي تجاهلها, ومع ذلك ظلت قوى 94م تتجاهل كل ذلك وترفض الاعتراف بهذا الواقع بالجنوب بل باليمن برمته كما دأبت منذ حرب 94م, واستمرت تنسج غبائها على ذات المنوال المهترئ. فظهور هذه القوة الجنوبية الخشنة ممثلة بالمقاومة الجنوبية، والقوة السياسية الناعمة ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وصلابة عود وشكيمة مجالس الحراك الجنوبي الثورية إلّا أن قوى 94م ظلت وما تزال حتى اللحظة أسيرة سياسة الكِــبر، مُــصابة بتضخم مصران السياسة الأعور المتقيح بداخلها.
*صلاح السقلدي.