fbpx
ما وراء أحداث الحجرية وأهميتها الاستراتيجية؟

العميد الركن ثابت حسين صالح
يعتقد حزب الإصلاح أن منصب نائب رئيس الجمهورية ناهيك عن مكتب الرئيس هو استحقاق سياسي له وحده للهيمنة على القرار الرئاسي برمته .
يزداد دافع تمسك الحزب اكثر بهذا بعد فشله في اقتراح تعيين رئيس لحكومة المناصفة موالي له وبعد فشله في أبين الجنوبية.
لذلك يرى هذا الحزب في معركة التربة معركة كسر عظم، للضغط على الرئيس هادي وعلى السعودية بابقاء علي محسن في منصبه، من خلال تفجير الصراع في التربة، حيث يسعى الاصلاح الى تغيير المعادلة العسكرية في التربة والحجرية لصالحه.
في معركة التربة الحالية والتي هي معركة مصيرية بالنسبة لحزب الإصلاح لاتمام قبضته العسكرية على المناطق “المحررة” من مدينة تعز، حشد الاصلاح ولازال يحشد مقاتليه من اللواء الرابع مشاة جبلي الذي تم تشكيله قبل عامين لتطويق اللواء 35 مدرع بقيادة العميد عدنان الحمادي -الذي تم اغتياله لاحقا-، اضافة الى مقاتلين يتبعون الشيخ حمود المخلافي المقيم في تركيا الذي شكل هو اﻵخر معسكرا تابعا له في منطقة يفرس، في نهاية العام الماضي، استعدادا لمعركة ظل يؤجلها حزب الاصلاح للسيطرة على الحجرية كاملة.
ما اﻷهمية الاستراتيجة لهذه المنطقة عامة وللإصلاح خاصة ؟!!
لهذه المنطقة أهمية استراتيجية وتاريخية وجغرافية لها علاقة مباشرة في الجنوب وقد شهدت هذه المنطقة أحداث عام ١٩٧٨م بقيادة القائد الناصري عبدالله عبدالعالم والتي قمعها نظام صنعاء بعنف مفرط بقيادة قائد لواء تعز حينها علي عبدالله صالح.
بالنسبة للإصلاح تشكل منطقة التربة والحجرية حاليا آخر قلعة لخصومه السياسين ومنافسيه ممثلا باللواء 35 مدرع ، على الرغم من اختراقه من قبل اﻹصلاح وهو ما أدى إلى استشهاد قائده عدنان الحمادي . العنصر الآخر الذي يثير مخاوف الحزب هو توظيف العميد طارق صالح، القوة العسكرية المنافسة للحزب، لخصوم الاصلاح في الحجريه لصالحه.
مثل هذه الحرب التي يخوضها الإصلاح ليست الاولى،ففي احداث التربة العام الماضي، و التي خاضها الاصلاح كالعادة، لملاحقة ما سماها “عناصر خارجة عن القانون”، تدخل القائد الجنوبي السلفي ” حمدي شكري”، قائد اللواء الثاني عمالقة لوقف هجوم الاصلاح على المقاتلين السلفيين التابعين لابي لعباس، حينها خضع الاصلاح لوساطة قائد لواء الثاني عمالقة، وتوقفت الحملة اﻷمنية، ليستأنفها اليوم بدوافع أخرى، ضد خصومه، وبالطبع لهدف سياسي هو الضغط على المتفاوضين في الرياض والتلويح بأنه قادر على فرض أمر واقع، وقادر ايضا على افتعال معارك وشعارات “وطنية”.