fbpx
فيس بوك : القانون وحدود الخصوصية
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات خاصة :

مدارس وجامعات وشركات تأمين تبحث خلسة عن معلومات شخصية وصور في الفيسبوك لاستخدامها كأدلة في مكافحة الغش أو السلوك المخل. هذا ابسط مثال لاستخدام ، أو اساءة استخدام الكم الهائل من المعلومات الشخصية التي يتطوع مستخدمو الفيسبوك ، وشبكات التواصل الاجتماعية الاخرى بالتنازل عنها وجعلها عرضة للاستخدام من قبل كل جهة أو شخص يريد ذلك سواء ان كان لاغراض هادفة حميدة أو لاغراض اخرى قد تضر بصاحب المعلومة.

اعراض جانبية
بدهي أن أي اختراع أو تكنولوجيا جديدة تحدث اثارا في المجتمع سالبة كانت أم موجبة وأن المجتمع يحتاج وقتا كافيا قبل أن يكيف نفسه على التكنولوجيا الجديدة. وهاهو الفيسبوك يكاد يدفع بالبعض الى اغلاق ملفاتهم والكف عن استخدامه. في هذا المنحى حذر الكثير من الكتاب والمفكرين أن ما يبدو بريئا واجتماعيا قد تحول الى وسيط لجمع كل ما يمكن جمعه من معلومات شخصية واستخدام ذلك في سياق تجاري وتسويقي سواء ان كان بشكل مباشر او غير مباشر.
في هذا السياق تدخلت الكثير من الجهات المعنية بحماية المعلومات الشخصية في هولندا وفي أوربا وامريكا لاجبار الفيسبوك على تعديل قائمة اعدادته لصالح حماية مستخدميه وبياناتهم الشخصية.
يتذرع الفيسبوك بأن البيئة التي يوفرها هي بيئة شبه عامة وأن القوانين المتعلقة بحماية البيانات الشخصية لا تنطبق عليه وتخص فقط المعلومات التي تتحصل عليها الجهات الحكومية والشركات التي يجب ان تلتزم بشكل صارم بحماية هذه البيانات وعدم تداولها مع طرف ثالث او استخدامها بشكل تجاري.

استخدام في غير محله
فالجامعة التي تعاقب طلابها لانهم اخلوا بالنظم الخاصة بحفلات النجاح، او شركات التأمين التي تبحث عن صور للمؤمن بالبحث عن حسابه في الفيسبوك حتى تثبت أنه يتمتع بصحة جيدة وكان ينعم بعطلة تزلج وبالتالي كشف غشه فيما يتعلق بحالته الصحية، مثل هذه الجهات تعتقد أن لها الحق في الحصول على هذه المعلومات واستخدامها لأن صاحبها قد وضعها بمحض ارادته على الفيسبوك.
لذلك كانت الجهات الخاصة بحماية البيانات الشخصية محقة حين الزمت الفيسبوك من قبل بتعديل قائمة الاعدادات وتوفير خيار نشر الصور وتقاسمها مع الاصدقاء فقط مثلا، وهو خيار لم يكن موجودا من قبل وهو أمر يعلمه ويعلم مخاطره المشرفون على الفيسبوك.

إلتزام بالسياق
لتاتي بعد ذلك النقطة المتعلقة بعدم استخدام أي جهة لمثل هذه الصور إلا في سياقها الذي نشرت فيه. من أوضح الامثلة على ذلك حادثة طائرة الخطوط الافريقية التي تحطمت في طرابلس ولم ينجو منها إلا طفل هولندي وحيد حيث سارعت وسائل الاعلام وقتها الى البحث عن صوره في شبكة التواصل الاجتماعي الهولندية (هايفس) وتم نشر هذه الصور التي اثارت وقتها جدلا كبيرا في الاوساط الصحفية حول اخلاقيات المهنة وجواز الحصول على هذه الصور ونشرها في سياق مختلف. فالطفل الهولندي الذي نشر صوره كان يهدف لتقاسمها مع حلقة اصدقائه المحصورة ولم يكن وقتها شخصية مشهورة تتسابق عليها وسائل الاعلام ، الامر الذي حدث بعد نجاته من الحادث.

نقطة محورية
هذه الحادثة تشكل نقطة مفصلية فيما يتعلق بحماية الخصوصية ضمن ما يعرف خصوصية السياق أو خصوصية العلاقة. فلكل فرد كامل الحرية ان يخلق ملفا شخصيا يختار له ما يشاء من بيانات في السياق الذي يريد دون أن يعرضه ذلك لاستخدام بياناته خارج هذا السياق ودون ارادته. بعبارة اخرى وبمثلما للشخص الحق في اخيتار نوع الحياة التي يريد والهوية التي يريد في اطار حياته اليوميه داخل محيطه الاجتماعي، فإن لهذا الشخص ايضا خلق الشخصية او الشخصيات التي يريد في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي وهي حرية يجب الا يهددها شبح السطو على بياناته من قبل أي شخص او شركة او مؤسسة واستخدامها بشكل يضر به.

تطور تقابله حماية
من ناحية اخرى فإن الفيسبوك لم يتوقف عن تطوير في اتجاه معالجة البيانات بشكل ادق واسرع من خلال محركات بحث جديدة مثل graph search الذي يسهل عملية الحصول على المعلومات الشخصية بشكل افضل. ومع أن الموقف المبدئي لمكتب حماية البيانات الشخصية الهولندي يقول بأن اللوم مثلا يقع على الشخص الراشد الذي يضع بمحض ارادته معلومات طبية حساسة تتعلق به على صفحات الفيسبوك.
أما في امريكا فإن السلطات تعمل بكل ما اوتيت ، وبغض النظر عن المسئولية الشخصية للشخص الذي يتنازل عن معلوماته وينشرها على الملأ ، عملت السلطات على اجبار الفيسبوك بعرض سياساته المتعلقة باعدادات الخصوصية على لجنة مستقلة تنظر كل عام في هذه السياسات وذلك للعشرين عاما القادمة. كما يجب على الفيسبوك استئذان مستخدميه قبل الاقدام على تغيير أي اعداد يتعلق بالخصوصية.

ابراهيم حمودة – اذاعة هولندا العالمية

أخبار ذات صله