يافع نيوز ـ وكالات
يمثل مقتل زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال، الذي يعتبر أحد أهم القيادات الإرهابية في الساحل الصحراوي على امتداد عشرين عاما، “ضربة لعشّ النمل” الإرهابي، بحسب الجيش الأمريكي وخبير.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد حصل كلّ شيء بسرعة مساء الأربعاء 3 يونيو/ حزيران في منطقة وادي أوردجان التي تبعد كيلومترين عن قرية تلهندك في صحراء شمال مالي مترامية الأطراف.
ونقلت الوكالة عن أحد السكان قوله :” إنه مع بداية الليل جرى قصف ومعارك في منطقة الوادي التي تبعد 20 كلم عن الحدود الجزائرية، وتم قصف سيارة “ثم تدخلت ستّ حوامات ومشاة”.
وأفاد المتحدث باسم رئاسة الأركان الفرنسية العقيد فريديريك باربي بأن العملية التي نفذتها القوات الفرنسية “جرت باتباع نموذج تدخّل يشمل حوامات وقوات مشاة تدعمهم طائرات قتالية”.
إضافة إلى عبد المالك دروكدال، قالت قيادة الأركان إن من بين الإرهابيين الذين تم قتلهم توفيق الشايب، وهو “قيادي كبير في تنظيم القاعدة مسؤول عن التنسيق والدعاية لهذه المنظمة الإرهابية”.
كما “فضّل إرهابي آخر الاستسلام دون قتال” ووُضع في الحجز، وفق العقيد باربي، وتحدث الساكن عن نفس الحصيلة: قتيلان وموقوف.
وتمثل تلهندك ملتقى للعاملين في قطاع النقل بالمنطقة الذين ينتظرون لعدة أسابيع أحيانا فتح الحدود مع الجزائر، وهي “موقع هام لتهريب المهاجرين” في الصحراء، وفق ما أفاد أحد أعضاء لجنة خبراء الأمم المتحدة في مالي.
وبحسب الجيش الأمريكي تمثل هذه العملية التي جرت بالتعاون مع مخابراتها “ضربة لعشّ النمل” الإرهابي.
وقال دينيس تول الباحث المختص في غرب إفريقيا بمعهد البحوث الاستراتيجية في المدرسة العسكرية بباريس: أنها ضربة لعش النمل الإرهابي، ولكنها لن نحلّ المشاكل، من الجيّد تحييد بعض القادة، وهذا سيضعف الهياكل إلى حدّ ما، لكن لاحظنا في أماكن أخرى أن إزاحة القادة لم تكن قطّ كافية”.
عبد المالك دروكدال ليس القيادي الإرهابي الوحيد في الساحل الصحراوي، إذ تمثل المنطقة الغارقة في العنف منذ 2012 ساحة عمليات عدة مجموعات إرهابية.
توجد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بالقاعدة، والتي يمثل تنظيم دروكدال جزءا منها، ويجمع هذا التحالف المشكّل عام 2017 جماعات إرهابية أخرى أهمها أنصار الدين التي يقودها في شمال مالي إياد أغ غالي، وكتيبة ماسينا الناشطة في وسط مالي بقيادة محمد كوفا.
وفي منطقة “المثلث الحدودي” بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي، يوجد حضور قويّ لتنظيم داعش الإرهابي في الصحراء الكبرى الذي يقوده أبو وليد الصحراوي.
وصارت منطقة المثلث الحدودي في وسط مالي وشرق بوركينا فاسو مركزا للعنف منذ عدة أشهر، ويقول إبراهيم مايغا الباحث في معهد الدراسات الأمنية في باماكو “في الميدان، الجماعتان الأكثر نشاطا (التابعان لكوفة والصحراوي) لا تخضعان لدروكدال”.