fbpx
تزايد ضحايا “الموت الصامت”.. الغاز السام يحصد أرواح الإيرانيين وسط غياب الدور الحكومي
شارك الخبر

يافع نيوزـ حوادث

قالت منظمة الطب الشرعي الإيرانية، يوم الإثنين، إن 784 شخصا لقوا حتفهم بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون، العام الماضي.

وقالت المنظمة: “إن محافظات طهران وفارس وأصفهان، هي المحافظات الأكثر تسجيلا لضحايا “الموت الصامت”.

وأضافت أن “إيران فقدت 136 شخصا نتيجة التسمم بالغاز، بينما فقدت محافظة فارس 69 شخصا وأصفهان 62 شخصا”.

وهذه الأرقام لعام 2019 فيها نسبة زيادة بمقدار 35% عن عام 2018، فيما كان عدد الضحايا من الرجال 590، ومن النساء 194، وفقا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”.

وقالت الوكالة، إنه “في عام 2018، كان عدد الوفيات لدى الرجال بسبب التسمم بالغاز 573 حالة، وعدد النساء 176 حالة”.

وعادة ما يحدث التسمم بأول أكسيد الكربون في موسم البرد؛ بسبب استخدام أجهزة التدفئة التي تعمل بالغاز والمداخن غير القياسية.

وقال رئيس “مجموعة العمل الوطنية لمنع الوفيات الصامتة”، محمد نوفرستي: “على الرغم من أن الغازات تؤدي إلى عدد كبير من الضحايا، إلا أنها تؤثر في الغالب على المنازل العشوائية، وكذلك على المنازل التي لا تكون ظروف التدفئة والتبريد لديهم جيدة”.

وأشار نوفرستي في حديثه لوكالة أنباء الطلبة “إيسنا”، إلى أن “تشكيل مجتمع آمن، اليوم هو أحد الاحتياجات الأساسية التي يجب أن يعمل فيها القطاعان العام والخاص مع المنظمات غير الحكومية، وإبلاغ المجتمع حول أضرار هذا القاتل الصامت ومثل هذه الوفيات وسبل التعامل معها”.

وانتقد نوفرستي عدم الرقابة من الجهات الحكومية خلال بناء المنازل التي تشيد برخصة من البلديات في المحافظات والمقاطعات، مضيفا “أن الضمير في العمل قد تضاءل اليوم في بعض أجزاء المجتمع، ونولي اهتماما أقل بالأخلاقيات المهنية”.

الحروق تفتك بالإيرانيين

من جانبه، قال مدير “مركز أبحاث الحروق” بجامعة إيران للعلوم الطبية، محمد جواد فاطمي، في منتصف مارس الماضي، إن عددا كبيرا من الأشخاص يموتون أو يصابون بالعجز كل عام؛ نتيجة الحروق الحرارية والكهربائية والكيميائية.

وقال: “إن وضع الحروق في إيران مؤسف للغاية وخطير”، مبينا أنه “حين تحذر من زيادة خسائر التسمم بأول أكسيد الكربون في النصف الثاني من العام، تؤكد احتياطات السلامة في تركيب واستخدام أجهزة التدفئة في الخريف والشتاء وتنصح جميع المواطنين باستخدام أجهزة التدفئة في هذه المواسم، وهي متصلة بشكل رئيسي بنظام غاز المدينة، مع أقصى قدر من العناية”.

وتابع جواد فاطمي: “هؤلاء الأشخاص هم عموما من عائلات منخفضة الدخل، وغالبا ما تحدث حروقهم بسبب الفقر المادي والمساحة المادية غير القياسية ومرافق معيشتهم، والتي يمكن تغييرها”، مبينا أن “الحروق بالسوائل الساخنة واللهب هي أكثر أنواع الحروق شيوعا”.

ولفت إلى أنه “يتم السماح للمرضى المحروقين بعد العلاج الأولي بمغادرة المستشفى، وغالبا ما يفقدون وظائفهم دون دعم، وتضيع حياتهم العائلية، ويتجنب المصاب أن يكون في المجتمع ويعاني من أنواع مختلفة من الأمراض العقلية”.

وأشار إلى النقص الذي تعاني منه بعض المقاطعات في عدم وجود مستشفيات ومراكز صحية لعلاج الحروق، وقال: “إجمالي عدد أسرة الحروق في البلاد يبلغ 864 سريرا، يوجد 155 سرير حروق لكل 100 ألف من السكان”.

وانتقد المسؤول الإيراني تجاهل الحكومة والجامعات التابعة لها الاهتمام بترغيب الطلاب على خوض المجالات المتخصصة في مجال علاج الحروق.

وقال: “يعاني الممرضون والعاملون في مجال علاج الحروق من قصور ونقص كبير، وهناك عدد قليل جدا من متخصصي الحروق، وعدد قليل من الزملاء المدربين على الحروق يعملون في هذا المجال، وغالبا ما يحتاج الشخص المحترق إلى الخضوع لجراحة تجميلية”.

وتابع: “إن العمل في مجال الحروق ليس له هيبة ولا دخل، وبالتالي فإن الناس يترددون في دخول هذا المجال، لذلك نحن نقدم ضحايا أكثر وكذلك معاقين، نحن لا ننفق المال بسبب هذه العوامل، نحن نخسر عدة مرات مثل الخسائر في الأرواح وإعاقة البشر، وإنه يمكننا الحصول على نتائج أفضل بتكلفة أقل”.

وسوم