يافع نيوز – العرب
أكدت مصادر يمنية أن التصعيد الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في جزيرة سقطرى، ومحاولة تفجير الوضع العسكري، مؤشر على تنامي رغبة الجماعة المدعومة من قطر وتركيا في حرف بوصلة الحرب نحو مكونات مناهضة للمشروع الحوثي وللتغول القطري والتركي في اليمن، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة التي يقودها العميد طارق صالح.
واعتبرت المصادر هذا التصعيد بمثابة اختبار لما ستؤول إليه الأوضاع في عدن بعد تأخر تطبيق فقرات أساسية من اتفاق الرياض الموقّع بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشارت إلى أن لجوء حزب الإصلاح إلى تأزيم الوضع في الجزيرة عسكريا ومحاولة الهيمنة على الوحدات العسكرية التي ما زالت ترفض الانضواء تحت أجندة الإخوان، يكشف عن مخطط لتسليم محافظات جنوب اليمن لجماعة الإخوان، بالتزامن مع اجتياح الحوثيين لمحافظة الجوف وتضييق الخناق على مأرب.
ولفتت المصادر إلى أن رهان التيار الموالي لقطر داخل الحكومة اليمنية بات منحصرا في تعويض خسارة حزب الإصلاح في جنوب اليمن، واختبار ما ستؤول إليه الأوضاع في عدن التي يحشد الإخوان قواتهم في منطقة شقرة لتكرار محاولة اجتياحها، بالتوازي مع تحركات عسكرية مشابهة في تعز (شمال عدن)، ومحافظة شبوة التي يواصل فيها حزب الإصلاح تجريف مؤسسات الدولة على النمط الحوثي ذاته، وتعيين موالين في المؤسسات العسكرية والمدنية.
وفي أحدث تداعيات التصعيد الإخواني في سقطرى الذي يتصدره المحافظ رمزي محروس أعلنت ثلاث كتائب عسكرية تابعة للواء الأول مشاة بحري انضمامها إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، ردا على الممارسات التي يقوم بها محافظ أرخبيل سقطرى والقوات التابعة له.
وقالت مصادر في المجلس الانتقالي لـ”العرب” إن “كتائب رحب” التي تضم كتيبة الدبابات وكتيبة الدفاع الجوي وكتيبة الشرطة العسكرية أعلنت انضمامها إلى القوات الجنوبية وتأييدها للمجلس الانتقالي بعد ثلاثة أيام من إعلان محافظ سقطرى سيطرته على معسكر القوات الخاصة الذي كان خالي الوفاض، الأمر الذي شجع قوة تابعة للشرعية على دخول المعسكر ونشر نقاط تفتيش في مناطق متعددة من الجزيرة وعسكرة الحياة المدنية واعتقال وقمع المعارضين.
وقال قيادي بارز في المجلس الانتقالي الجنوبي لـ”العرب” إن الممارسات التي تقوم بها “الشرعية” في سقطرى لم يعرف لها أبناء الجزيرة مثلا من قبل، وهو ما أدى إلى تنامي حالة السخط لدى قيادة ومنتسبي اللواء الأول مشاة بحري الذي أعلن انضمامه إلى المجلس في وجه التحركات الإخوانية الساعية للسيطرة على سقطرى.
ولا يخفي أبناء الجزيرة خشيتهم من أن تتحول محافظة أرخبيل سقطرى إلى منطقة لصراع النفوذ الذي تنتهجه تركيا في المنطقة، في ظل المعلومات المتواترة عن وجود مخطط تركي للوصل إلى سقطرى من خلال القواعد العسكرية التركية الموجودة في الصومال، في حال توافرت الشروط السياسية والعسكرية لهذا التدخل الذي يعمل الإخوان المسلمون داخل مؤسسات الشرعية على التهيئة له، من خلال التلويح بطلب التدخل التركي، وتفكيك التحالف العربي.وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم بن ثابت العولقي إن قيادة المجلس حذرت منذ وقت مبكر من محاولات حزب الإصلاح المهيمن على القرار في الحكومة الشرعية، نشرَ الفوضى في الجزيرة المسالمة من خلال تصدير الأجندة القطرية والتركية إلى سقطرى، كما هو الحال في محافظة المهرة عبر أدوات الدوحة وأنقرة، ومن خلال استقدام عناصر أيديولوجية من خارج سقطرى للعبث بنسيجها الاجتماعي المتماسك.
ولفت العولقي في تصريح لـ”العرب”، إلى أن المجلس يرى أن إنهاء التوتر في سقطرى يستوجب إزالة أسبابه وفي مقدمتها العناصر التابعة للشرعية التي تم استقدامها لتنفيذ مخطط تفجير الوضع، وتعيين محافظ غير مرتهن بأجندة الإخوان السياسية ويحظى بقبول وإجماع كافة أبناء الأرخبيل، إضافة إلى ضرورة ترك أبناء الجزيرة يعبّرون عن مواقفهم السياسية بحرية، ودون وصاية من أي طرف، وقبل ذلك تنفيذ اتفاق الرياض بما يتضمنه من معالجات سياسية وأمنية واقتصادية.
وكشفت مصادر يمنية مطلعة لـ”العرب” عن تصاعد حالة التوتر في سقطرى بعد زيارة قام بها المحافظ رمزي محروس لتركيا والتقى خلالها بقيادات إخوانية موالية لقطر، كما اجتمع بضباط استخبارات أتراك وقطريين، إلى جانب قيامه بتسجيل حوار تلفزيوني مع قناة “المهرية” التابعة لقطر والتي تبث من إسطنبول وتستهدف التحالف العربي بشكل منتظم.
وأضافت المصادر أن ارتباط محروس العضوي بالمشروع المعادي للتحالف العربي في اليمن يتجاوز المواقف السياسية، حيث تربطه علاقات خاصة بالدوحة، التي تستخدمه كحصان طروادة لمشروعها في اليمن انطلاقا من موقعه كمحافظ وخلفيته الحزبية التي لا توحي للوهلة الأولى بتوجهاته الحقيقية.
وقالت المصادر إن نشاط محافظ سقطرى يصب في اتجاه تعزيز الخطة التي تعمل عليها “الخلية” لتفكيك التحالف العربي وإنشاء تكتل سياسي جديد في اليمن يضم مختلف التيارات السياسية على قاعدة العداء للتحالف العربي بقيادة السعودية، ومن ثم تهيئة الأرضية السياسية للإعلان عن تحالف إقليمي جديد يضم قطر وتركيا وإيران، ويعمل على تسليم شمالِ اليمن إلى الحوثيين وجنوبِه إلى جماعة الإخوان.
وفي هذا السياق، كشف القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي عن تجميد الحوثيين عملياتهم في مأرب استجابة لوساطة قطرية من أجل حفظ ما أسماه ماء وجه حزب الإصلاح في اليمن