مقالات للكاتب
صلاح السقلدي
مؤكد أن القوات العسكرية التي تشكّــها السعودية -على نار هادئة – منذ شهور بعدن لا تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي ولا حكومة معين عبدالملك ولا أية جهة يمنية بالمطلق، بل تتبع السعودية مباشرة ماليا وعملياتيا وعسكريا، ومع ذلك توارت تلك الأصوات داخل السلطة المسماة بالشرعية التي ضجت أسماعنا بأن الحزام الأمني عبارة عن مليشيات لا تنصاع لها ولشرعيتها المدهشة ،مع أنها قوة تشكلت بقرارات جمهورية، وقياداتها ترقت بقرارات جمهورية من رأس السلطة التي ضجت بخطابها الصاخب.
و اليوم فجأة أكلَ القطُ لسانها، وصمتت صمت القبور، والسبب ببساطة هو أن هذه السلطة والفرقة النحاسية التابعة لها يخشون قطع المصروف الشهر والجعالة الأسبوعية ويرتعبون من صولجان مليكهم المفدى.
هذا ما كان من أمر هذه السلطة، أما المجلس الانتقالي فهو على وشك أن (يبق البحصة) على قولة الشاميين، وينفجر بوجه الحاكم والسفير السعوديين بعدن – أو هكذا تبدو لنا لغة الانتقالي المتذمرة من هذا الوضع، والله أعلم-، بعد أن بلغت الأمور مبلغا خطيراً من السوء والتدهور، جرّاء تنكر الطرف الآخر لاتفاق الرياض ومساعيه لإفشاله في ظل صمت سعودي مريب، والتحشيد العسكري الذي يقوم به على تخوم عدن بتواطئ سعودي صريح، هذا علاوة على باقي الأمور المتدهورة أصلاً على كل الصُــعد.