fbpx
حقيقة القاعدة والحرب المصتنعه في الجنوب، دراسة بحثية لمركز عدن للدراسات بعنوان ” اهداف الحروب التي تجري على ارض الجنوب “
شارك الخبر
حقيقة القاعدة والحرب المصتنعه في الجنوب، دراسة بحثية لمركز عدن للدراسات بعنوان ” اهداف الحروب التي تجري على ارض الجنوب “

يافع نيوز – متابعات اخبارية

اعد مركز عدن للبحوث والدراسات الإستراتيجية دراسة متكاملة عن الأوضاع التي تجري هذه الأيام على ارض الجنوب, وقد قام رئيس المركز الدكتور/ محمد الحُميدي بتقديم ملخص موجز لهذه الدراسة.
وقال في بداية حديثه ان مركزنا يتابع عن كثب ما يجري على ارض الجنوب ويقوم برصد وحفظ اهم المعلومات التي يمكن الرجوع اليها لتقييم اي تطورات او احداث
.
ومن هذا المنطلق يأتي تقييمنا لما يجري على ارض الجنوب هذه الايام من معارك بين ما يسمى بتنظيم القاعدة والجيش اليمني نستطيع ان نقول بأن هذه المعارك مصطنعة وتقف ورائها الاطراف الحاكمة والمتصارعة على الحكم في صنعاء, وسوف ندلل على ذلك بالحقائق التالية
:


اولا: عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة هي عناصر معروفة لدى السلطة منذ زمن بعيد, وبعضها كانت في السجون وتم تهريبها من السجون, ولم نجد مسئول امني تم محاكمته او محاسبته على سبب تقصيره في هذا الأمر. فهذه العناصر وحدها لديها القدرة على الهروب من السجن بينما السجناء الآخرين لم يهرب منهم واحد منذ عقود
.


ثانيا: سلطات صنعاء تستخدم هذه المجموعات وقت ما تشاء وتوقفها عن النشاط وقت ما تشاء, وقد اعترف كل طرف أثناء الأزمة اليمنية بأن الطرف الأخر يدعم تنظيم القاعدة, وكانت تلك

الاتهامات حقيقية وليس من باب المماحكة السياسية, فكثير من العناصر القيادية المتهمة بالإرهاب تستلم مرتباتها من الفرقة الاولى مدرع والبعض من الحرس الجمهوري والأمن القومي والامن السياسي ووزارة الداخلية. واكبر دليل على ذلك ان السلطات الحاكمة دخلت مع تلك العناصر في حوارات عدة مرات, وكان اخرها اتفاق الطرفين على هدنة لمدة عشرة ايام اثناء الانتخابات الرئاسية في شهر فبراير الماضي
.


ثالثا: هذه العناصر مع انها تدعي انها عناصر تنظيم سري, فإننا نجدها تتصل بوسائل إعلام وتنشر صورها على الجرائد, وتظهر في القرى والمدن, وهي بذلك تعرف انه ليس هناك من يتتبع خطواتها. فالسلطة تقتل منهم من يتمرد عليها فقط
.


رابعا: أحيانا تظهر باسم القاعدة وأحيانا باسم جيش عدن ابين واحيانا باسم أنصار الشريعة, وتقيم اليوم امارة هنا وغدا هناك ثم بعد فترة تنتهي تلك الامارة. فقد اعلنت في السابق عن امارة الجوف الإسلامية ثم إمارة مأرب ثم الغيت تلك الإمارات. وفي شهر مايو من العام الماضي أعلنت تلك المجاميع عن امارتي زنجبار وجعار في محافظة ابين, وقد سربت الاجهزة الامنية هذه الاخبار قبل فترة بأن تنظي القاعدة ينوي اعلان هاتين المنطقتين امارتين, وها هي الاجهزة الأمنية تروج اليوم بأن هذه المجاميع تنوي إعلان محافظتي شبوة وحضرموت إمارتين إسلاميتين. بل سربت أنها تنوي مهاجمة محافظة حضرموت. ومع ذلك لا تقوم هذه الأجهزة باتخاذ أي تدابير لمجابهة الخطر المحتمل
.

خامسا: تدعي السلطات الحاكمة في صنعاء ان عناصر إرهابية عربية مشاركة في تلك المعارك, ولكنها لم تقول كيف دخلت الى البلاد, وتعلن كل يوم عن مقتل اعداد كبيرة منهم, ولكنها مجرد
أكاذيب, فلو تم تدوين تلك الإعداد سنجدها بالآلاف, بينما الحكومة ذاتها تقول إحصائياتها ان عدد تنظيم القاعدة في الجمهورية اليمنية لا يتجاوز 300 ـ 800 عنصرا. بل انها تعلن عن مقتل بعض ويتضح انهم احياء


سادسا: معظم تلك العناصر تتلقى تعليمها الديني في مراكز تعليمية معترف بها من قبل سلطات صنعاء, وهذه المعاهد والمدراس الدينية تحصل على دعم علني حتى من مسئولون حكوميون. ومعظم هذه المعاهد والمدارس تابعة لتيارات دينية مثل التجمع اليمني للإصلاح والسلفيين والسنيين


سابعاً: رغم الإعمال القتالية المستمرة لم نجد جيش وامن السلطة أسرا شخصا واحدا. وهذا ما يدل على ان المعركة التي تدار مع تلك العناصر مخطط لأهدافها مسبقا. والسلطة وحدها لديها القدرة على وقف الإعمال القتالية او استمرارها. فهذه السلطة تدير البلاد منذ عقود بالأزمات والحروب, وآخرها حروب صعده الستة التي راح ضحيتها الآلاف ثم باتصال هاتفي تم وقفها. واليوم الجماعات المسلحة التي كانت تقاتل الدولة في صعدة وتتهمها بالقتل والإرهاب والتطرف متعايشة مع وحدات الجيش والامن المتمركزة هناك


ثامناً: سلطات صنعاء تستخدم تلك المجموعات المسلحة لأغراض سياسية, ومنها الحصول على الدعم الدولي, والاعتراف بها كشريك اساسي في مقاومة الارهاب, وضمان بقاءها في الحكم وعدم محاسبتها على جرائمها بحق الشعب. وكي يصدق العالم ان ما يجري في المواجهات حرب حقيقية تكلف وحدات عسكرية وأمنية غير مدربة وغير عارفة بطبيعة المنطقة بالقتال ضد تلك المجاميع بما يسمح لتلك الجماعات إنزال خسائر كبيرة بالجيش والامن, وتمكنها من الحصول على الأسلحة والاموال, وتوجهها بارتكاب جرائم بحق الإنسانية مثل قتل جنود أبرياء واعدام المواطنين
.
تاسعاً: هذه العناصر لم نجدها استهدفت العناصر الفاعلة في السلطة, او تستهدف ممتلكات تابعة لها, او منشآت حكومية تضر بمصالحها أو تضر بمصالح دول السلطات الحاكمة على وفاق تام معها, وفي الحالات النادرة التي حدث فيها بعض الاعمال الخارجة عن الترتيب المسبق كان أما لخلاف بين السلطة وهذه المجاميع, او تم التنفيذ بناء على رغبة طرف ما في السلطة
.


عاشرا: ان سلطات صنعاء عندما تريد تلك العناصر تشعل حربا في منطقة ما تستدعيها من كل المحافظات الى تلك المنطقة, حتى ان افراد المجاميع لا يعرفون بعضهم البعض, فالمهم ان تجعل منهم قوة فاعلة, ولكنها ليس تحت قيادة واحدة حتى لا تتمرد تلك القيادة, وهذا يضمن للسلطات القدرة على السيطرة على تلك المجاميع, وفي حالة تمرد أي مجموعة تجابها المجموعة الأخرى


اما أهداف الحرب الجارية على ارض الجنوب بين ما يسمى بتنظيم القاعدة او أنصار الشريعة ووحدات الجيش والأمن, فهي تكمن فيما يلي
:
1. تشويه صورة شعب الجنوب بأنه شعب متطرف, وانه في حالة خروجه عن حكمها سوف تتحول ارض الجنوب الى مرتع للإرهاب
.


2. جعل هذه المجاميع اداة لضرب اي قوى او شخصيات جنوبية تطالب بتحرير الجنوب واستعادة دولته. وتحويل الصراع الى جنوبي ـ جنوبي. بدلا من صراع جنوبي ـ شمالي


3. إضعاف الثورة الجنوبية وحراكها السلمي المطالب باستعادة دولته, من خلال سيطرة هذه المجاميع على مناطق هامة في الجنوب, مناطق تربط الوحدة الجغرافية والبشرية والاقتصادية للجنوب. فسيطرة هذه المجاميع على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين ادى الى فصل

مناطق الجنوب الغربية عن المناطق الشرقية. وتمت السيطرة على اهم منطقة في الوفرة الإنتاجية الزراعية والسمكية والحيوانية في الجنوب. وبالتالي حرمان شعب الجنوب من خيراتها
.
4. سيطرة تلك المجاميع على مناطق في محافظة ابين ادت الى ونزوح سكانها المعتمدون على الزراعة والرعي والصيد وتدمير منازلهم وتكبديهم لخسائر كبيرة من الصعب تعويضها. كما ان نزوح سكان تلك المناطق الى محافظات جنوبية أخرى سبب إشكالية وعبئ كبيرين لسكان تلك المحافظات
.


5. نقل مكان او ميدان الصراع بين الإطراف المتصارعة على الحكم من ارضها ومدنها وفي المقدمة العاصمة صنعاء الى ارض الجنوب, بما يضمن عدم نشوب قتال مباشر فيما بينها وتدمير ممتلكاتها.. قتال خسائره البشرية مواطنين جنوبيين ومن الجيش وتلك المجاميع وكثير جنوبيين ومن المناطق الشافعية او ما يسمى باليمن الأسفل, وخسائره المادية كلها جنوبية
.


6. تحويل أنظار المجتمعين الإقليمي والدولي عن القضية الجنوبية كقضية عادلة الى ما يجري من صراع بين العناصر المتطرفة والدولة, وهذه المجاميع مع ان كل قياداتها

وعناصرها ليس جنوبيين ولكن ادارة القتال على ارض الجنوب تجعل العالم ينظر الى ان تلك المجاميع المتطرفة كلها جنوبية
.


7. تحرص سلطات صنعاء على نشر تلك المجاميع التابعة لها في محافظات الجنوب التي تستخرج منها الثروات النفطية والغازية يجعل المجتمع الدولي في خشية من توقف صادرات النفط والغاز, وهذا ما يجعله يقف الى جانب السلطات الحاكمة
.


8. الزج بالوحدات العسكرية والأمنية التي معظم منتسبيها من أبناء الجنوب للقتال ضد هذه المجاميع, وهذا ما يؤدي الى

خسائر بشرية جنوبية تضعف من قوة شعب الجنوب. ولهذا اننا ندعو ابناء الجنوب من القيادات العسكرية والأمنية والضباط والجنود الى عدم الاشتراك في هذه الحروب التي لا ناقة ولا جمل لهم فيها, فان تضحياتهم في هذه الحروب في الزمان والمكان الخاطئين
.
مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية

* صحيفة صوت الشعب

أخبار ذات صله