fbpx
في ظل تردي الأوضاع الصحية.. كيف يستعد اليمن لمواجهة ”كورونا“؟
شارك الخبر

يافع نيوز ـ إرام نيوز

تبدو التجهيزات الطبية واللوجستية في اليمن، لمواجهة خطر وصول فيروس ”كورونا“، متواضعة حتى اللحظة، ولا تتناسب مع حجم التهديدات التي قد ينقلها هذا المرض معه إلى بلد يعاني تدهورًا في أوضاعه الصحية بفعل استمرار الحرب، في وقت ما يزال عاجزا فيه عن التخلص من أمراض وأوبئة تجاوزها العالم قبل عشرات السنين، كالكوليرا وحمّى الضنك، ومرض الخناق ”الدفتيريا“، التي تواصل حصد أرواح الآلاف من اليمنيين حتى اليوم.

وعلى الرغم من تأكيدات سالم باسلطان، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، لـ ”إرم نيوز“، أن بلاده ”خالية تماما من أي حالات مصابة بفيروس كورونا، ولم يتم رصد أي حالة مصابة أو مشتبه بإصابتها حتى الآن، في كافة محافظات الجمهورية“، إلا أن الاستعداد والتحضير لمواجهة هذا الفيروس متدن حتى الآن، مقارنة بحجم التجهيزات التي ترافق انتشاره في عدد من الدول المتقدمة، دون نجاحها في السيطرة عليه إلى الآن، طبقًا لما يراه ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول متحدث الصحة اليمنية، إن هناك إجراءات احترازية تجري في جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ”وقد تم توزيع كميات من الكمّامات والقفازات المعقمة وترمومترات حرارية، ومواد مطهرة، على هذه المنافذ، إلى جانب تحديد غرف خاصة للفحص الاحترازي، على الرغم من عدم وجود أي رحلات مباشرة إلى الأراضي اليمنية، قادمة من الصين“.

وأضاف أن الوزارة قامت بتدريب عدد من العاملين في المنافذ على كيفية التعامل مع المسافرين وتوعيتهم، إضافة إلى تدريب عدد من المثقفين الصحيين وبعض خطباء المساجد وآخرين من وزارة الإعلام، ”للاستعداد لنزولهم لعمل توعية صحية تثقيفية للمواطنين، في محافظات عدن، لحج، الضالع وحضرموت، (جنوبي البلاد)، وسيتم قريبًا تدريب عدد أكبر من بقية المحافظات، وذلك لرفع التوعية لدى المواطنين حول طرق الإصابة والوقاية، وبعض الإجراءات الاحترازية“.

وفي وقت سابق، من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الصحة اليمنية، أنها جهّزت عددا من مراكز العزل في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وسيئون والمكلا بمحافظة حضرموت، إلى جانب محافظتي المهرة وأرخبيل سقطرى، تحسبا لأي طارئ.

ويوم أمس الاثنين، توقفت التجهيزات والتحضيرات في الغرفتين المخصصتين لعزل الحالات المصابة أو المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، في العاصمة المؤقتة عدن، بعد أن رفض العاملون في مستشفى ”الصداقة“، بمديرية الشيخ عثمان، شمالي عدن، إلى جانب رفض الأهالي القريبين من مبنى المشفى، إقامة أي محجر صحي لمرضى كورونا فيه، وفقا لوسائل إعلام محلية.

وأكد مدير عام مكتب وزارة الصحة في عدن، الدكتور، جمال خدابخش، في حديثه لـ ”إرم نيوز“ صحة الأنباء التي تشير إلى رفض العاملين بمستشفى الصداقة وأهالي الحي، محملا وزارة الصحة والحكومة اليمنية وإدارة المحافظة، مسؤولية تحديد البدائل.

وقال خدابخش، إن مكتب الصحة بعدن كان يرفض إقامة غرف العزل الصحي في أي من مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن، وأنه لا بد من بناء مستشفى ميداني أو أن تكون غرف العزل في منطقة العريش شرقي عدن، أو خارج مدينة دار سعد، شمالي المحافظة، ”لكن الإصرار يولّد العناد وهذه هي النتيجة للأسف“.

ووفقا للبيان الصادر عن مكتب الصحة بعدن ومستشفى الصداقة، تلقى ”إرم نيوز“، نسخة منه، فإن حالة ”الهيجان الشعبي للساكنين في عمر المختار – الحي الذي يقع فيه المشفى – والعاملين في المستشفى، وصلت إلى حد التهديدات بالقتل وإهداء دماء مدير مكتب الصحة ومدير عام المستشفى. وأمام هذه التداعيات فإننا نعلن تعليق العمل في إنشاء أي محجر أو عزل لفيروس كورونا، سواء في مستشفى الصداقة أو غيره من الأماكن“.

ويرفض الأطباء والممرضون والإداريون في مستشفى الصداقة، إقامة غرف العزل في المشفى، بحجة احتوائه ”على أقسام كبيرة ومختلفة من المرضى الأطفال والنساء ومرضى السرطان والفشل الكلوي، إضافة إلى وجوده في حيّ سكني مزدحم“، ما يشكل خطورة انتشار فيروس كورونا بشكل سريع في المنطقة، وفقا لبيان صادر عن الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها هذه المنشأة الطبية أمس الاثنين.

وفضل المتحدث باسم وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، سالم باسلطان، عدم التحدث حول مشكلة غرفتي العزل بالعاصمة اليمنية المؤقتة في الوقت الحالي. مؤكدا على أن اللجنة الخاصة بمتابعة الإجراءات الاحترازية في الوزارة، ”ستناقش هذا الأمر في اجتماعها المقبل“.

ودعت منظمة الصحة العالمية، عبر مديرها العام، تيدروس غيبريسوس، يوم الاثنين، العالم إلى بذل مزيد من الجهود لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد، وأن يستعد لمواجهة وباء عالمي محتمل.

ومع اقتراب الحرب في اليمن من دخول عامها السادس، يواجه اليمنيون أوضاعًا صحية متردية، ”تسير نحو الانهيار الوشيك“، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية التي تقول إن نحو 50% فقط من المرافق الصحية تعمل، في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات والموظفين، في حين يبقى أكثر من 16 مليونا يمنيا، بحاجة ماسة إلى الرعاية الطبية.