fbpx
المدارس والطرق لا .. المستشفيات والمواطن لا .. مصالح الظالمين والمحتلين نعم

قلنا بأن العصيان المدني له أخلاقيات نابعة من أخلاقيات الشعوب التي دائماً تذود عن أخلاقياتها عندما تشعر بأنها مهددة بالخطر من قبل الأنظمة الحاكمة . وأن الشعوب تضغط على أنظمتها بواسطة العصيان المدني في حال كانت الأنظمة تخشى الشعب الذي انتخبها أو  قبل بها ؛ وهذا ما لا ينطبق على الوضع في الجنوب الذي فـُـرض عليه نظام احتلال يمني يسعى بكل ما أوتي من قوة لتجهيل الأجيال وقتل وإنهاك المواطنين لمصلحة رموز السلطة وأتباعها من الظالمين .

 

لم نلاحظ حتى اللحظة أن من يدعون إلى العصيان المدني لديهم ما يكفي من الإدراك حول أهمية وفاعلية العصيان المدني ، ولا حتى بعض أو جزء من الأهداف المرجوة لما يدعون إليه .. فلا يبدو أن نتيجة العصيان المدني في وضعه الحالي إلا تعطيل وتخريب وتشويه لا طائل له ولا فائدة منه طالما لا يملكون الخطاب المناسب للجماهير لإقناعها بأهمية وهدف ما يدعون إليه .. ليس مقبول  الخلط  بين ما تسعى إليه الأحزاب اليمنية وبين ما تهدف إليه الثورة الجنوبية القائمة في الجنوب من خلال مشاركة الشعب فيها وقيادته لها .

 

ومن هنا لا يمكن أن يكون العصيان المدني تصعيداً للثورة الجنوبية إذا لم يكن الهدف منه ضرب مصالح الدولة المحتلة والنافذين فيها والطامعين بثروات الجنوب والظالمين للشعب الجنوبي .. ولأننا لا نريد أن يقتل شبابنا على أيدي المحتلين الغاشمين بحجة قطع طريق يسير فيها المواطن المظلوم إلى مكان عمله أو منزله أو المستشفى الذي يقصده بسبب مرض ألم به أو بأحد أفراد أسرته .. وليس مقبولاً أبداً أن نوحي للعالم أننا استبدلنا ثورتنا التحررية بعصيان مدني لنظهر فيه على  أننا مجرد أحزاب تريد تغيير النظام .

 

لذلك على الجهات الداعية للعصيان المدني أن تكون في مستوى المسئولية في دعواتها للعصيان المدني .. فلا عصيان مدني بدون خطاب واضح موجه للجماهير عن النشاط الذي على الشعب الجنوبي القيام به ،  وتحديد أهدافه وغاياته ، وكذلك  علاقة العصيان المدني بالثورة الجنوبية وأيضاُ علاقة الداعين إليه أنفسهم  بالثورة نفسها .. فالدعوة إلى العصيان المدني هي دعوة إلى  مقاومة شعبية ؛ فإما أن تكون في إطار دولة بغرض التغيير ، أو أن تكون في إطار ثورة تهدف إلى التحرير !.

 

د. عبيد البري