fbpx
صعب قبول الجنوبيين العودة إلى المربع الأول . بقلم / أحمد قاسم طماح
شارك الخبر
صعب قبول الجنوبيين العودة إلى  المربع الأول . بقلم / أحمد قاسم طماح

مضى من عمر الثورة الشعبية السلمية سبعة  أعوام قدم خلالها شعب الجنوب خيرة أبناءه من الشباب والنساء والأطفال والشيوخ، وما من يوم يمضي إلا  وسقط شهيداً أو جريحاً أو مداهمة واعتقالات لنشطاء وشرفاء الثورة السلمية.

عانت مدنّا حصاراً وقصفاً للمنازل فوق  رؤوس ساكنيها وثورة الشعب السلمية لم  تقم عبثاً وإنما من معاناة طال أمدها 19عاماً من القتل والتشريد والتجويع 19 عاماً الجنوب يعيش  حالة حرب مستمرة ولم يشهد أي استقرار، وحدة بالقوة وحوار بالقوة، ما هكذا تورد الإبل  يا أيها الطغاة وعصابات الحروب في  صنعاء، فمهما تذرعتم  باختلاق  ذرائع  حروبكم على شعب الجنوب إلا أنها مفضوحة،  هل من أذان صاغية لكم، هل من عيون ترون بها وتميزون بها ما يجري من رفض شعبي كامل للاحتلال.

لقد اخترتم يوم 21 فبراير للانتقام وشن حملتكم العسكرية الواسعة  على الجنوب  متذرعين بإقامة احتفالية في مناطق ساخنة وسرعان ما اتضحت  الصورة الاحتفالية العسكرية والأمنية على جثث الشباب  والنساء  والأطفال  والشيوخ يوماً لتقولوا للرئيس  عبدربه  إننا لم نعطيك الرئاسة مجاناً في  مثل هذا اليوم.. فالجنوب هو الثمن، يوماً لتجديد القهر والإذلال على شعب الجنوب، يوماً لنقل  صراعكم من صنعاء  واتفاقكم على الجنوب  وجعل  الجنوب  ساحة حرب لتهدئة أعصابكم المتوترة لتستمتعوا بمشاهدة الدماء تسيل من شرفاء الثورة السلمية الجنوبية، يوماً تنتهكوا فيه  حرمات المنازل وتزجوا بمئات الشباب في السجون، هذه هي الديمقراطية، هذه هي  عنوان التحولات، هذا هو الوضع الجديد الذي  أنشأته  ثورة الشباب في الشمال، هذا هو أسلوبكم في حكم الجنوب،الحرب  والقوة هي  عناوين الحكم.

لقد  قطع الجنوبيون شوطاً كبيراً  نحو الاستقلال فمن الصعب العودة إلى المربعات الأولى، أما أنتم فقد توقعنا عودتكم  إلى مربعات  ما قبل ثورة الشباب، فهذا شأنكم.

لقد تبادلتم الضحك على الذقون أنتم ومجلس الأمن  مثلما تبادلتم الضحك على ثورة الشباب في المبادرة الخليجية، أردتم  أن تشنوا حروبكم على الشعب الجنوبي لتتهموا الثورة السلمية وتشوهوا الصورة الجميلة والمشرقة والمعبرة عن الآمال والطموحات لخلاص هذه الأمة من الاستعمار والظلم.

ليس من الحكمة أن تكرروا المغالطات والخداع والتضليل، لقد جربتم القتل  والاعتقالات وحصدتم مكاسبها المخزية، فلماذا تكرروا نفس المشهد.

أن الديمقراطية هي رديف الوحدة الفاشلة  فيجب أن تعطى لها فرصة لتؤكد لكم القبول بالوحدة أو رفضها من ساحات النضال السلمي وليس من الغرف المغلقة، أن شعب الجنوب يعبر سلمياً عن رأيه وقناعاته وتحديد طريق مستقبله، وهو يرفض الظلم وتسويقه وينهج الحرية والعدالة والمساواة ويحمي الحقوق والممتلكات، فأشكال وأساليب النضال السلمي لم تنفذ بعد وهنالك إبداعات  نضالية لدى شعب الجنوب سوف يستمر فيها ويصعد من نضاله حتى تحقيق النصر.

كما ننوه إلى أن الحروب لها أشكال متنوعة سياسية وعسكرية ودعائية وإعلامية واستخباراتية، وإن ما حصل من الاعتداءات المتبادلة على المواطنين الشماليين والجنوبيين تأتي من أطراف وقوى سياسية في تكوينة الاحتلال هدفها الشحن الشعبي والكراهية لتستعيد هذه القوى شعبيتها بعد أن فقدتها.

أخبار ذات صله