يملئني اليوم القهر ويمتزج طعم المرار في فمي بمذاق الدم الذي رأيته يخضب أرض مدينة عدن الباسلة..تلك المدينة الساحرة بهدوئها ورقي أبنائها ، تلك المدينة التي يُخيل لزائرها بأنه في إحدى ضواحي لندن بسبب ذلك الهدوء الذي يكتنفها وهدوء ورقي أبناء عدن وسكانها والذين لطالما تحملوا الجور
وامتازوا بالصبر والثبات في جميع مامر بهم ..
21 فبراير صباح ذلك اليوم لم تكن تعلم تلك المدينة انها سوف تشهد عرس لم تتوقعه فقد كان صوت الزغاريد يصدح عالياً بصوت تلك الرصاص التي تحمل في باطنها الموت لكل من تطاله.
لم تتوقع تلك المدينة ان تتخضب بدماء احرار الجنوب في ذلك اليوم والذي كانت تحتفل به
بأنها قالت : يومآ لا للانتخابات ..انتخابات تعلم مسبقاً بأنها حبر على ورق وتلك المسرحية الهزلية ماهي الا سيناريو مكرر لأحداث نعلم مسبقاً نتائجها..!
من حقها يوماً أن تصرخ بما لا تريد وهذا حق كفلته لها الإنسانية ، ولكن هناك من أراد أن يكمم الأفواه ويجبر الآخرين على قول [آمين ] في لحظة صرخ بها الجميع لا والف لا …
كانت تلك الصرخة تدوي في مدينة عدن من سنوات مضت ولكن بمحاولة مستميتة عمد مصاصي الدماء لكي لا يصل هذا الصوت لأبعد من تلك الأجواء(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ).
حاولوا كثيراً تشويش الصورة وتزييف الحقائق بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة والهدف منه فقط أغراض شخصية دنيئة هانت معها أرواح الأبرياء وقتل بها الأطفال والذين أرواحهم تصرخ بأي ذنبٍ قتلنا …! أنقف نحن مكتوفي الأيدي ؟
نسمع لتلك الصرخات تنطلق من حناجر إخوتنا في الجنوب ونحن عاجزين عن قول كلمة حق…ألا فسحقاً لكل من يصمت عن قتل الأبرياء
والف سحقاً لها تلك الوحدة التي من أجلها يقتل الأخ أخاه ومن أجل ماذا..وأين ذهبت ضمائرهم ؟
من يقتل النفس التي حرَّم الله بدمٍ بارد وبقلوب ميتة انتزعت من جوفها الرحمة
لقد كفرت بالوحدة بعد أن آمنت بها لفترة طويلة من الزمن !
ولسوف أضع يدي بيد من يطالب بفك الإرتباط
فلم أعد أرغب بوحدة خضبها الدم وقدمت لأجل استمرارها سفك دماء كثيرة منذ 94 م ومازال المسلسل الدموي مستمراً حتى اللحظة !
فعفواً وحدتي لقد كفرتُ اليوم بك وذهب إيماني بك أدراج الرياح.فالرحمه والمغفره لشهداء الجنوب شهداء الحريه والانعتاق من الظلم والجور..!
