fbpx
صحيفة البيان : هادي يتفقد عدن وسط «العصيان المدني»
شارك الخبر
صحيفة البيان : هادي يتفقد عدن وسط «العصيان المدني»

عقيل الحـلالي (صنعاء)

 اتسعت رقعة الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية في جنوب اليمن لتصل إلى مناطق جديدة أمس الأحد غداة وصول الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، إلى مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، وسط دعوات لاستمرار «العصيان المدني» الذي بدأ السبت ودعا له «الحراك الجنوبي».

وكان هادي وصل بشكل مفاجئ ليل السبت الأحد إلى عدن، التي شهدت سقوط 8 قتلى وعشرات الجرحى، حتى مساء أمس.

وطالب قيادي بارز في «الحراك الجنوبي» الرئيس هادي بإقالة محافظ عدن، وحيد رشيد، المقرب من حزب «الإصلاح»، الشريك في الحكومة الانتقالية، والذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

 

وكان احتفال شعبي أقامه حزب «الإصلاح» في عدن، الخميس، بمناسبة مرور عام على انتخاب هادي، أطلق الشرارة الأولى للاحتجاجات والاضطرابات الراهنة في الجنوب، حيث تتهم شرائح واسعة من أبنائه «الإصلاح» بالتواطؤ مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في شن حرب أهلية لقمع محاولة انفصالية في صيف 1994.

 وعقدت الجنة الأمنية والعسكرية في محافظة عدن، أمس الأحد، اجتماعا لها برئاسة المحافظ وحيد رشيد، وحضور قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، اللواء ركن ناصر الطاهري.

وذكرت وكالة «سبأ»، أن الاجتماع الذي ناقش «المستجدات الأمنية في المحافظة» اقر «خطة أمنية متكاملة» قدمها اللواء الطاهري. وحثت اللجنة الأمنية والعسكرية في عدن أهالي المدينة على «التعاون» مع رجال الأمن لإنجاح الخطة الأمنية «وبما يكفل استقرار الأوضاع والحفاظ على الأمن والسكينة العامة»

 

وخرجت تظاهرات شعبية في عدن ومدن أخرى،أمس الأحد، للتنديد بأعمال القتل ضد المدنيين في الجنوب، وللتأكيد على استمرار ما وصفوها بـ«الانتفاضة» حتى تحقيق «الاستقلال». وهتف محتجون في عدن، كانوا يرفعون أعلام شطرية، «يا إصلاح يا (..) الوحدة ما هي بالقوة»، فيما أغلق آخرون عددا من الشوارع الرئيسية والفرعية في المدينة بالحجارة والإطارات التالفة المحترقة لفرض العصيان المدني، وسط دعوات باستمراره حتى اليوم الاثنين.

 

وقال شهود عيان لـ(الاتحاد) إن مدرعات عسكرية، كانت منتشرة في حي «المعلا»، أطلقت الرصاص الحي في الهواء لإجبار المحتجين على إعادة فتح الطرق المغلقة»، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى من المدنيين.

 

وفي محافظة لحج، شمالي عدن، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح عندما حاولت قوات الأمن في مدينة الحوطة فتح الطريق الذي يربط بين عدن ومدينة تعز، ثاني كبرى مدن شمال اليمن.كما أصيب ثلاثة جنود بصدامات مع مسلحين من الحراك الجنوبي» أقدموا على قطع الطرق الرئيسية في مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، حسبما أفادت مواقع إخبارية يمنية.وقال مسؤول بالمجلس المحلي في المكلا، لـ«الاتحاد»، :«هناك فوضى في المكلا. الشوارع مغلقة لليوم الثاني على التوالي»، مشيرا إلى أنه تم ليل السبت الأحد إحراق عدد من المحال التجارية، يملكها شماليون في بلدة «غيل باوزير»، المجاورة المكلا، والتي شهدت أمس الأول أعمال عنف أسفرت عن سقوط قتيل واحد.

 

وفي سيئون، ثاني كبرى بلدات حضرموت، أقدم محتجون، الأحد، على إغلاق طرق رئيسية بالمدينة غداة قيام مجهولين بحرق تاجر «شمالي»، رفض إغلاق متجره، ما أثار استنكارا واسعا بين أوساط السكان، حسبما أفاد أحدهم لـ«الاتحاد».وذكر أن الحالة الصحية للتاجر، الذي ينتمي إلى محافظة ذمار، «مستقرة»، مشيرا إلى تعرض أحد عناصر الحراك للضرب المبرح، أمس الأحد، من قبل قوات الشرطة التي حاولت فتح بعض الطرق المغلقة.

 

وتعرضت مقار حزب «الإصلاح» في المدن الجنوبية، أمس الأحد، ولليوم الثالث على التوالي، لهجمات من قبل عناصر في «الحراك الجنوبي»، تؤيد نائب الرئيس السابق، علي سالم البيض، الذي يقيم في المنفى منذ عام 1994.

 

وذكر حزب «الإصلاح»، ، أن عددا من مقاره في محافظتي لحج وحضرموت تعرضت لأعمال نهب من قبل «مجاميع مسلحة». كما تعرض مقر حزب «الإصلاح» في مدينة الضالع الجنوبية، الليلة الماضية، لهجوم بقنبلة يدوية أسفر عن أضرار مادية بالمبنى وبوابته الرئيسية. وعزا رئيس مجلس الحراك السلمي في حضرموت، أحمد المعلم، ما وصفها بـ»الانتفاضة» في الجنوب إلى «جرائم» نظام صنعاء و«مليشيات حزب الإصلاح التكفيري»، حسب قوله.وقال المعلم إن «الانتفاضة مستمرة حتى تحقيق أهدافها ورفع علم الجنوب على العاصمة عدن». وأمر النائب العام اليمني، علي الأعوش، بإجراء «التحقيقات اللازمة والتصرف وفقا للقانون في وقائع» الأحداث في محافظتي عدن وحضرموت.

 

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية إن أوامر النائب العام شددت على «ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في تلك الوقائع والتي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود والمواطنين، وإحراق بعض مقرات الأحزاب والممتلكات العامة والخاصة». بدورها، أكدت لجنة «الشؤون العسكرية»، المنبثقة عن اتفاق «المبادرة الخليجية»، على ضرورة «التصدي بحزم وصرامة لأية إخلالات تستهدف السلام الاجتماعي والوئام بين أبناء المجتمع».

 

أخبار ذات صله