كتب – صلاح السقلدي.
نشرتْ السيدة\ توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والمناهضة لحكم الرئيس السابق صالح صورة لها وهي بساحة من ساحات عدن في غمرة الحراك الجنوبي – أو بالأصح أعادت نشر منشور مع صورة من صفحة الأخ ياسر حسن، على صفحتها مشفوعا بتعليقها: (حين كان النضال من اجل قضايا الجنوب مغرم ومغامرة وركوب مخاطر). في تلميح واضح منها الى أن النضال اليوم بشأن القضية الجنوبية قد تحول كله من مغرمٍ الى مغنم وغنائم. ومبينة -بالصورة- الدور الذي قام به بعض الشماليون بمؤازرة الثورة بالجنوب.
لا نجادل أن بعض من نشطاء الجنوب قد اتخذوا من الثورة الجنوبية جسر عبور الى ضفاف المصالح الشخصية للحصول على مناصب ووجاهات ، ولكن يظل هؤلاء قلة لا يمكن أن يُــعتد بهم، أو يكونوا دليلاً على فساد وبطلان الثورة بالجنوب، فهي ثورة شعب وليس أفراد ” سقط المتاع” كما أردت السيدة كرمان أن تقوله بتجـنٍ، كما يقوله ويتجناه معها البعض.
فلو كان هؤلاء المتسكبون الجنوبيون دليلاً على فساد الثورة الجنوبية لكان العدد المهول من نشطاء ثورة التغيير بالشمال الذين هرولوا الى حضن المصالح أكبر دليل على فساد تلك الثورة وتعثرها.
ولو كان بعض الشماليون قد أزروا الثورة بالجنوب، فقد فعل الجنوبيون ذات الشيء مع ثورة التغيير بنوايا حسنة وسرائر نقية لا تشوبها أطماع ولا كان ذلك من باب الابتزاز للسلطات الحاكمة أو تركيعها لتقبل بقسمة المناصب على أثنين، كما أنتهج ذلك بعض الشماليون أفرادا وكيانات تجاه الثورة بالجنوب بجعلها ورقة ابتزاز للظفر بمكاسب ومناصب.
*الصورة لصاحب المنشور مع السيدة توكل كرمان بساحة الحرية بصنعاء نهاية 2010م بإحدى الاعتصامات الأسبوعية الرفضة لأساليب القمع ضد الجنوب والشمال.