fbpx
صحيفة لبنانية : عدن تشهد أوضاعاً متوترة ومخاوف من اعمال عنف متوقع بين الحراك والاصلاح
شارك الخبر

يافع نيوز – المستقبل اللبنانية

تستعد مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، لاحتضان احتفاليتين متضادتين، إحداهما تحتفي بالوحدة والثانية تتبنى انفصال الجنوب عن دولة الوحدة، ويسعى كل طرف من الطرفين المعدين لهما الى اثبات حضوره على حساب الآخر، فيما تتبدى مخاوف من صدامات بين المشاركين في الفعاليتين، باقتسام ساحات المدينة، المثقلة بالهموم في معركة اثبات حضور في الميدان. 
ومن المقرر أن تحتضن ساحة العروض بمنطقة خورمكسر بعد عصر اليوم الخميس فعالية ضخمة تعد لها القوى الثورية احتفاء بالذكرى الثانية للثورة الاحتجاجية الشعبية التي أطاحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح من رئاسة البلاد. وفي المقابل، دعا التيار المتشدد في الحراك الجنوبي الى حشد نشطائه ومناصريه أيضا للزحف إلى عدن للاحتفال بما اسماها “مناسبة الذكرى الأولى ليوم الكرامة 21 فبراير يوم النصر التي جسد فيها أبناء الجنوب برفضهم للانتخابات الرئاسية”، وهي الانتخابات التي صعد بها الرئيس الحالي عبدربه منصور الى موقع رئاسة البلاد، في خطوة تمت وفقا للمبادرة الخليجية، التي حققت تسوية بين فرقاء العمل السياسي، وينظر اليها الحراك الجنوبي كشأن شمالي، ليس للجنوبيين علاقة به. 
وأوضح محافظ عدن وحيد علي رشيد ان الاحتفالية ستحيي ذكرى انتخاب الرئيس هادي التي قال إنها تمثل ” أول انتقال سلمي ديموقراطي للسلطة في تاريخ اليمن”، معتبراً أن 21 من شباط ” كانت معلماً من معالم المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها لإخراج اليمن من الازمة المعقدة الشديدة والتي وصل أثرها الى كل بيت”. 
في المقابل، اعلنت قيادة ما بات يطلق عليها قوى التحرير والاستقلال اجتماعا لها مطلع الاسبوع الجاري في عدن، ناقشت فيه المستجدات في الساحة الجنوبية والاستعداد والتحضير لإحياء الذكرى الاولى ليوم “إفشال الانتخابات اليمنية على أرض الجنوب”، ودعت جماهيرها الى الاحتشاد يومي العشرين والواحد والعشرين من شباط الجاري في مدينة كريتر بعدن، تعبيراً عن “الرفض الجماهيري المطلق لبيان مجلس الامن الصادر يوم الجمعة الفائت، الذي اعتبر البيض أحد معرقلي التسوية السياسية في البلاد. 
وكانت عدن شهدت وما زالت أوضاعاً متوترة بعد الصدامات الدامية وسقوط ضحايا اثر اشتباكات شهدها بعض الاحياء بين ناشطين في الحراك الجنوبي وناشطين في حزب التجمع اليمني للإصلاح يومي 3 و11 شباط الجاري، ما يدفع بالكثير من المواطنين إلى إبداء المخاوف من تكرارها. 
على صعيد آخر، انقسمت فصائل الحراك الجنوبي بين مرحب بالحوار الوطني ومعارض له، حيث اعلن تكتل جنوبي تعليق مشاركته في الحوار الجنوبي ـ الجنوبي، فيما اعلن تكتل جنوبي آخر ترحيبه بالحوار الوطني الشامل المقرر تدشينه في الثامن عشر من شهر آذار المقبل في العاصمة صنعاء. 
وقال الناطق الرسمي باسم التكتل الوطني الجنوبي الديموقراطي شاهر مصعبين ان القيادة العليا للتكتل وقفت أمام قضية الحوار الجنوبي وأقرت تعليق مشاركة التكتل في هذا الحوار حتى إشعار آخر”، في اشارة الى الحوار الذي تعد له مجموعة من التكتلات الجنوبية، بغرض توحيد القيادة الجنوبية ووضع رؤية موحدة لحل القضية الجنوبية في اليمن. 
وأكد مصعبين لـ “المستقبل” أن اجتماعا للقيادة العليا للتكتل تدارست في اجتماع لها في عدن مستجدات الأوضاع السياسية والتطورات الراهنة في مشهدها العام ولاحظت المستوى المتدني لتعامل المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن الدولي مع القضية الجنوبية، وعبر عن أسفه الشديد لهذا المستوى من التعامل الأممي مع قضية سياسية وعادلة بامتياز لشعب من شعوب العالم. 
واعلن تكتل جنوبي آخر ترحيبه بتحديد موعد الحوار الوطني في اليمن، رغم عدم تهيئة الأجواء المناسبة لمشاركة الحراك الجنوبي السلمي، من خلال تنفيذ التوصيات العشرين التي وضعتها اللجنة الفنية للحوار الوطني خاصة ما يتعلق منها بالقضية الجنوبية. 
وأكد الملتقى التشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء في بيان صحافي على ضرورة ان يكون تمثيل الحراك الجنوبي السلمي قائماً على أساس المشاركة للمكونات الحقيقة المتواجدة على أرض الواقع في الجنوب، ويعتبر الملتقى أن تشكيل لجنتي معالجة قضايا الاراضي والمنقطعين في المحافظات الجنوبية رغم اهميتها لكنها لن تكون قادرة على معالجة القضية الجنوبية كما ينبغي.

أخبار ذات صله