fbpx
من المسئول عن غياب الفيروز والندى والعافية؟

قتلت فيروز وهي تحضن طفلتها التي لم تتجاوز بعد الأربعين يوما من عمرها فغسلتها وطهرتها بدمائها لتكون هذه هي الغسلة الأخيرة لمولودتها التي تفعلها وهي على قيد الحياة ، لتتركها بعد ذلك تواجه الدنيا يتيمة تعاني فقدان حنان الأم ودفء حضنها .
مع عافية حي السعادة أراد الأمن المركزي إن يكون الأمر مختلفا وان يقدم لنا صورة مغايرة تعكس مقدار الإنسانية الفائض في قلوب جنوده فلم يشأ القتلة إن يعيش جنين عافية يتيما بل صادروا حياته في أحشائها وهو لما يزل بعد في شهره الثامن.
الألم يمزق نياط القلب والكلمات تعجز عن قول ما ينبغي إن يقال في لحظات كهذه
لكن يظل السؤال هل ما يجري يعد امرأ طبيعيا ومقبولا ينبغي ان يستمر معه صمتنا وصمت المنظمات الإنسانية والحقوقية .
بالأمس اخترق عدد مهول من الرصاصات جسد الطفلة ندى شوقي ابنة الأربعة عشر ربيعا ولم يكتفوا بقتلها بل تمادوا في الإساءة إليها ميتة 
ثم جاء دور فيروز اليافعي ليزعموا إنهم إنما كانوا يستهدفون عناصر تتبع القاعدة وختموها اليوم بعافية وقالوا أنهم كانوا يطاردون قطاع طرق.
كل ما قالوه أعذار تساوي الجرم الذي ارتكبوه والمؤلم أن كل شيء مضى كما كانوا يريدون وجريمة اليوم ستمضي وكأن شيئا لم يحدث وكان الضحايا فئران تجارب لسلاح جديد بأيدي جنود مستجدين.
قيادات بارزة في حزب الإصلاح غضبت حينما كتبت يوم مقتل فيروز وقلت لوان ما حدث في البساتين حدث في تل أبيب لكان كفيلا بإسقاط حكومة لكن ولأنه حدث في عدن فأنه لم يكن كافيا لاستقالة أسوأ محافظ عرفته عدن وها آنذا اكرر اليوم ما قلته سابقا حرفيا مع إضافة اسم عافية وجنينها.
وإضافة إلى ذلك اتساءل ترى عن أي دين يتحدثون وهم يقتلون النساء؟
ولا بأي ثورة يحتفلون وهم ييتمون الرضع ويخطفون أنفاس الأجنة في بطون أمهاتهم؟
ولا أي حوار يدعون الناس إليه وهم يحاورون النساء العفيفات في بيوتهن بطلقات الدوشكا؟
ثم أخيرا أتساءل بغباء ترى أي قضاء يمكن أن يلجأ إليه أهالي الضحايا طالما القوانين تحمي الجنود من المساءلة عما ارتكبوه .