الجنرال صالح فاضل الصلاحي
شيكاغو 18/5/2019
لم يمر الاّ اسبوع من يوم فرحنا الكبير في مشاركتنا في حفل تخرج. عمّار محمد الصلاحي ، من كلية الطب – جامعة جنوب فلوريدا – تامبا – حتى تم إعلان حفل تخرج اطباء دفعة 2019 في جامعة أخرى ..
إختلف المكان والزمان والانسان ،فاليوم نحن في قاعة احتفال كلية طب -شرق فرجينيا- وهدف حضورنا هو من اجل مشاركة حفيدي الاكبر -عمران محمد الصلاحي- في حفل تخرجه من كلية الطب ومنحه لقب -الدكتور- .
كانت الفرحة الاولى هي تلك التي عشنا تفاصيلها واحداثها الجميلة ،التي ادخلت السرور الى قلوبنا والتي أخذت مكانها وزمانها اثناء تكريم حفيدي الثاني -عمّار محمد- (شقيق عمران ) في الأسبوع الماضي من -جامعة جنوب فلوريدا-
واليوم وان اختلف الزمان والمكان نعيش احداث الفرحة الثانية، ولكن في -ولاية فرجينيا- ومعها نعيش تفاصيل وطقوس مشابهة للحدث الاول، هنا تكررت وتضاعفت في وجداننا مشاعر الفرح فما “اشبه فرحة الليلة بالبارحة “.
ففي لحظات التكريم بالنجاح وتزيينهم بوضع وشاح التخرج على أعناقهم وصدورهم ، وامام عدسات كاميرات المصورين وتصفيق الجمهور ، تملكنا الشعور بالافتخار في ان ابنائنا فازوا في المنافسة الصعبة والشريفة في -بلد العم سام – ويتفوقون اليوم ويحصدون الشهادات العلمية ويحققون النجاحات التي نفتخر بها ، بل ويفتخر بها ابناء وطننا الاول .
لقد تملكنا شعور الشكر والامتنان الكبير بما وفقنا به الله، حيث سنحت الفرص ان نعيش خلال هذا الشهر الكريم (شهر الصيام والقيام ) ذات الفرحة مرتين .
في مراسيم هذا الحفل تكرر ما شاهدناه في حفل تخرج -عمّار- اذ تم فيه قراءة وترديد قسم أبقراط الطبي (Hippocrates Oath )
وهو تقليد جميل ومتوارث وعادة ما يقسم به الأطباء ، قبل مزاولتهم لمهنة الطب ، وفيه احياء ذكرى – أبقراط – صاحب فكرة هذا القسم الشهير ، والذي يعتبر من أعظم أطباء عصر اليونان القديم، بل ان كتب التاريخ تقدمه لنا بوصفه “أبو الطب”.
خلال هذا الحفل توالت الكلمات ومنها كلمة رئيس الجامعة وعمداء كلية الطب وهم يتحدثون عن قيم واخلاق تلك المهنة الطبية والإنسانية الراقية ، ويفاخرون في قدرات ونجاح وموثوقية وتفوق تلك الدفعة، من الأطباء حديثي التخرج بل ويقدمون البيانات والإحصائيات الداعمة لتصريحاتهم التي تؤكِّد على النسبة العالية لنجاحات طلابهم في الحصول على مقاعد التخصصات في المستشفيات التعليمية، في مختلف البرامج التخصصية الطبية منها والجراحية ، وذلك في الجامعات الأمريكية ، حيث وان ذلك يعتبر احد المعايير الرئيسية التي تتمايز بها كلية طب عن أخرى.
كم هو انساني وجميل في ان يحصل الطبيب الأب (الدكتور محمد صالح الصلاحي ) على دعوة كريمة وذلك للصعود الى المنصة ، لمشاركة اساتذة الجامعة في وضع وشاح التخرج على اعناق ابنائه كرمز التحول من طالب طب ، الى طبيب جدير في تشخيص ومعالجة امراض البشر وتخفيف آلامهم ومعاناتهم ، أينما وجدوا في عالمنا هذا دون انتقاء او تحيز او تمييز .
ستظل لحظات التكريم وما رافقها من مشاعر ، ستظل منحوته في ذاكرتي ، والاكثر هي لحظات مشاركة الاب الطبيب (محمد ) مشاركته لعميدي كليتي الطب في وضع وشاح التخرج على اعناق ابنائه -عمّار- وعمران- .
جميل ان ذلك التكريم لم يقتصر فقط على الحفيد ، بل انه قد شمل الأب الذي احسن توجيه وتصويب مسار ابنائه ولقد أحسست لحظتها باني انا الآخر قد شملني دفء وكرم ذلك التكريم ..
حينها رفعت يدي شاكراً رب السماء في انه قد امد بعمري حتى أعيش تلك اللحظات الانسانية الموحية والمؤثرة .
إنني لشديد الثقة بل والإيمان بان في نجاحهم الحالي والمستقبلي خدمة لوطني الاول، الوطن الجريح والذي حتماً ستنتصر ارادة شعبه وقضيته العادلة، في اعادة بناء الدولة الوطنية الحضارية المستقلة. وحتماً سيعود هم وامثالهم من الكوادر المهاجرة ذوي الكفاءآت العلمية العالية ، للمشاركة في بناء مؤسساتها وصروحها العلمية.
سيودع الدكتور- عمّار -جامعة -جنوب فلوريدا – ليلتحق في جامعة – ولاية ميتشجن- للإقامة سبع سنوات ، في برنامج جراحة المخ والأعصاب ، واليوم سيودع الدكتور – عمران- كلية طب شرق فرجينيا- ليلتحق في برنامج الجراحة العامة ثم التخصصية في جامعة فرجينيا .
سنتابع مسيراتهم ونجاحاتهم في الأعوام القادمة، وندعوا الله مخلصين في هذا الشهر الكريم ان يسدد خطاهم ويأخذ بأيديهم ويوفقهم في تخصصاتهم الجراحية وتطلعاتهم في الحياة .
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ ُ الدنيا غلابا.