fbpx
دولة الجنوب .. بين الماضي والمستقبل .. وخطر خلط الأوراق !!

دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية – الوريث الثوري الشرعي للجنوب العربي –  مثــلتها الكتــل البـشرية المليونية الجنوبية المتـجانسة الموحدة التي غطت ساحات الحرية والاستقلال على أرضها الجنوبية في مهرجاناتها وتظاهراتها رافعة أعلامها  ورافعة الشعارات الثورية لتحريرها واستقلالها .. تلك الدولة التي غابت بدون سابق إنذار  منذ عام  1990 عن كيان شعب الجنوب وعن مكانتها ودورها في الساحة الدولية .

 

هذه الكتــل البشرية الموحدة الإرادة ، هي وحدها القادرة بإذن الله تعالى أن تفاجئ العالم بقيادة ثورية من بينها !.. قيادة أمينة على الثورة ومصلحة الوطن ومستقبل الأجيال القادمة .. قيادة نظيفة اليد والفكر ومخلصة لهذا الشعب العظيم لتعمل بجهود وطاقات جديدة وشابة على الاستمرار في الثورة وقيادتها حتى تحقيق الاستقلال الذي قدمت من أجله أغلى التضحيات ، ومن ثم إعادة بناء دولة جنوبية جديدة وحديثة .

 

إن الشعب الجنوبي يدرك تماماً أن من كان مساهماً بشكل أو بآخر ، بوعي أو بغير وعي  في خراب الوطن الجنوبي ، لن يكون مساهماً في إعادة إصلاحه أو بنائه .. فلم يبـتـكر العالم حتى اليوم  وصفة سحرية يمكن استخدامها لتصحيح ” الوعي بالوطنية ” ! . وفي الوقت نفسه يدرك الشعب الجنوبي أنه قادر على تجاوز كل الأخطاء السياسية الماضية ، لاسيما  أنها كانت جزءً من أخطاء السياسات الإقليمية والدولية .

 

 

لست متأكداً أن رسالة التسامح والتصالح التي وجهها الشعب الجنوبي بقوة كاستفتاء شعبي أخذ شرعيته بالصورة والصوت ، قد أثرت كثيراً على وعي أولئك بالقدر الذي أثرت على العالم من حولنا الذي فهم منها أن الشعب لم يعد مشغولاً بالماضي  ، بل في الخروج من وضع الاحتلال الذي هو الناتج الطبيعي لقرار وحدة غير مدروسة .

 

ومع ذلك لا يزال القادة السابقين يتحدثون بشكل غير مقبول بعد التسامح والتصالح عن أخطاء في الماضي الجنوبي وعن مجرد خطأ إقامة الحرب ، لكنهم لم يتجرؤون أبدا على الاعتذار أمام العالم عن الخطأ السياسي التاريخي الذي يطالبهم به الشعب الجنوبي بذهابهم إلى وحدة فاشلة دون استفتاءه أو حتى علمه باتفاق الوحدة  !.

 

وفي تقديري أنه كان ولا يزال من واجب قادة الجنوب السابقين أن يعترفوا بأن الوحدة كانت فاقدة لشرعيتها  نظراً لغياب المشروع الوحدوي الاستراتيجي لمصلحة الشعبين ، وأن يعتذروا عن إهمالهم لعدة سنوات متابعة تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي الصادرين أثناء غزو الجنوب .. فالمجتمع الدولي لا يعترف من الناحية الدبلوماسية بشرعية الوحدة والحرب من عدمها إلا من خلال  طرفيها ، وهذا ما جعل بعض سفراء أوروبا يقتنعون بأن الشعب الجنوبي سعى إلى الوحدة طوعاً عام 1990م .

 

ألم ينشأ هذا الموقف الدولي إلا لغياب ما يناقضه من قبل القيادة السابقة نفسها التي تستطيع وحدها  أن تبرر خطأ قرارها بالوحدة كنتيجة طبيعية للوضع السياسي السابق في كل من الجنوب والإقليم المجاور ؟!.

 

وأخيراً ، وجب التنبيه إلى أن معظم التيارات السياسية الجنوبية الدخيلة على الحراك الجنوبي – ويقع على رأسها قادة سابقين – تشير في وثائقها إلى مراجعة الماضي منذ عام 1967 برغم التصالح والتسامح ، بغرض تتويه وإرباك الشعب وحراكه الثوري عن قضية تحرير واستقلال الجنوب كدولة جديدة ذات سيادة تتكفل مستقبلاً بتصحيح كل أخطاء الماضي  من خلال فـتح المجال واسعاً لكل فئات الشعب لممارسة الديمقراطية والحفاظ عليها لتحقيق الحرية والعدالة .