fbpx
عندما يشيخ الوطن

 

كيف لي أن أصف اللؤم الذي إعترا رقعة جغرافية يمسك بزمامها رموز جيل كان يمتشق لإختطاباتهم في نهارات مليئة بالمخاطر ووسائل التكميم البائدة .. اليوم هم أنفسهم وبذات الصفة مجازا جعلوها مكب يوشك للقاع إن يلفظ مكوثه ليس لأنه إلتئام فسحه أو ضيق أذرعه لكن بإزدحام البشر اللاهثة وراء إستباحة ماهو غير قانوني وغير حضاري حسنا بجرأة عبث تم تطويعه داخل مسرح البسيطة عبر أرتال مزجاه بالجند ..!
قبل أسابيع أغدقت علينا السماء بإمطارها الإستوائية المعتقة والثكنات تصحو من سهدها الطويل فينا .. ها هي الذكريات تتسلل من الأماكن لتراوغ لا معنانا المقيت ككل الكائنات “الهيولية النقية”.. كأن كائنك الداخلي يمارس هذيانه الدائم من دون أن يجروء لي أمسك القلم… الشتاء ما زال في شتاء فصله بينما تتعالي صرخات  الحصاد”المجنون”وكأنه دخل لتوه خلوة الالوهة… أو ربما مسه داء الصراع وإستنشاق البارود فصار كما ترى منكوش البنيان والفروع الشتاء عيد كوني لتدارك نفس حياة الناس في هذه البلدة أقل وصفا يمكن أن يقال عن عافية الحياة ..
سينتهي الشتاء ويأتي مابعده ليس لإنك تعرف ولكن ليعرف الجميع أن الزمان قد تمكن من المكان وصار الحال عسكر وأرتال وعلب مصفحات تتبعهم أينما ساروا..بميلان الأمواج المتلاطمة على شواطئك وعلى رمال الأرض تعانقك الشكوى عناقا لاهوتيا كأنكما التقيتما أول مرة كنقاط صغيرة جداً في أحد سطور الإتفاقية الملحمية التي أوقعوا بسببها هذه التعاسة بصقت “بقهرك ومظلوميتك” في مقت تمتمتا وتوغلا الفيالق..توغل المكان فيك.. توغلت البزة العسكرية في دهاليز وصفوف الطبقات المتفاوتة لا توجد حواجز حتى في مسألة الإزدواجية هذا يحمل الصفة المتضاربة وذاك يقتات أكثر من معاش من بؤر مالية عديدة التعايش وسيادة النظام والقانون الذي انبجس من  ينابيع تهاذيبك وبين فوهة وفوهة رأيتهم خلفك بعضهم يشبهك وبعضك الآخر يشبه بعضهم الآخر .
لم يكونوا شياطيناً حمراً كما توقعت .. تعانق الفيلقان..فيلق الأمس بفيلق اليوم أكثر من عقدين  كنت تصوب حواسك الرصاصية نحوهم.. واقفاً على شفا طلقة طائشة.. بينما ظلت صرخات “الجوع والوجع ” تطارد عويلك حيثما هممت ببوح الإزدراء بعد التحرير تم تجريف المدد من عشاق حمل السلاح مردفين..بعضهم كان طبيبا أو مهندسا وبعضُهم جاء بمحض إرادة ناعتا صنوف المدنية الباهتة وهو المقدام في قبض فتات اليوم …لكنه لم يكن يرغب في الموت بأي حال..أسحب الآن نفسا طويلاً من رياح الإستواء المسائية الفردوسية وأقول سيضيع الوطن أما هم لاشك أنهم زائلون..!
أيها اليمني الكائن في تفاصيل الدمار كن مخلصاً جداً في تحضرك اللحظي للموت..لم تساوي عندك الدنيا أكثر مما تساويه فيها صفرا مهملا في عدد لطالما ظل الإعلام متسيدا حصون الوغى منهمك بالتهليل لنعيش غربة الوطن وغربة الروح والجسد من الجلي أن مفردتي الكفاح والنصر في قاموس الواقع الجاثم معيب ولا يحق التباهي به إلا حين تصبح قيمة الإنسان معتبرة لا حين تصبح المجاعة طابورا وخيم ينخر جسد الإنسان المكافح ليأتي المنقذ متوشحا فاتورة دماء سالت هناك عبثا .. الوقت غير كاف لكفكفت دموع الحسرة الترابية المعتقة
بالدم فيا بنات أفكاري الوليدة واري تراب النسيان على ملامح وطن شاخ ..
مجاهد القملي