fbpx
” فـاشية ” الكثــيري .. و” سامية ” العبــدلي

بصرف النظر عن الخلفيات السياسية لظهور كل من مصطلحي الفاشية والسامية ، فالمقصود هنا بـ”الفـاشية” هو ذلك الذي ينطبق على  كل مَن يتبنى أو يعبر عن آراء تتناقض مع منظومة قيـَم المجتمع ومؤسساته السياسية والاجتماعية  وأيدلوجيتها التحررية … أما لفــظ “السامية” فيعود إلى سام بن نوح الذي يدّعي اليهود بأنهم وحدهم ينتسبون إليه ، ويستخدمونه مرادفـاً  لــ ” اليهودية” ؛ وتحتمي السامية عموماً بقوانين دولية ، بينما لا يزال العرب يؤكدون أنهم أيضا من نسل سام !.

لقد استبشرنا خيراً بالشرفاء من شيوخ الجنوب الذين التحقوا – بأي شكل – بالثورة الجنوبية على اعتبار أنهم ينتمون إلى سلطنات وإمارات ومشيخات كانت كل منها تمثل عشيرة قبلية تحمل نسبها من اسم الجد الأعلى للعشيرة ، مثل (عشيرة الكثيري أو العبدلي أو العقربي أو اليافعي …) واشترك أفراد كل عشيرة بالعيش في رقعة جغرافية محددة  لها  في إطار الجنوب العربي .. وعلى هذا الأساس ، توقعنا مع عودة كل الشيوخ إلى وطنهم ، بأن الانتماء إلى الوطن سيتجاوز الانتماء العشائري بالنظر إلى سواد الظلم في الوطن الجنوبي المشترك لعموم عشائر  الجنوب التي عاد  ليمثلها حالياً – بشكل تقليدي – شيوخ  من أبناء الزعماء السابقين لتلك العشائر .

وكما هو معروف ، أن صفة سلطان أو أمير  تمثل تعبيراً عن سلطة فعلية منسوبة إلى فرد معين بذاتــه في منطقة محددة .. ومع ذلك  رأينا البعض من أقارب الزعماء السابقين عادوا  إلى الجنوب  بهذا اللقب . وفي ظل الثورة الجنوبية والإجماع الشعبي على وحدة الوطن الجنوبي والتحضير للتسامح والتصالح الجنوبي ، أنعقد  اجتماع لقيادات جنوبية في الرياض في ديسمبر الماضي دعا  إليه  الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ، وفي مقدمتهم  ما تم تسميتهم بــ ” سلاطين وأمراء الجنوب ” وكان لهم ما شاء أن يسمعه مجلس التعاون .. وهناك دعوة أخرى تم الإعلان عنها مؤخراً من قبل السيد الزياني لعقد مؤتمر (لقادة الجنوب ما قبل عام 1967 وما بعدها بالإضافة إلى قادة الحراك الجنوبي !).

ولعل الشعب الجنوبي كان متفائلاً باجتماع القادة الجنوبيين في الرياض  قبل أن يعلم  عن تقديم ” السلطان” عبدالله بن محسن الكثيري في الاجتماع مذكرة  باسم ” عصبة القوى الحضرمية “، التي أرفـقها بمشروع ورؤية العصبة لحل ” قضية حضرموت ” إلى أمين عام مجلس التعاون الخليجي  الذي وعـد  بدوره  بدراستها ووضعها محل الاعتبار  . فيا ترى ما علاقة ذلك الوعد  بمشروع المبادرة الخليجية “الخاصة بالجنوب” التي ربما تأتي بها دول مجلس التعاون بناءً على طلب من الرئيس البيض ؟! .

وأين كانت هذه “العصبة” من استقلال حضرموت منذ غزو حضرموت عام 1994  أو حتى ما قبلها .. حضرموت التاريخ والثقافة والحضارة والثروة ، لاسيما أن الكثيري وغيره من الشيوخ  والشخصيات الحضرمية  كانوا  قريبين من مفاصل السلطة السعودية والخليجية  منذ ستينيات القرن الماضي ، ولم نسمع لهم أي صوت إلا في هذه الأشهر الأخيرة من الثورة الجنوبية .. وفي الوقت نفسه ، هل يقبــل الشعب في حضرموت بفاشية ما يسمى “عصبة القوى الحضرمية” التي لا يعتبر نشاطها متـناقضاً فقط مع طموحات الشعب بل أن ذلك يعتبر نزعة عنصرية  تجعل  بقية الشعب الجنوبي في منزلة اجتماعية وثقافية أدنى من شعب حضرموت ؟!.

وأخيراً ، دعونا ننظر في “السامية” من خلال  مساهمة  ” الأمير”  محسن بن فضل العبدلي  الذي يتحدث عن العودة إلى عهد الاستعمار والتخلف !.. بل أن العبدلي قد اعتبر بأن السياسة الدولية  لتهجير اليهود  إلى فلسطين في  الأربعينيات  كانت نتيجة لممارسات عنصرية  جنوبية  ، حيث عبـّر في الأسبوع الماضي [ في “السياسي برس” ] عن تصوره ورأيه الشخصي قائلاً : ” وفي تصوري ورأيي الشخصي والذي هميت وأهم بتوجيهه هنا إلى إخواننا في الجنوب لأنه أمر جنوبي جنوبي ، فعلينا  لكي نكون أكثر عدلا وإنصافا ، العودة بالتصالح والتسامح إلى عام 1947م حيث الحدث الأكبر وذلك عندما تم تهجير أبناء الجنوب من الطائفة اليهودية الذي تم فيه نزوح آلاف العوائل  والأسر الجنوبية من الطائفة اليهودية ظلما وقسرا  “.

فبالرغم من هذه التعبيرات “العبدليه” ، إلا أن الأمر لا يبدو دفاعا عن السامية أبداً !.