يافع نيوز – خاص:
يحاول المبعوث الاممي غريفيث إضفاء طابع إيجابي على مشاورات طرفين من اطراف الصراع في اليمن تجري في السويد برعايته وتشهد خلافات حادة وتعثر واضح بعد ايام من انطلاقها.
ويسعى المبعوث الاممي الى تصوير المشاورات بأنها ايجابية لمحاولة تلميع نفسه منذ تسجيله اول اخفاق في مهمته عندما فشلت جولة مشاورات جنيف 3 سبتمبر الماضي قبل أن تبدأ .
وانطلقت مشاورات السويد محصورة بين طرفين من اطراق الصراع في اليمن بعد تغييب اطراف اخرى ابرزها طرف ” المجلس الانتقالي الجنوبي” الممثل عن القضية الجنوبية التي تعد القضية الابرز في الازمة اليمنية.
وبدأت مشاورات السويد بداية ركيكة بالتركيز على القضايا الثانوية حيث لا تزال المشاورات عاثرة في تلك القضايا دون أي تقدم فيها، فيما القضايا الاهم والمتعلقة بالتطبيق الفعلي لوقف اطلاق النار لا تزال بعيدة المنال.
وبعد ان تم عقد مشاورات السويد لا تزال اوضاع المشاورات قيد الخلافات والاتهامات المتبادلة بين طرفي المشاورات وسط رفض الطرفين لأي تقدم للمشاورات التي زعمت مصادر اممية انها انجزت اتفاقيات بناء الثقة وتبادل الاسرى والتي لا تزال محل خلافات كبيرة .
خرج مارتن غريفيث بتصريحات لا تتناسب وما يجري في مشاورات السويد إذ انه حمل في تصريحاته اوصافاً اعتبرها مراقبين بانها تصريحات وهمية وغير شفافة فيما يخص ما يجري بالسويد.
ووصف غريفيث طرفي المشاورات بانهما يتعاملان بإيجابية وبشكل بناء، لمناقشة تفاصيل مقاييس بناء الثقة، وتخفيف العنف ووضع إطار عمل للمحادثات، مضيفاً : نأمل أن نتوصل إلى تقدم خلال هذه الجولة.
تصريحات غريفيث كشفت زيفها تصريحات لوفدي المشاورات الشرعية والحوثيين اللذين لا يزال الخلاف بينهما قائماً ولم يتوصلا الى أي نتائج ايجابية حتى اللحظة في أي من الملفات قيد البحث وفي مقدمتها اجراءات بناء الثقة.
أدى ضعف وفد الشرعية الى تجاوز الحوثيين للعديد من المحددات التي كان من المفترض ان لا يتجاوزوها لولا هشاشة وفد الشرعية المفاوض الذي يعتبر عن مدى الحالة والهزالة التي وصلت اليها ما تسمى الشرعية.
الضعف الذي يعتري وفد الشرعية أثر كثيراً على تعامل المبعوث الاممي والاطراف الدولية معه، كان ابرزها تجاوزت خطير واعتراف اممي رسمي بالحوثيين من المبعوث الاممي عندما وصف وفد المليشيات الحوثية بـ” وفد حكومة صنعاء ” .
وذهبت الشرعية الى مخاطبة غريفيث بلهجة استجداء الى ان المشاورات التي تجري بالسويد ليست مشاورات بين دولتين ولكن بين سلطة شرعية وبين جماعة انقلابية، بعد شعور الشرعية بورطتها التي وقعت فيها نتيجة حضورها الى السويد بوفد هش وغياب رؤية وتمسكها بمرجعيات تم تجاوزها في المشاورات الجارية.
وفي حين اتهم وفد الشرعية الحوثيين بمحاولة السعي لشرعنة انقلابهم وتحقيق مكاسب سياسية واعتراف دولي، واصل الحوثيين اسلوبهم في اظهار انفسهم بانهم ومظلومين بينما هم سبب الحرب والدمار الذي لحق باليمن شمالاً وجنوباً.
وقال عضو وفد الشرعية علي عشال : “نحن نعتقد أن المليشيات الحوثية لاتزال تريد من خلال أي تسوية أن تشرعن لوضعها الحالي أو تمرر مشروع الانقلاب من خلال اتفاقات سياسية.
واضاف عشال: ” ان هذا الأمر بالقطع مستحيل مهدداً بأنهم – أي الشرعية – يحققون ما اسماها انتصارات على مستوى العمل العسكري، وأن تحرير الحديدة قاب قوسين أو ادنى من ان تكون تحت هيمنة سلطة الدولة الشرعية “. حد وصفه.
الجدير بالذكر ان الشرعية لا علاقة لها بالانتصارات التي تحققت في الحديدة او قبلها في الجنوب، فكل ما تك تحقيقه هو بفعل قوات المقاومة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وبمشاركة مقاومة تهامة والمقاومة الوطنية وباسناد التحالف العربي، فيما قوات الشرعية بمأرب والجوف والجبهات الاخرى لم تحقق تقدما ولو متراً واحدا في جبهات الحوثي والمناطق التي يسيطرون عليها.
من جهة أخرى اعتبر وفد الحوثيين أن الشرعية غير جادة في انجاح مشاورات السويد حيث رفع وفد مليشيا الحوثي من مطالباته الى سقف تشكيل حكومة انتقالية والغاء الشرعية.
كما رفضوا أي حديث عن المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الشرعية كمرجيعات لبقائها كما رفضوا أي حديث عن تسليم السلاح.
ورفض الحوثيين أي قبول لتسليم ميناء الحديدة الا بعد انسحاب القوات من محيط مدينة الحديدة .
وتحدث محمد عبدالسلام رئيس وفد الحوثي حول المرحلة الانتقالي قائلاً انها تعني الدخول الى مرحلة سياسية جديدة بين الاستفتاء الدستوري ومعالجة مخلفات الحرب.
واشار في حديثه لقناة ” الميادين ” اللبنانية يجب ان تحدد بسنتين او ثلاث سنوات ويكون فيها تنفيذ ما تبقى من مخرجات الحوار الوطني دولة اتحادية ثم المرحلة الانتقالية تقدر بسلطة توافقية من الرئاسة او الحكومة تشارك فيها كل الاطراف وسحب السلاح من كل الاطراف بما فيها الشرعية .
الى ذلك قالت صحيفة عكاظ السعودية ان مليشيات الحوثي رفضت خلال مشاورات السلام في السويد أخيرا، إجراءات بناء الثقة لانجاح المشاورات وشروط المبعوث الأممي في تحديد أعضاء الوفود المتشاورة، وطلب الحكومة الشرعية الانسحاب من الحديدة وتسليم ميناء المدينة، والمرجعيات الـ 3 الجديدة لحل الأزمة اليمنية والمطالبة بقرار جديد من مجلس الأمن.