fbpx
عام ٢٠١٣ هل سيكون عام الحسم للقضية الجنوبية ? / د. محمد علي السقاف
شارك الخبر
عام ٢٠١٣ هل سيكون عام الحسم للقضية الجنوبية ? / د. محمد علي السقاف

عام ٢٠١٣ هل سيكون عام الحسم للقضية الجنوبية?

د. محمد علي السقاف

في البدء أتقدم إلى جميع الإخوة والأخوات بأجمل وأحر التهاني بالعام الجديد ٢٠١٣ وكل عام وأنتم بخير..

إجمالا يمكن القول أن عام ٢٠١٢ كان عاما ايجابيا للقضية الجنوبية أفضل مما تحقق في العام ٢٠١١  والآمال معقودة بأن يتحقق المزيد في هذه السنة الجديدة ٢٠١٣.

ايجابيات ما تحقق في عام ٢٠١٢

1-على المستوي المحلي:

* باختصار شديد يمكن القول أن أهم ما تحقق هو بروز الدور المتصاعد للشباب الجنوب ذكورا وإناثا في تصدر النضال السلمي للقضية الجنوبية ميدانيا وأخذه زمام المبادرة في العمل السياسي الذي لم يعد حكرا على القيادات التقليدية ورؤساء الكيانات الجنوبية.

* مشاركة النخب المثقفة والأكاديميين بفعالية أكبر في التوعية والنضال السلمي واتجاه ما يسمي بالقيادات التاريخية إلي الاعتراف بأهمية الاعتماد على النخب الجنوبية وعلى الأبحاث والدراسات في تحديد متطلبات القصية وإن كان ذلك بشكل خجول ولامتصاص غضب الشارع الجنوبي الذي لم يعد يعطيهم تلك الهالة الكبرى والاحترام الذي كانوا يحيطوا به أنفسهم وبالتالي لم يعد الكثيرون يترددون بتوجيه انتقادات مباشرة لهم حول غياب دورهم الداعم للقضية وهذه ظاهرة صحية يجب تشجيعها لتحفيز القيادات بتحمل كامل مسئولياتها التي تسببت أصلاً بوجود شيء اسمه «القضية الجنوبية».

* ظهور كيانات جنوبية جديدة بأفكار جديدة تشكل حافزا وداعما للكيانات القائمة بتجديد أو إعادة تفعيل برامجها القديمة.

* عودة بعض الشخصيات الجنوبية من الخارج إلي الداخل لأغراض متعددة ذات ارتباطات يمنية وإقليمية متعددة ونحن نقترب من شهر التسامح والتصالح نسقط الحاجة إلى وضع النقاط على الحروف.

* بروز دور اللجان الشعبية خاصة في محافظة أبين البطلة وكذا في حضرموت وشبوة وابين في مواجهة ما يسمي بالقاعدة وأنصار الشريعة.

* تكثيف عمليات اغتيال وتصفية الكوادر العسكرية والأمنية والمدنية الجنوبية دون وجود أعمال مضادة لها ولا اتخاذ تدابير حماية لهم.

* تكثيف عمليات القتل بطائرات بدون طيار وانحصار هذه العمليات في أراضي الجنوب مما يظهر دور المخابرات الشمالية في هذا التصعيد والإرهاب في الجنوب وليس في الشمال.

* ولعل الأهم في حصاد عام ٢٠١٢ القدرة في تعبئة الحراك للجماهير الجنوبية بتسيير مليونية ٣٠ نوفمبر الماضية وما قبلها.

على المستوي الإقليمي والدولي:

* توافد أعداد الدبلوماسيين الأجانب من الدول الكبرى إلى عدن وقدوم بعض من الوزراء الأجانب خاصة من بريطانيا إلي عدن وكذلك عدد من البرلمانيين الأوروبيين لذلك أبعاد جدا هامة في بروز القضية الجنوبية دوليا وأريد التذكير هنا أنه في فترة الأزمة في ١٩٩٢-١٩٩٣ باعتكاف «البيض» حينها في عدن لم يذهب وفق ذاكرتي هذا العدد من الدبلوماسيين الغربيين والوزراء والبرلمانيين إلى عدن كما حدث الآن في عام ٢٠١٢ لماذا؟ والجنوب لديه مكونات الدولة بالكامل من مؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية وقياداته الرسمية موجودة في الجنوب لم تستدعي الأزمة حينها بإيفاد سفراء الدول الغربية المعتمدين في صنعاء للذهاب إلي الجنوب في مطلع التسعينات، والآن هناك ذهاب وإياب للسفراء الأجانب إلي عدن وعدن والمحافظات الجنوبية وأعلام الجنوب مرتفعة فيها في حين أعلام اليمن هي التي كانت مرفوعة في أزمة التسعينات أليست هذه المفارقات تستدعي إجابة واحدة بوجود الفارق في ثورة الجنوب الشعبية واختلاق من يدير القضية في الحالتين.

* قوة الثورة الجنوبية وفعاليتها يمكن أيضا قياسه من خلال اضطرار سلطة صنعاء تغيير مواعيد وشروط ما يسمي بمؤتمر الحوار الوطني.

* موقف مجلس التعاون الخليجي ومن ورائهم أعضاء مجلس الأمن الدولي في عدم ذكر القضية الجنوبية في المبادرة الخليجية ليس  لجهلهم بوجودها وإنما تحديدا من أجل تخصيص مبادرة خاصة بالجنوب حين ينتهون من حل أزمة الصراع على السلطة في صنعاء ليتفرغوا بعد ذلك بحل قضية الجنوب.

لاشك وضع ما يمكن عمله في هذه السنة ٢٠١٣ التي يجب أن تكون عام الحسم للقضية الجنوبية ونحن نمتلك إمكانية تحقيق ذلك وهذا سأتعرض له عند الانتهاء من بلورة فكرة تأسيس كيان جديد بمسمي تيار المستقلين لربيع الجنوب العربي، وأبدي من الآن ملاحظتين:

* على الحراك العمل على الحفاظ وحماية على ما تبقي من أصول دولة الجنوب وعدم السماح بالإضرار بها.

* الاعتصامات والمظاهرات شىء عظيم خدم القضية ولكن أدعو الآن إلى تقنيين ذلك للمناسبات الجنوبية الكبرى الهدف من ذلك التوفيق بين ضرورة الاحتفاظ بالقدرة علي تعبئة الجماهير والحاجة أن لا يكون ذلك على حساب انتظام التلاميذ والطلبة في دراستهم عدم التفريط في التعليم يجب أن تكون من أولوياتنا فبالتعليم وليس بالشعارات فقط سنستعيد ونبني دولتنا انظروا ما يحدث في الشمال وما يحدث عندنا.

* أهمية ابتكار وسائل وأدوات نضالية أخرى علي ضوء ما تحقق في الأعوام الماضية وخاصة في عام ٢٠١٢ أشعر فعلا بتفاؤل حذر أن عام ٢٠١٣ سيكون عام الحسم ويجب أن يكون كذلك إن شاء الله.

أخبار ذات صله