fbpx
يطالبون بالكرامة والحرية ولكن تحاربونا عندما مطلبها !! / عبد الجبار الحريري
شارك الخبر
يطالبون بالكرامة والحرية ولكن تحاربونا عندما مطلبها !! / عبد الجبار الحريري

حرية كرامة شعار رفعه الشباب اليمني الذي خرج في ثورته المباركه المطالبة بإسقاط نظام علي صالح قبل أشهر من الآن .وقد ناضل هؤلاء الشباب من أجل مطالب عادلة لهم وعلى رأس هذه المطالب تحقيق الحرية والعيش الكريم لشعبهم الذي مُرٍس بحقه أصناف العذاب وألوان القهر والاستبداد، من قبل نظام علي صالح الذي جثم على صدره لأكثر من ثلاث وثلاثين سنة خلت.

إن الشباب الذي جعل جامعة صنعاء منطلق لثورته ساهم في تكريس مبداء أن الشعوب إذا أرادت أن تحيا فلا يستطيع أي مخلوق أن يحيل دون ذلك ،ومواكباً  في الوقت نفسه تلكم التغيرات التي حدثت في أكثر من قطر عربي.
ولكن قبل أن ينطلق الربيع العربي كان هناك ولا زال ربيع جنوبي قدم الكثير والكثير في سبيل تحقيق نفس المطالب التي خرج لأجلها شباب اليمن في ثورتهم الغراء. غير أن مايميز الربيع الجنوبي والثورة الشبابية في الجنوب عن شقيقتها الأصغر في الشمال هو أن أولئك الأشخاص الذين أيدوا ثورة شباب اليمن هم نفسهم الذين وقفوا ضد ثورة شباب الجنوب عبر رفض مطالب شعب الجنوب وقمع تظاهراتهم ومحاولة إجهاض هذه الثورة الشماء الأصيلة بكل الأساليب الممكنة والمتاحه لهم. وهي مفارقة عجيبة وأمراً مدهش ومحير أن نرى أشخاص يؤيدون ثورة شباب اليمن لأنها تطالب بالكرامة والحرية، ويعارضون بل ويحاربون ثورة شباب الجنوب التي تطالب بالحريةوالكرامة والعدالة الاجتماعية .
ربما يقول البعض لما أبناء الجنوب يطالبون بالحرية وفك الأرتباط بعد هذه التغيرات التي حصلت وعلى رأسها إزالة رأس الفساد والظلم في اليمن علي صالح ؟ لمثل هؤلاء نقول أرأيتم لو أن أحمد علي صالح عرض على شباب الثورة في ساحة التغيير بأن يتخلى والده عن الحكم ليحل هو مكانه فهل سيوافق شباب التغيير ؟ قطعاً  لا  ،لأنهم يدركون تماماً أن هذا الابن من صلب ذلك الأب ، وهو ما أستدعى بالجنوبين أن يرفضوا التنازل والتخلي عن مطلب فك الأرتباط ، لأنهم يعتقدون أن الذي جاء خليفة لعلي صالح كان قبل سنوات قلائل في صفه بل الذراع الأيمن له ،وهو مايبرر رفضهم أي الجنوبيين للقبول بالتنازل عن فكرتهم التي ناضلوا وقتلوا وشردوا وأعتقلوا وعذبوا من أجلها ،بعد سقوط نظام صالح.
إن أبناء الجنوب يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية وعيش كريم ، وهم  لم يعودوا يرغبون في أستمرار شراكة الوحدة ، فأليس من حقهم أن يختاروا الأنسب لهم ولمستقبل أبنائهم المشردين خارج بلادهم ؟ أم أن المطالبة بالكرامة والحرية حلال لأبناء الشمال وحرام على أبناء الجنوب ؟؟؟
وهو مايجب على ثوار الشمال أن يعلموه تماماً ويعوه ،إضافة إلى أن لأبناء الجنوب دين على أبناء الشمال،وهو عندما تم طرد وتسريح وإخراج أبناء الشمال من المملكة العربية السعودية إبان حرب الكويت ،لم يجد أبناء الشمال لأنفسهم ملاذاً ولابديل غير أرض الجنوب ،التي رحبت بهم على الرغم من عددهم الكبير مقارنة بعدد سكان الجنوب! فهذه التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الجنوب لأبناء الشمال الا تستحق من أبناء الشمال جميعاً الوقوف عليها ،ورد الجميل للجنوبيين في هذا الوقت العصيب ؟

أخبار ذات صله