يافع نيوز – العربية نت
قدم مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الأمير نواف بن فيصل استقالته الجماعية اعتذارا منه للجماهير الرياضية السعودية عن إخفاق المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بالتأهل الى الدور الرابع من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى مونديال كأس العالم بالبرازيل 2014.
وأصدر الاتحاد السعودي بيان رسميا قبل قليل – حصلت “العربية.نت” على نسخة منه- أعلن فيه قراره بالإستقالة الجماعية، وتشكيل إدارة مؤقتة لتسيير أعمال الإتحاد إلى أن يعاد انتخاب اتحاد جديد خلال الأشهر القليلة المقبلة من خلال الجمعية العمومية للاتحاد.
وتتشكل الإدارة المؤقتة من احمد عيد الحربي رئيسا للإدارة وعضويه كل من: طارق كيال واحمد الخميس ومحمد السراح وناصر بن هويدي وإبراهيم الربدي ومصلح آل مسلم.
فيما ستحيل القرارات الإستراتيجية، وما يتعلق بالقرارات الخاصة بالموسم الرياضي القادم إلا للضرورة إلى مجلس إدارة الإتحاد القادم الجديد المنتخب على أن تسمر كافة لجان وإدارات الإتحاد والأمانة العامة والأجهزة الفنية والإدارية للمنتخبات بأداء أعمالها حتى تشكيل مجلس الإدارة القادم ليتخذ حينها القرار الذي يراه مناسبا.
جدير بالذكر أن الجمعية العمومية لإتحاد كرة القدم وحسب النظام الأساسي ستكون الجهة المعنية بإنتخاب مجلس إدارة الإتحاد الجديد ومحاسبته والاطلاع على كل مايخصه من تقارير ماليه وفنيه وكل شؤونه وسيكون لها صلاحية سحب الثقة من الاتحاد وإعادة تشكيله وفق النظام الأساسي.
وبهذا تكون الجمعية العمومية هي المرجعية الرئيسية لإتحاد كرة القدم ويكون للإتحاد وجمعيته الإستقلالية التامة في كل قراراته.
وكانت “العربية.نت” قد أشارت عقب إنتهاء مباراة الأخضر السعودي وأستراليا الى قرار الإستقالة الجماعية المتوقعة بأنها سوف تصدر خلال الساعات التي أعقبت المباراة، وتم التأكيد على أنها ستوصف بالقرارات التاريخية، وذلك على خلفية الخيبة الجديدة للكرة السعودية بالخروج الحزين من التصفيات التمهيدية الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم في البرازيل 2014، بعد الخسارة الموجعة من المنتخب الأسترالي اليوم بنتيجة ثقيلة قوامها أربعة أهداف في مقابل هدفين.
فيما تصدرت عناوين “الخيبة” المواقع الإلكترونية للصحف السعودية، واكتفت صحيفة “الاقتصادية” بعنوان عريض “يا للخيبة!”، وانتقدت صحيفة “الرياض” في متابعتها طريقة لعب المدرب ريكارد، وكتبت صحيفة “الجزيرة” في عنوانها الرئيسي عن المواجهة: “خابت الآمال.. وضاع حلم المونديال”.
وذكر رئيس الإتحاد السعودي لكرة القدم المستقيل الأمير نواف بن فيصل في تصريحات متلفزة أن قرار الاستقالة الجماعية له ولأعضاء الإتحاد جاء بعد تشاور هاتفي، وأنه كان ينوي الإبتعاد عن منصب رئيس اتحاد الكرة منذ سنوات ماضية.
وأكد الأمير نواف بن فيصل بأنه سيتم إشعار الإتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم بقرار الاستقالة الجماعية بعد صياغتها بالصورة النظامية يوم الأثنين المقبل.
ونفى أن تكون الاستقالة بمثابة امتصاص للغضب الجماهيري الذي تنامى في الشارع الرياضي عقب الخروج الحزين للمنتخب السعودي من سباق التأهل إلى الدور الرابع من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى المونديال.
وقال أنه متفاءل بمستقبل زاهر للرياضة السعودية عامة ولكرة القدم السعودية خصوصا في المستقبل القريب.
فيما ستعقد الإدارة المكلفة بتسيير أعمال الإتحاد وشؤون الكرة السعودية برئاسة أحمد عيد الحربي أولى اجتماعاتها السبت أو الأحد المقبلين، وقال عيد في تصريح له البارحة أنه ينتظر تقارير لجنة شؤون المنتخبات للنظر في علاقة الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب الهولندي فرانك ريكارد.
وأضاف أنه سوف يسعى لتدعيم استقرار الأوضاع الإدارية ووضع الأسس لانتخابات الجمعية العمومية المقبلة.
يقول مدير التحرير لرياضة صحيفة “الجزيرة” السعودية محمد العبدي لـ”العربية.نت” “يجب استنساخ التجربة الفرنسية في كيفية إعادة المنتخب الفرنسي لكرة القدم إلى الواجهة ما بين فترة الانتكاسة في عام 94 إلى تحقيق لقب المونديال في عام 98، وكذلك اللقب الأوروبي، وذلك بقيادة خبراء من هولندا”.
وأضاف موضحاً: “على الاتحاد السعودي أن يرسم خريطة الطريق من جديد بالتعاقد مع خبراء لتولي مسؤولية الإشراف على المنتخب السعودي، وأن يكف مسؤولو الاتحاد أيديهم عن التدخل في شؤون المنتخب”.
وأكد العبدي أنه يحمّل الاتحاد السعودي المسؤولية كاملة عما حدث للكرة السعودية، وأشار إلى أن مشكلة الكرة السعودية إدارية بحتة، وقال في هذا السياق: “لا نلوم المدرب العالمي ريكارد فهو مدرب خبير، ولدينا لاعبون مهرة يتفوقون من الناحية الفنية على نظرائهم في أستراليا وعمان وتايلاند”.
وزاد: “خرجنا ولم يكن في جعبتنا سوى فوز يتيم أحرزناه على تايلاند، بل إن المنتخب الأولمبي خرج من سباق التأهل إلى أولمبياد لندن وهو في قاع الترتيب، وهذه فضيحة”.
وعلى النقيض تماماً، حمّل الحارس الدولي المعتزل لاعب فريق الهلال السابق محمد الدعيع مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم فرانك ريكارد مسؤولية خروج المنتخب باكراً من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2014، عقب الخسارة من أستراليا اليوم بأربعة أهداف لهدفين، في الجولة السادسة الأخيرة من الدور الثالث، مؤكداً أن المدير الفني الهولندي لم يوفق في التغييرات التي أجراها، كما كانت قراءته للمباراة بشكل عام خاطئة.
وقال الدعيع: “كان من الواجب على ريكارد عدم فتح الملعب للمنتخب الأسترالي في الشوط الثاني، كونه أنهى الـ45 دقيقة الأولى متقدماً بهدفين في مقابل هدف واحد، وهذا خطأ فادح.. يبدو أن ريكارد لم يفرض شخصيته على اللاعبين بالشكل المطلوب”.
وأضاف: “تباعد الخطوط كان واضحاً أيضاً، وافتقد المنتخب التنظيم.. لا أعرف لماذا أصر ريكارد على إبقاء سعود كريري في منطقة المحور من دون مساندة؟”.
وأبدى الدعيع استغرابه من الطريقة التي جاءت بها أهداف أستراليا الأربعة، وقال: “المنتخب الأسترالي استغل أخطاء لا يصح أن يرتكبها لاعبون كبار، وسجل من خلالها أهدافه التي أضاعت على المنتخب فرصة الصعود للمونديال”.
فيما أبدى مهاجم المنتخب السعودي لكرة القدم ياسر القحطاني أسفه للهزيمة التي تلقاها “الأخضر” أمام المنتخب الأسترالي، واعتبر الخروج المبكر من تصفيات كأس العالم صدمة للجميع.
وقال القحطاني: “لا شك في أن الخروج باكراً من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم هو بمثابة الصدمة للجميع”.. وتابع: “المنتخب السعودي تلقّى ثلاثة أهداف في أربع دقائق، وهو سيناريو عجيب وغريب في عالم كرة القدم، وبالنسبة للمنتخب السعودي تحديداً”.
ورفض القحطاني تحميل أي طرف مسؤولية الخسارة، وقال: “الأخضر كان في طريقه لتحقيق الفوز وانتزاع بطاقة التأهل للدور الحاسم عندما تقدم بهدفين لهدف، لكن النهاية جاءت مؤلمة للجميع”.
وعن اعتزاله دولياً، رد قائلاً: “كل شيء وارد، لم أتخذ القرار حتى الآن، سواء بالاعتزال دولياً أم بالاستمرار”.
واكتفى عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج بتغريدة على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مفادها: “يعجز اللسان عن التعبير عن حالة الحزن التي نعيشها بعد النتيجة الموجعة، وهذا وقت نصدق فيه مع أنفسنا ونقدم مصلحة الوطن على جميع المصالح”.
من جانبه، قال مدير تحرير صحيفة “الحياة” أحمد الفهيد لـ”العربية.نت”: “منذ صار المنتخب السعودي يلعب بمهاجم واحد وهو يرتمي في حضن هزيمة إلى أخرى، لا يمكن أن نفوز ونحن نخاف من الهزيمة، نحتاج إلى روح المنتصر وثقته بنفسه، ويقينه بأن من يواجههم ليسوا سوى خنادق صغيرة يمكن تجاوزها بقفزة قصيرة، قفزة لا تشك أبداً في السقوط”.
وأضاف: “أمام أستراليا، التي ركلتنا خارج كأس العالم على أربع دفعات، لم نكن جيدين بما يكفي لـ”نعبر”، لكن اللاعبين الصغار عمراً “عبّروا” عن أملنا في كرة سعودية ممتعة، إن ترعرعت في كنف احتراف حقيقي لا يغادر صغيرة وكبيرة إلا أحصاها، ويُجلس على كراسي القرار من يملؤونها لا من يمتلؤون بها، ويخلع عن أكتاف ذويه و”اخوياه”، “بشوت الرسمية”.
واعترف بأنه ليس من المؤيدين لمغادرة الأمير نواف بن فيصل كرسي الرئاسة، لكن بقية الوجوه يجب أن تتغير، والوجوه البديلة من حقنا أن نختارها.. وإن كانت ثمة نصيحة يمكن الإدلاء بها هنا للأمير الشاب نواف بن فيصل، فهي أن يترك جمل المنتخبات بما حمل لرجل آخر، نحن أيضاً من ننتقيه، وليعلم أن إبقاء القدامى والمخضرمين على رأس العمل والأمل ليس من شيم الوفاء، وإنما هو ضرب من ضروب البلاء.. لا الابتلاء.
وأخيراً، وضع رئيس القسم الرياضي في صحيفة “الرياض” عائض الحربي اللوم على رأس إدارة المنتخبات التي يديرها محمد المسحل، واصفاً إياه بالمغمور، الذي لا يتمتع بأي خبرة في أي مجال إداري في الرياضة وشؤونها، ولم يستثن المدرب ريكاد من لومه.
وعلّق الحربي على الخسارة من أستراليا بقوله: “هذه الخسارة أعادتنا 30 عاماً إلى الوراء، وما حدث يعتبر كارثة بمعنى الكلمة، فقد كنا في القمة الكروية وأصبحنا في الحضيض”.
وأضاف أن تدخلات المدرب ريكارد أفشلت مخطط الفوز والأداء الفني الجيد الذي ظهر به “الأخضر” في الشوط الأول، وانتقد إدارة المنتخبات بقيادة محمد المسحل قائلاً إن سياسته وإدارته كانت محط انتقادات متكررة.
وطالب الحربي الأمير نواف بن فيصل رئيس الاتحاد السعودي بعدم الهروب من الأندية الجماهيرية وإدارييها المؤهلين، بل عليه الاستعانة بالإداريين ذوي الخبرة أمثال سامي الجابر وسلمان القريني، والبحث عن التعاقد مع مدرب خبير مثل المدرب الهولندي جوس هيدنيك.
وحجز منتخب عُمان بطاقته إلى الدور الرابع الحاسم للمرة الأولى في تاريخه في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، على حساب نظيره السعودي، بعد فوز الأول على ضيفه التايلاندي 2-صفر، وخسارة الثاني أمام مضيفه الأسترالي 2-4، اليوم الأربعاء، في الجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة.
في المباراة الأولى، سجل حسين الحضري (10)، وعبدالعزيز المقبالي (90) هدفي عُمان.
وفي الثانية، سجل أليكس بروسكي (43 و75)، وهاري كيويل (73)، وبريت إيمرتون (79) أهداف أستراليا، وسالم الدوسري (19)، وناصر الشمراني (45) هدفي السعودية.
وعززت أستراليا رصيدها في الصدارة برصيد 15 نقطة، وهي كانت ضامنة تأهلها إلى النهائيات، ورافقتها عُمان بعد أن رفعت رصيدها إلى 8 نقاط، وتجمّد رصيد السعودية عند 6 نقاط، فودعت من الدور الثالث، وتايلاند عند 4 نقاط.