يافع نيوز – الشريعة والحياة
تختلف ساعات الصيام من بلد إلى آخر. ولا يُنكر بعض الصائمين في عدد من الدول صعوبة التوقّف عن الشراب والطعام معظم ساعات النهار. في الوقت نفسه، يبدو أنّهم اعتادوا الأمر، على الرغم من أن ساعات العمل تبقى على حالها، على عكس معظم الدول العربية والإسلاميّة، التي يتغير نظام العمل فيها، بما يتوافق مع شهر رمضان، وبما يراعي الإرهاق الناتج عن الصوم، عدا عن رغبة الناس في ممارسة شعائرهم الدينية.
وتقتصر مدّة الصوم في بعض الدول على عشر ساعات فقط، في وقت تصل في دول أخرى إلى عشرين ساعة. ولهذا علاقة بموقع كل بلد، وبالتالي اختلاف خطوط العرض الجغرافيّة لكل بلد، إضافة إلى بُعده عن خط الاستواء. وكلّما بعدت الدولة عن خطّ الاستواء، زادت ساعات الصيام بسبب تأخّر شروق الشمس فيها.
كما تشهد الدول الواقعة شمال خط الاستواء ساعات صيام أطول من الدول الواقعة جنوب خط الاستواء. وفي فصل الشتاء، تقلّ ساعات الصيام في الشتاء بسبب قصر النهار، على عكس فصل الصيف.
في الدول العربية، تتراوح ساعات الصيام بين نحو 14 و16 ساعة. وإن كان عدد الساعات طويلاً نسبياً، يبدو أنّ المواطنين في هذه الدول تأقلموا مع الأمر، خصوصاً أن شهر رمضان يحل في فصل الصيف خلال السنوات الأخيرة. من بين الدول الإسلامية، فإن جزر القمر تسجل أقصر الدول في ساعات الصيام لمدة تبلغ نحو 12 ساعة و37 دقيقة، بينما تكون ساعات الصيام الأطول في الجزائر بنحو 15 ساعة و45 دقيقة. عالمياً، تأتي كندا في المرتبة الأولى بنحو 19 ساعة و57 دقيقة، فيما تسجل أستراليا أقصر مدة للصيام بنحو 11 ساعة و59 دقيقة.
وربّما يجد الأطفال صعوبة في الصيام ساعات طويلة، علماً أن الأهل يشجعونهم ويحاولون تأمين كافة وسائل الراحة مع الحرص على تأمين الغذاء المناسب لهم سواء عند حلول موعد الإفطار أو السحور.
إلا أن أطباء في ألمانيا حثوا المسلمين على عدم إجبار أطفالهم على الصيام خلال شهر رمضان، الذي يحلّ تزامناً مع الأسابيع الأكثر أهمية في العام الدراسي. وحذّروا من الامتناع عن السوائل، لما له من تأثير سلبي على الأداء في المدرسة. وقالوا: “نرى حالات لأطفال شاحبين وفاقدين للتركيز خلال رمضان”.
من جهتها، تفيد الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بأن الصيام ليس ضاراً للأطفال. لكنها تنصح بعدم صيام الأطفال الصغار في السابعة أو الثامنة من العمر. تضيف “إنها فكرة جيدة أن تجعل الأطفال مدركين لما ينطوي عليه الصوم”.