الشرق الاوسط : جماعة الحوثي المتمردة ترفض قرارات هادي والمشاركة في الحوار
شارك الخبر
الشرق الاوسط : جماعة الحوثي المتمردة ترفض قرارات هادي والمشاركة في الحوار

صنعاء – عرفات مدابش

رفضت جماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن، أمس، القرارات الصادرة بإعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية، في وقت شهدت فيه قاعة البرلمان مشادات كلامية حينما حاول نواب محسوبون على النظام السابق عرقلة صدور بيان للبرلمان بتأييد القرارات، هذا في حين قتل وجرح عدد من الأشخاص في مواجهات مسلحة بمحافظة لحج بجنوب اليمن.

وانتقدت جماعة الحوثي، في بيان لها، قرارات إعادة الهيكلة التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، واعتبرتها تأتي في سياق النفوذ الأميركي، كما اعتبرت الجماعة تسليم قائد الحرس الجمهوري العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، منظومة صواريخ «سكود» إلى وزارة الدفاع، «سحبا ومصادرة للصواريخ من يد الشعب»، وأضاف بيان الحوثيين أن «هيكلة الجيش ليست سوى عملية أميركية لتطويع الجيش أكثر، وإخضاعه للنفوذ الأميركي واستخدامه لصالحهم، ولم نرَ أن أحدا من قادة الجيش الذين سفكوا دماء الشعب تم تحييده وتخليص الشعب منه في هذه الهيكلة»، واعتبر مراقبون أن ما صدر عن الحوثيين يوضح بجلاء حقيقة التحالف القائم بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، حسبما تتحدث الأوساط السياسية اليمنية، وأعلنت جماعة عبد الملك الحوثي رفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نصت عليه المبادرة الخليجية.

وكان الرئيس هادي عين اثنين من قيادات الحوثيين في اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني، ثم قامت الجماعة باستبدال آخرين بهم، وجرى تعديل القرار الجمهوري الخاص بتشكيل اللجنة في ضوء ذلك، غير أن مواقف الجماعة بدأت في التغير، وسبق للرئيس عبد ربه منصور هادي، وإن قال إنهم لن يشاركوا في مؤتمر الحوار، وإن قرار عدم مشاركتهم صدر من طهران، حيث تجزم كافة الأوساط اليمنية بتبعية الجماعة لإيران، حسب مراقبين.

إلى ذلك، شهدت قاعة مجلس النواب (البرلمان) مشادات كلامية بين عدد من النواب على خلفية إصدار بيان يؤيد قرارات الرئيس بإعادة الهيكلة، وقالت مصادر برلمانية لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من نواب حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح حاولوا إعاقة إصدار البيان، إلا أنه صدر وبارك تلك القرارات، وفي الوقت ذاته وجه المجلس مناشدة إلى الرئيس هادي بـ«إصدار توجيهاته الصارمة لإلزام الجهات المعنية برفع المظاهر والمجاميع والميليشيات المسلحة، وكذا النقاط العسكرية والخيام من الساحات المجاورة لجامعة صنعاء وشارعي الزراعة والدائري وميدان التحرير، وأينما توجد في أمانة العاصمة أو أي محافظة أخرى من محافظات الجمهورية»، التي «أصبح لا مبرر لوجودها، بل تعطل مصالح الناس وتضايق حركتهم ونشاطهم التجاري والاجتماعي اليومي، وإلقاء القبض على مفجري أنابيب النفط والغاز وأبراج وأعمدة نقل التيار الكهربائي وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم».

في هذه الأثناء، خرج الآلاف من اليمنيين واليمنيات في مظاهرة بجامعة صنعاء للمطالبة بإخراج القوات العسكرية المتمركزة فيها والتابعة للواء المنشق علي محسن الأحمر، وتقدم عدد من الناشطات، بينهن أمل الباشا الناطقة باسم اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني، المظاهرة، وعقب المظاهرة صرح رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي بأنه «تم الاتفاق اليوم (أمس) مع اللواء علي محسن بإنهاء الوجود العسكري داخل الجامعة بصورة نهائية في فترة لا تتجاوز أسبوعا»، مؤكدا أن «العملية التعليمية في عموم الكليات ستسير السبت المقبل دون وجود أي عنصر عسكري داخل حرم ومرافق الجامعة وفقا للاتفاق».

على صعيد أمني، قتل 6 أشخاص، بينهم 3 جنود، وجرح آخرون في مواجهات مسلحة بمحافظة لحج الجنوبية بين قوات الأمن ومسلحين، وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات جرت خلال حملة أمنية لملاحقة مطلوبين في مديرية المسيمير، ولم تعلن السلطات الجهة التي ينتمي إليها المسلحون، وفي محافظة إب بوسط البلاد، لقي 8 سجناء مصرعهم وجرح آخرون في حريق هائل نشب داخل مبنى السجن المركزي بالمحافظة، وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن فريقا أمنيا باشر التحقيق لمعرفة أسباب الحريق في السجن، الذي شهد الأشهر الماضية اضطرابات ومصادمات بين النزلاء والحراس، الأمر الذي استدعى إقالة مديره السابق.

في غضون ذلك، كشفت مصادر رسمية يمنية عن هوية المواطنين الأجانب الثلاثة الذين اختطفوا، ليلة الجمعة، من «ميدان التحرير» بوسط العاصمة صنعاء، وقالت المصادر إن المختطفين هم فنلندي ونمساوي يدرسان اللغة العربية في صنعاء، ومواطنة فلندية جاءت مؤخرا لزيارة اليمن، وفي الوقت الذي لم تعلن فيه أي من القبائل اليمنية مسؤوليتها عن عملية الاختطاف، كما تفعل في الحالات المماثلة، فإن أصابع الاتهام تشير إلى تورط عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة في عملة الاختطاف التي نفذها 4 مسلحين ملثمين، حيث سبق لـ«القاعدة» أن نفذت عددا من عمليات الاختطاف في محافظة الحديدة بغرب البلاد وعدن في جنوب البلاد وغيرها.

الشرق الاوسط

أخبار ذات صله