يافع نيوز – العربية نت
رغم انتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً لليمن خلفاً للرئيس علي عبد الله صالح وتشكيل حكومة وفاق وطني وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية, إلا أن المراقبين يرون أن ذلك ليس نهاية المطاف بالنسبة للأزمة اليمنية ويؤكدون على أن الملف الأمني يمثل أبرز التحديات التي ستواجه القيادة الجديدة خلال الفترة القادمة.
ويرى محللون أن الحالة الأمنية في البلاد لا تزال شديدة السوء ولم تشهد أي تحسن برغم مرور ثلاثة أشهر على سريان مفعول المبادرة الخليجية الموقعة في العاصمة السعودية الرياض في 23 نوفمبر تشرين الأول الماضي.
وفي هذا السياق تحدث لـ”العربية.نت” المحلل السياسي محمد جسار قائلا: “لا شك أن الحالة الأمنية في البلد لا تزال شديدة السوء ولم نشهد على أصعدتها أي تحول أو أي إنجاز أو تحسن, وإذا ما نظرنا إلى الواقع سنجد أن العوامل المؤثرة في الحالة الأمنية ما زالت قوية الحضور وأبرز ملامح ذلك هو أن المتصارعين في الحلبة السياسية صراعا عنيفا مسلحا لم يحسموا القضايا التي من أجلها حدث الصراع, بل على العكس من ذلك تحولت إلى ثأرات شخصية وسياسية وقبلية, وبالتالي من المتوقع أن يظل هذا الوضع حاضرا بقوة خلال الفترة القادمة.
ومضى جسار بالقول إن بعض الأطراف في العملية السياسية اعتادت أن توظف العنف والاختلالات الأمنية كإحدى أوراق اللعبة السياسية “توظيف القاعدة في العملية السياسية, توظيف العمليات الانتحارية الفردية هنا وهناك, توظيف قطع الطرق ونهب الممتلكات, وهذه على مدى المرحلة الماضية من عمر الصراع السياسي كانت حاضرة بقوة ومن المتوقع في ظل استمرار فقدان الثقة وعدم وصول الأطراف المتوافقة إلى حالة الثقة المتبادلة, أن تظل الحالة الأمنية هشة إلى حد كبير”.
ومن جانبه قال الباحث في الدراسات الاستراتيجية محمد محسن أن خطر التحدي الذي يشكله تنظيم القاعدة لا يتوقف عن تهديده كتنظيم إرهابي فحسب وإنما يتجاوز ذلك إلى مسألة توظيفه في الصراع السياسي من قبل بعض الأطراف.
وأضاف محسن لـ”العربية.نت”: “القاعدة لا شك أنها موجودة بالفعل لكن للأسف الشديد أنها وظفت من قبل بعض الأطراف في السلطة لمصلحتها وخير دليل على هذا أن القاعدة لا توجد إلا في الزمان والمكان الذي يخدم بعض الأطراف في العملية السياسية أو بعض الأطراف في السلطة, وهذا ما أحدث خلطا قائما بين القاعدة كحالة موجودة يجب أن نواجهها بأساليب متعددة وبين كون أطراف في السلطة ما زالت تلعب بورقة القاعدة وإن كان هذا اللعب سيغدو على المدى القريب غير ذي أثر”.
أما الكاتب الصحفي عدنان الشميري فاعتبر أن مؤتمر الحوار الوطني المرتقب الذي نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وأكد عليه الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي, سيحدد مستقبل التعامل مع الملف الأمني.
وتابع الشميري: “الملف الأمني يعد التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد في هذه المرحلة سواء تمثل الأمر بوجود مظاهر مسلحة ما زالت موجودة في المدن بما فيها أمانة العاصمة إضافة إلى المجاميع المسلحة للحراك الجنوبي والحوثيين وأيضا تهديد القاعدة وأستطيع القول إن نجاح مؤتمر الحوار الوطني سيحدد مستقبل التعامل مع التحدي الأكبر المتمثل في الملف الأمني”