fbpx
حوار اليمن بين المخاوف والآمال / رأي البيان
شارك الخبر

مع استعدادات اليمن والأطراف والقوى السياسية فيه لإنجاز مؤتمر الحوار الوطني، الذي ينتظر انعقاده قريباً ضمن مقررات مجلس الأمن الدولي وآليات تنفيذ المبادرة الخليجية لإخراج البلاد من الواقع المؤلم والمؤسف الذي تعيشه؛ ازدادت الإعاقات والأزمات التي تسببها أطراف يرمي بعضها بعضاً بتهم العرقلة والإقصاء ومحاولات التخريب، رغم أن العديد من التحليلات الداخلية وتقارير الموفد الأممي الخاص جمال بن عمر، أشارت مباشرة بأصابع الاتهام إلى جهات بعينها، وإن لم يذكرها بالاسم تجنباً لفتنة أكبر مما هو حاصل حالياً.

إن خلط الأوراق على الساحة اليمنية وتطويق القيادة اليمنية الحالية بالأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية الخانقة، لن يسهم في تغلب الطرف المعيق على الواقع الحالي الذي يحظى بالشرعية الإقليمية لناحية «المبادرة الخليجية» والشرعية الدولية من جهة «مجلس الأمن»، وعليه فإن الأطراف التي تسعى جاهدة لتخريب المسار السلمي للعملية السياسية في اليمن، يجب أن تدرك أن لا صوت سيعلو فوق صوت الشرعية، مهما تعددت أدوات الإعاقة وتنوعت أشكالها.

يعلم المتابعون للشأن اليمني، أن لـ«بلاد العرب السعيدة» تجربة طويلة وشاقة مع الحوار في مراحل تاريخها الحديث، ولطالما حبس الناس أنفاسهم حين يعقد الحوار بين رموز اليمن السياسيين والقبليين والدينيين والعسكريين، خصوصاً مع انهيار تلك الحوارات لأسباب تغلب عليها المصالح الخاصة أكثر منها لمصلحة الإنسان اليمني وأوضاعه المعيشية التي تزداد سوءاً، مقابل تخمة وترهل القيادات التي تتجاذبها الأهواء.

إن الحوار المزمع برعاية دولية وخليجية، سينعقد في ظل أجواء معقدة عما سبقه من حوارات ما قبل الوحدة بين «اليمنين» وما بعدها، فمن ناحية الأطراف المتصارعة حدثت حالة تشظٍّ كبيرة، وبدل أن يجلس إلى طاولة الحوار «طرفان»، باتت هذه الطاولة «متعددة الأطراف» ومتسعة بشكل مخيف، وبدل أن تطرح على ذات الطاولة «قضية واحدة»، تشعبت وتفرعت فصارت «قضايا».

ولذلك فإن على الأطراف السياسية والفاعلة في الداخل اليمني وعلى الأسرة الدولية والخليجية، أن تسعى وتفعل كل ما في وسعها خلال هذه الفترة المقبلة على وجه التحديد، لإنجاح الحوار الوطني، لأنه يمثل فرصة حقيقية أخيرة للخروج من الواقع البائس في اليمن الشقيق.

أخبار ذات صله