fbpx
أيها المهرولون الى الحوار عارٌ عليكم / المحرر السياسي لـ ( صدى عدن )
شارك الخبر
أيها المهرولون الى الحوار عارٌ عليكم / المحرر السياسي لـ ( صدى عدن )

 

مَنْ شاهد مسيرة المليون في عدن يوم الثلاثين من نوفمبر يعتقد بان قيادات الجنوب السياسيه ستستثمر هذا الحراك الأسطوري والفريد في تاريخ اي شعب ، بان توجه رسائل لكل الإقليم والعالم بانها لا تستطيع ان تخرج عن هذه الإرادة الشعبيه والمطالبه بالتحرير والانعتاق ، وان اي حوار يستنقص من هذا الحق لم يعد وارد في إمكانية السياسيين الجنوبيين ان يناورا بالذهاب اليه .

لكن يبدو ان التاريخ لم يعلِّم هؤلاء جيداً بعد كل هذه المصائب التي حلّت بشعب الجنوب جراء العتَه والغباء السياسي الذي يندر بان تتحلى به اي قيادات حقيقيه في اي ارض .

ويعلم الجنوبيون اليوم أن بعض القيادات التي تهرول باتجاه الحوار اليمني ما هي سوى أفراد يلهثون وراء المكاسب السياسيه الخاصه تحت مبررات مخجله .

لقد حركت مسيرة نوفمبر العملاقه المجتمع الدولي الذي أدرك ان الجنوب يسير بثبات صلب نحو الاستقلال فبادرت بعض تلك الدوائر الى تدبير لقاءات لقيادات جنوبيه لكي تبدد تلك الإرادة الجماهيريه الساطعه وتوجه الأنظار مجددا نحو مائدة حوار صنعاء البائسه التي لا تقوى بإقناع طفل بان مخرجاتها ستحرك قضية الجنوب قيد انمله.

إذن هي المكاسب الشخصيه وراء هذا الافتتان الغبي بالحوار دون شرط وباثمان زهيده وباخراجات لا تفوت عن من لديه ذرة وعي .

لقد صدم الجنوب بشخصيات اعتبرها مناضله وصاحبة مواقف ، صدم بها حين كشف المحك العسير انها مجرد شخصيات لا تفقه غير التجاره السياسيه والمكاسب الخاصه واستثمار الزعامات المكتسبة من تاريخ من الدماء .

اما الشخصيات الثانويه التي رقصت على حبال الأحداث وتنقلت بين موقف وآخر برشاقة لاعبي السرك المتجمدة اعصابهم ، فإنهم ليسوا سوى صيّادي فرص وظاهره اعلاميه تتبخر مع الأيام .

الحوار مصيدة تاريخيه لن تنجر إليها القضيه الجنوبيه فقد تعلم الجنوب من تراثه المأساوي ما يجعله محصن تماماً.

القوى الاقليميه والدوليه نراها تتخبط يمنةً ويسره في الشرق الأوسط من فشل الى آخر ، وليس ما قالوه او يقولوه سوى لتحقيق أهداف خلف ستار من الغموض . ولم يقدم هؤلاء جميعاً للجنوب اي ضمانات ولو من الناحيه النظريه حتى يجعل المتهافتين على المائدة يقنعون انفسهم بانهم سائرون للحوار ولديهم حد أدنى من الضمانات والوعود ، لكنهم يُسحبون على وجوههم مقابل أضواء مؤقته لا يجنون منها غير لعنات التاريخ وغضب شعب جريح منذ استقلاله الأول .

هكذا إذن يتم اليوم فرز تاريخي بين من يتمترس خلف الحق الجنوبي الذي تؤيده كل قوانين الأرض والسماء وبين من يبيعون هاماتهم بثمن بخس غير مؤكد .

من زاوية اخرى لا احد يعلم ماذا يريد الخليجيون بدعوتهم لزعامات جنوبيه لكن الأكيد ان شعب الجنوب يثق بان تلك الزعامات لن تسلك ذلك المسلك الرخيص الذي ارتضاه البعض لأنفسهم ، أولئك الذين يجرّون معهم أفراداً من الموالين لعقد ما اسموه بمؤتمر جنوبي بهدف الحصول على مظله سياسيه هشه تبرر لهم الدخول في الحوار ، والانبطاح تحت بريق المكاسب السياسيه الخاصه .

إن على الجنوبيين اليوم اكثر من اي وقت مضى ان يرصّوا صفوفهم ويكشفوا انزلاق هؤلاء الوجاهات الذين يدعون تمثيل الجنوب بغير حق ، وعلى الجنوب ان يدرك خطورة اللحظه والمنزلق الذي ترتبه دوائر الحكم الشمالي بمساعدة شخصيات جنوبيه لسرقة أحلام الشعب الأسير بالتحرر ، وإدخال القضيه الجنوبيه في جدل لن ينتهي ومحاولة إفراغ الأهداف الحقيقيه للحراك الجنوبي واستبدالها بترتيبات شكليه تضمن لبعض المراكز الجنوبيه أمجاد شخصيه ويدفع الجنوب تاريخ منتظر من الأسر والهيمنه لعقود قادمه يذوب خلالها وتهمد قواه الى الأبد ، وهذا بالضبط هو مصيدة الحوار المشئوم ، وهناك تجارب كثيره لحوارات وتسويات أجهضت ثورات شعوب وآخر درس كانت التسويه الخليجيه لثورة التغيير في الشمال التي أعادت إنتاج الوضع القديم بصورة اكثر بشاعه وتعقيد وفتحت مستقبل غامض محفوف بالانهيار والموت .

أيها المهرولون الى مصيدة التاريخ الجديده عار على جبينكم ان تبيعوا وطنكم واهلكم ومستقبل اجيالكم مقابل مكاسب ما تلبث حتى تصبح وصمة سوداء في تاريخكم وذكرى مظلمه للأجيال .

فهل تعقلون ؟

المحرر السياسي لـ صدى عدنشبكة أخبار صدى عدن

أخبار ذات صله