fbpx
متى تستوعب النخب تطلعات الشعب؟ حشد الحراك المليوني في 30 نوفمبر يشعل صنعاء وتعز
شارك الخبر

يافع نيوز – باسم  الشعبي

تبدو النخب السياسية إلى الآن كما لو كانت غير مستوعبة لما يحدث في البلاد من شمالها إلى جنوبها من ثورة شعبية سلمية قل نظيرها في بلد غارق في العصبية ومتخم بالسلاح من مختلف الأشكال والأنواع.

لم تتجاوز نظرة الكثير من النخب لما يحدث-كما يرى مراقبون- على أنه مهرجان انتخابي وحفلات إبراز الحضور والعضلات كلا تجاه الآخر ناهيك عن استغلال بعضها للحدث الكبير لمصلحة مشاريع استثمارية مدرة للدخل على حساب دماء الشهداء وتطلعات الملايين من أبناء شعبنا في الحرية والعدالة.

مع ذلك تؤكد المعطيات بان الشعب ماض في نهجه السلمي ليؤكد للجميع بان الثورة قبل أن تكون تغيير في الأدوات والآليات والصور والأشكال هي في مضمونها العميق تحول فكري وثقافي كبير يستهدف بنية المجتمع وموروثة الذي أسهم خلال العقود الماضية في إنتاج كل المشكلات التي يدفع اليوم شعبنا بسببها أرواح غالية ودماء طاهرة على امتداد الجغرافيا اليمنية بصرف عن النظر عن شعارات ترفع هنا أو هناك.

الحراك الجنوبي السلمي ثورة سلمية  قاومت كل أشكال القمع والترهيب والسجون والمعتقلات ومحاولات جرها إلى العنف طوال خمسة سنوات ماضية وهي بذلك قطعت الطريق على منتجي الأزمات من تحقيق هدفهم بدفع البلاد إلى اقتتال أهلي يجدون فيه فرصة ثمينة للبقاء والاستمرار متربعين على سلطة لا تدير شئون الناس وتحل قضاياهم وتحقق لهم سبل العيش الكريم بقدر ما هو بقاء استثمار الأزمة التي أنتجتها لخلق ظروف تؤهلها للاستمرار في إدارتها ردحاً من الزمن على حساب بلد وشعب حضاري يستحق وضعاً يليق بتاريخه وتضحياته وصبره الطويل على ظلم حكامه.

من الطبيعي أن تركب موجات الثورات نخب عتيقة لها أهداف وأجندة  مختلفة مستغلة ظروف عديدة في واقع صعب ومعقد غير أن هذا لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال مبرر للاستمرار في تجاهل مطالب الناس والإيغال في قتلهم وسجنهم،بقاء هذا الوضع وحده من يراكم الغضب والإحباط لدى الناس ويقدمهم على طبق من ذهب فريسة لنخب ماضويه تجتذبهم إلى الماضي بدلاً من أن تذهب بهم قوى التغيير إلى المستقبل.

إن ما تريده الجماهير جنوبا وشمالاً اليوم هو فهمها بعمق لا بسطحية، بنظرة وطنية شاملة لا عصبوية مريبة تعيد إنتاج واقع ثاروا عليه.

تقدم جماهير الحراك في كل مناسبة لقوى التغيير رسائل عديدة آخرها كان المهرجان الحضاري في الثلاثين من نوفمبر الفارط  مفادها أننا شعب يعشق الحرية ويتطلع لمستقبل جديد ومختلف فماذا لديكم؟

المسألة ليست مبارزة أو فرد عضلات أو تحدي أن يقام هنا مهرجان للحراك وهناك مهرجان لشباب الثورة بقدر ما هي صورة حضارية عميقة عن الوعي الذي وصل إليه شعبنا اليمني في الجنوب في القبول بالآخر والتعبير بحرية وسلمية عن المواقف التي ليس من الصعوبة إنضاج تسوية لها في حال استوعبنا ما يريده الشعب لا النخب.

الحراك نتيجة لأسباب كارثية أنتجتها عقليات عصبوية تنتمي إلى ما قبل الدولة،والنتائج لا تزول إلا بزوال أسبابها واعتقد أن الجميع يعي ويدرك ما هي الأسباب وكيفية معالجتها.

ساهم الحراك في إنضاج ثورة الشباب،وتعمل ثورة الشباب منذ عامين جاهدة على  إعادة الأمل للحراك في إمكانية بناء دولة يمنية جديدة تلبي تطلعات كل اليمنيين وحينما تصتدم ثورة الشباب بمطبات ومعيقات تمنعها من تحقيق أهدافها الوطنية الكبيرة يمدها الحراك بزيت جديد..الثورة مستمرة حتى تستوعب النخب تطلعات الشعب بعيداً عن صراعاتها العقيمة وثاراتها المعيقة للتحول والبناء؟

أخبار ذات صله