fbpx
عيد الاستقلال يبعث روح الاستقلال

عيد الاستقلال يبعث روح الاستقلال

محمد بن محرم اليافعي

عاهدت عقلي ولا زلت أعاهده أن لا أؤجره للآخرين ، وما زلت أنفق مالي غير مباليا من أجل أن أرتقي به ، ويظل مستنيرا بالعلوم والأفكار ، وما شغلني في السنوات الماضية كثيرا ، وظل يسيطر على تفكيري هو القضية الجنوبية ، كونها تمثل أهم قضية لأبناء شعبي وعشيرتي ..
وظللت أناقش وأحاور وأطلع واسأل وأجيب ، ولا أجلس مجلسا إلا وأتطرق فيه لهذا الموضوع الذي شغل بالي وبال الكثيرين ، وأتبين الصادق من الكاذب ، فظلت الأورق بالنسبة لي مخلوطة ، ما بين هذا وذاك ، ربما لبعدي عن أرض الواقع ، أو لكوني أتابع الأحداث باتجاهين منفصلين عن بعضهم البعض ، أي أنني أقوم بمتابعة قوى الحراك تارة ، وقوى الوحدة تارة أخرى ، وليس في نفس الوقت ، وعلى نفس الحدث ، وما أن حل الثلاثين من نوفمبر لعام 2012 م ، وهو يمثل العيد الخامس والأربعين لاستقلال اليمن الجنوبي من تحت وطأة الاحتلال البريطاني ، حتى قررت أن أتابع الحدث من الجانبين .
ويؤسفني أن أقول وأنا من دعاة الوحدة وممن يعشقونها ، أنني وجدت صدقا وحماسا وزيادة في الأنصار والأعداد ، وحزما وإصرارا من قبل قوى الحراك الجنوبي ، والتمست تلفيقا وكذبا وتزويرا وازدراءا وتخبطا ومجابهة غير مبررة من قبل دعاة الوحدة .

وبهذه المناسبة فإنني أوجه رسالتين :

الرسالة الأولى : إلى من يحاولون إقناعنا على أن الوحدة مصدرا للقوة ، وواجبا شرعيا ، يجب التمسك به . فأقول لهم : أن الوحدة الحقيقية ، هي وحدة القلوب ، وحدة الحب والإخاء والمودة ، وحدة النصرة والنجدة والكلمة الواحدة ، وليست وحدة الجغرافيا تحت دولة واحدة ، والشعب من داخله متمزق متشتت متفرق ، وبسبب هذه الوحدة ، أدخلتم علينا مذاهبا لم نكن نعرفها ، وزرعتم لنا أفكارا لم نكن نؤمن بها ، وكلما زاد عنادكم ومجابهتكم ، كلما أعطيتم الأعداء فرصة للولوج إلى أرضنا ، وإدارتها بالطريقة التي يريدونها هم ، والتي تخدم مصالحهم ، وكل يوم تظهرون فيه تشبثكم بالوحدة بطريقة عنجهية ، دون أن تقدموا حلولا حقيقية ، بعيدا عن مشائخ القبائل المتخلفين ، والذين سودوا وجوهكم ، بحماقتهم وتصرفاتهم الهوجاء ، كلما سقطتم من أعين أبناء الجنوب ، وقلة مكانتكم في في قلوبهم ، وزادت الفرقة فيما بيننا .

الرسالة الثانية : أوجهها إلى أبناء الجنوب ، ممن خلطوا ما بين المطالبة بالحقوق ، والسفه والطيش فيما يكتبون ويقولون .

 أقول لهم : إن الثورات إذا ما ارتبطت بوعي وفكر ، فإن مصيرها يكون التفكك والتمزق والفشل ، وكلما ازددتم طيشا وسفها ، ازداد أعداؤكم وكثروا ، وصعب عليكم الوصول إلى ما ترمون إليه ، وتسعون إلى تحقيقه ، بل يجب عليكم ، أن تكسبوا الآخرين ، حتى ممن هم على الجانب الآخر ، فقد أثبت لنا التاريخ أن هناك الكثير والكثير ممن خسروا معاركهم ، كان بسبب التفكك والتشظي من الداخل ، وإن لم تتمكنوا من كسب ولائهم ، فأقل القليل أن تجعلوهم في موقف محايد ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .