fbpx
صندوق التنمية البشرية في المهرة تجربة فريدة لدعم التنمية في المحافظة
شارك الخبر
صندوق التنمية البشرية في المهرة تجربة فريدة لدعم التنمية في المحافظة

يافع نيوز – غسان الكلدي

بعد عقود من التهميش وسياسة التجهيل التي عانت منها المحافظة خلال الحكومات المتعاقبة تشهد محافظة “المهرة”  ثورة تعليمية مكتملة الأركان والأهداف تحت رعاية وإشراف ومتابعة من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة والذي اتخذت منهاج لعملها شعار ” تنمية الإنسان أولاً”  .

وركزت  جل اهتمامها في العلم والتعليم والتأهيل لأبناء المحافظة في شتى المجالات لتأسيس ركيزة إدارية ووظيفية ومهنية وتعليمية  متخصصة من أبناء  المحافظة والاعتماد على الذات للنهوض بالمحافظة والوقوف على قدميها بأعمدة وسواعد أبنائها، أقدمت قيادة المحافظة على تجربة رائدة وسباقة على مستوى اليمن تسعى لتنمية الإنسان وصقل مواهبه وإبداعاته  والتشجيع على العلم والبحوث العلمية والدورات التأهيلية والتنشيطية والاهتمام بالإنسان “المهري”  من مرحلة رياض الأطفال وصولاً للدراسات العليا والمتخصصة، ودعم المرأة والمهن الحرفية وذوي الاحتياجات الخاصة والقطاعات الخدمية .

وتجلت هذه التجربة الرائدة في إنشاء صندوق سمي بصندوق التنمية البشرية بالمحافظة خصصت له موارد مالية نسبة من إيرادات المحافظة الهامة كالمنافذ البرية والميناء والمشتقات النفطية وأسندت مهام إدارة الصندوق لكوادر مؤهلة ونزيهة ونشطة تعمل كخلية نحل في سبيل الارتقاء بالجانب التعليمي ومساعدة الطلاب وتشجيعهم في مواصلة تعليمهم والاهتمام بالتخصصات التي تحتاجها المحافظة .

 

حول فكرة وظروف إنشاء الصندوق وأهدافه  قال الأستاذ  ” سعيد محمد سعدان ” وكيل محافظة المهرة ونائب رئيس مجلس إدارة الصندوق   :  فكرة إنشاء الصندوق جاءت بعد تعيين الشيخ ” محمد عبدالله كده”  محافظاً للمحافظة حيث كان متبني فكرة إنشاء الصندوق وطرح الفكرة علينا في السلطة المحلية وتم تأييد الفكرة بقوة لان المحافظة تعاني من نقص في مخرجات التعليم العالي والتخصصات لعدم إعطاء المهرة الاهتمام بالحصول على المنح خلال الحكومات المتعاقبة بل كان نصيبها للمحافظات الأخرى, إضافة الى ظروف أبناء المحافظة الذين يعانون من الفقر  وايضاً لان احد أسباب محافظة المهرة في اللحاق بركب التعليم هو عدم وجود الكادر وأن التنمية بالمحافظة لن تتم الا بتأهيل كادر متخصص في مختلف المجالات. وبتوجيه من الاخ المحافظ شكلت لجنة تحضيرية لصياغة النظام الأساسي للصندوق والذي يشمل التعريف بالصندوق وأهدافه وآليات عمله وما يقدمه من خدمات لصالح أبناء المحافظة , وعملت اللجنة النظام الأساسي للصندوق وفضلنا بعد نقاش ان تكون التسمية شاملة بأسم “صندوق التنمية البشرية ”   بمعنى كل ما يدعم التنمية البشرية بمختلف المجالات . ويهدف الصندوق الى دعم التعليم  من رياض الأطفال – الابتدائي – الثانوي – الجامعي والتعليم العالي والبحث العلمي , كما يهدف الى دعم القطاع الصحي وقطاع المرأة والشباب والطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة  وتدريب وتأهيل الكادر الوظيفي بشكل عام . وأضاف ” سعدان ” ومن خلال النظام حددت أهدافه وحدد هيئاته من مجلس إدارة  وادارة تنفيذية للصندوق ودوائره المختلفة , وحدد مصادر الموارد وهي محلية كأي صندوق ينشىء لغرض ما , فهو صندوق رسمي يتبع المحافظة من خلال تخصيص رسوم من ايرادات المحافظة بصورة قانونية, كما تم تجهيز بقية اللوائح منها الضوابط وآلية العمل ولائحة الابتعاث للخارج  وقد سلمت هذه الوثائق من قبل المحافظ للرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر لإصدار قرار بقانون  تأسيس الصندوق ليكون رسمي كغيره من الصناديق الحكومية وقوبلت هذه الفكرة باستحسان القيادة السياسية في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء باعتباره أول عمل من شأنه الاهتمام بالإنسان والتعليم .

وأردف انه  ورغم الحاجة الضرورية لهذا الصندوق بهذا الوقت الصعب وهذه المرحلة الاستثنائية فقد تم ترتيب وضع الصندوق وتشغيله باعتباره تحت التأسيس ليؤدي مهامه منذ قرابة عام ونصف حتى صدور القرار الجمهوري الرسمي , ولهذا عبر صحيفة وموقع يافع نيوز نناشد الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء بالإسراع في إصدار قرار جمهوري لإنشاء الصندوق .

وقال “سعدان ” انه على الرغم من حداثة عمل الصندوق فقد عمل على ترتيب وضعه الإداري ووضع خططه وموازناته ويقدم دوره بنشاط وحيوية ووصل دعمه الى كل الطلاب من أبناء المهرة في الجامعات المحلية والخارجية  وكان لهذا الدعم الأثر الكبير في تشجيع الطلاب للالتحاق بالدراسة الجامعية والدراسات العليا  في الداخل والخارج  وأصبح نشاط الصندوق ودوره ملموس في المحافظة, ويحظى الصندوق بدعم السلطة المحلية بالمحافظة ويعمل بشفافية وفق اللوائح المنظمة تحت إشراف قيادة مجلس إدارة الصندوق برئاسة الشيخ “محمد عبدالله كده ”  ونائب رئيس مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية .

من جانبه تحدث  الأستاذ ” أحمد سعيد جمعان بلحاف”   المدير التنفيذي لصندوق التنمية البشرية بالمهرة قال : اولاً نشكر صحيفة ” يافع نيوز ” على تسليط الضوء حول الصندوق هذه الصحيفة الرائدة في الجنوب والتي تتميز بالموضوعية ومواكبة الأحداث أول بأول , صندوق التنمية البشرية  هو جهد محلي من قبل السلطة المحلية بالمحافظة لنصل من خلاله  لبناء الكادر وتأهيله والاستثمار بالإنسان , اذ اثبتت الدراسات ان لا بناء ولا تقدم إلا بتنمية الانسان , واشتهرت مقولة في العالم ( الاستثمار بالإنسان  لا حوله ) , تأسس صندوق التنمية البشرية في عام 2016م نظراً للحاجة الماسة في  المحافظة لتأهيل الكادر والاهتمام به ويعمل الصندوق في عدة مسارات  أولها التنمية التعليمية ومن خلال هذا المسار يقوم الصندوق بالتنسيق مع الجامعات الداخلية والخارجية لدفع الطلاب من أبناء محافظة المهرة وتسهيل التنسيق  اذ انه تم التخاطب مع جامعتي حضرموت وعدن لضمان مقعدان في كل تخصص ففي العام الماضي دفعنا بحوالي 75 طالب من أبناء المهرة في جامعة حضرموت  وحوالي 34 طالب في جامعة عدن في مختلف التخصصات وهو لأول مرة يحصل طلاب أبناء المهرة على هذه المقاعد . كما قمنا بتخصيص ثلاثة مقاعد سنوياً للابتعاث في الخارج على حساب الصندوق في التخصصات التي تتطلبها المحافظة . وايضاً مسار التدريب والتأهيل نظراً لحاجة الكادر لتأهيل ومواكبة البرامج التعليمية اذ ان التعليم لانهاية له فيحتاج الموظف الى اعادة تأهيل بين فترة وأخرى.

واضاف قام الصندوق بالعديد من الدورات بالتنسيق مع عدد من المكاتب لتنفيذ أهم الدورات الملحة التي يحتاجها المرفق وكذا الانفتاح على منظمات المجتمع المدني وتحفيز الانشطة الثقافية من خلال تحويل الأنشطة والدورات التي من شأنها خدمة المجتمع فمنها مثلاً دورات في الإرشاد الأسري والإسعاف الأولي وفي الخط العربي وغيرها .

وايضاً مسار التنمية الصحية فعلى اتساع الرقعة الجغرافية في المحافظة لا يوجد فيها إلا مستشفى واحد يقتصر الى كثير من الأقسام لذا قام الصندوق بدوره في الاهتمام بهذا المجال من خلال تأهيل الكادر الصحي وبتنسيق مع مكتب الصحة تم افتتاح قسم حاضنات للخدج وتأهيل كادر متخصص في هذا المجال والحمد لله يتم استقبال الحالات التي كانت في السابق يتم تحويلها الى سلطنة عمان ليحصل الاكتفاء الذاتي المحلي في هذا المجال , والان يتم التنسيق مع المستشفى لافتتاح قسم الطوارىء وجهاز جهد القلب (الايكو) وتأهيل طبيب من أبناء المحافظة .

واضاف هناك مسارات اخرى يدعمها صندوق التنمية البشرية منها الطفل والمرأة  ومحو الأمية ودعم برامج تخدم هذه المسارات بالمحافظة وتحقق أهداف الصندوق .

مسئول الدائرة المالية للصندوق الأستاذ “عمر سعد نويجع  ” تحدث قائلاً : الدائرة المالية تقوم بمهام صرف المعونات للطلاب في الداخل والخارج  من أبناء المحافظة سواء كان بتوجيهات من رئيس مجلس إدارة الصندوق محافظ المحافظة الشيخ ” محمد عبدالله كده”  او نائبه وكيل المحافظة الأستاذ ” سعيد محمد سعدان”  والمدير التنفيذي للصندوق الأستاذ احمد سعيد بلحاف .

واضاف ان الصرف يتم من مداخل الصندوق المالية والتي حددت له نسبة من إيرادات منفذي صرفيت وشحن وكذلك ميناء نشطون ومن المشتقات النفطية , حوالي 90 % من صرفيات الصندوق تذهب لتشجيع التعليم  من خلال دعم الطلاب من أبناء المهرة للدراسة الجامعية  في الداخل والخارج مع توفير السكن الملائم لهم  فمثلاً الدارسين في الخارج بعدة دول عربية وأجنبية يتم صرف معونات شهرية لهم إضافة الى دفع الرسوم الدراسية سنوياً كما تم تأجير عدد من الشقق كسكن لهم كما هو حاصل في جمهورية السودان  , والدعم يشمل الدارسين بمنح حكومية وعلى حساب المحافظة وكذا الدارسين على نفقتهم الخاصة .

وقال في الداخل تم تأجير  31 شقة حتى الآن في كلاً من حضرموت وعدن للدراسين في الجامعات بمختلف التخصصات، وبقية المصروفات في جانب رعاية الطفل والمرأة  وتشجيع المهن الحرفية كالخياطة والتطريز ومحو الأمية  وذوي الاحتياجات الخاصة وقطاع الصحة والندوات والبرامج والدورات التأهيلية لموظفي المحافظة وغيرها .

وختاماً فإننا في صحيفة يافع نيوز نثني على هذه التجربة الفريدة على مستوى الوطن والتي تعبر عن الحس الوطني العالي الذي ينظر للمستقبل والأجيال القادمة لأبناء محافظة المهرة وحجز مواقعهم ومكانتهم في عجلة التقدم والنمو والازدهار, فرقي وتطور المجتمعات والدول لن يأتي إلا بالعلم والتأهيل والتدريب وتشجيع البحوث العلمية والمواهب . وندعو قيادات المحافظات الجنوبية الى الاحتذاء بتجربة قيادة المهرة في تنمية الانسان اولاً  . فالجهل والأمية عنوان للهدم والتخلف والفقر  وعدم الاستقرار وكما يقال العلم نور والجهل ظلام .

أخبار ذات صله