مقالات للكاتب
نشر عدد من المواقع الإخبارية رسالة لـ محمد علي أحمد بعثها لما يسمى “مؤتمر شعب الجنوب” الذي لا يعرف له عنوان سوى منزل محمد علي في التواهي و ظهر في رسالته كأنه يأكل الثوم لغيره لأن اللغة التي كتبت بها الرسالة ليست لغة محمد علي التي نعرفها جيدا و إنما كتبت له.
لست هنا في وارد تقييم تاريخ محمد علي ونضاله فهذا يكتبه المؤرخون يوما ما ولكن لي بعض الملاحظات على تلك الرسالة .
بدأ التناقض في هذه الرسالة في ديباجتها ونوردها دون “تدخل أو تصحيح” عندما قال (نحن لسنا ضد قيامها او اعلان اشهارها ولا نختلف معها سوى على طريقة تشكيلها او توقيت اعلانها وتخليها عن الهدف والثوابت الوطنية الجنوبية ومحاولتها اصهار الحراك الجنوبي السلمي أو التبني نيابة عنه لحمل القضية الجنوبية والاستحواذ على شرعيته الحاملة للقضية الجنوبية وتنصلها عن التمثيل الوطني للست المحافظات الجنوبية ) … فماذا أبقى “محمد علي” لعديد المناضلين و لمئات آلاف الجنوبيين الذين خرجوا من المهرة الى باب المندب تأييدا للمجلس الإنتقالي وتفويضه , و هل قارن بين الدعم الجماهيري للمجلس الانتقالي الجنوبي و بين الصراع الذي أسس له “محمد علي أحمد” من خلال مؤتمره (مؤتمر شعب الجنوب) الذي كان هو أول من شق الصف الجنوبي وذهب إلى حوار صنعاء دون أي تمثيل حقيقي بمجموعة معظمهم اليوم في حضن عفاش أو الحوثي ودون أي تفويض شعبي جنوبي.
يتحدث عن الحراك و كأن الحراك كان له هيكلية تنظيمية وقيادات تنتظم في تشكيلات تراتبية متناسيا أن هذا الأمر لم يكن له وجود وان الحراك كان حركة جماهيرية كانت تسير بقليل من التنظيم وذاتي العمل , وظهرت مكونات مختلفة تطفلت على نضالات وتضحيات الجماهير مثلها مثل “مؤتمر شعب الجنوب” الذي يرأسه محمد علي و هو الذي هرع إلى صنعاء مسرعا أول ما رفع له الراية رئيس النظام في صنعاء “هادي” , و كغيره من المكونات عجزوا أن يتفقوا حتى على تنظيم تظاهرة واحدة وفشلوا في الاتفاق فيما بينهم على تشكيل حامل سياسي جنوبي.
لا أعتقد أن عاقل يمكن أن يصدق أن تشكيل المجلس جاء نكاية بأحد أو في خدمة مشاريع آخرين وهذا الإسقاط الذي يأتي من محمد علي لا يمكن تصديقه إلا إذا كان هو قد لعب دوره في فترة ما وانتهى به الأمر إلى أن يتم تركينه.
لا أريد الخوض في كثير من الملاحظات لأن هناك من سيكفيني ذلك ولأنني وجدت في الرسالة كلام طويل لا يحمل أي معاني إلا عبارات مكررة يمكن قراءتها في مواقع التواصل الاجتماعي , ولكنني هنا أؤكد على أمر مهم وهو أننا لا ندافع عن أشخاص في المجلس الإنتقالي ولكننا ندافع عن فكرة المجلس الانتقالي التي انتظرناها من زمن بعيد ومحاولات البعض النيل منها من خلال التشكيك في الأشخاص فهي محاولة بائسة و يائسة لن تثنينا عن دعم المجلس و تقديم النصح بطرق مختلفة حرصا منا على نجاح المجلس في قيادة العمل السياسي الجنوبي الهادف لإقامة الدولة الجنوبية الاتحادية والانفتاح على كل قوى الاستقلال الجنوبي و الوصول بالحوار بين قوى الاستقلال الجنوبي إلى الإتفاق على كيفية السير معا وقد كان موضوع الحوار الجنوبي هذا أحد أهم النقاط الأساسية التي ناقشتها شخصيا مع الإخوان رئيس المجلس ونائبه في أبوظبي في بداية هذا الشهر والتأكيد على أن الحوار ركيزة سيبنى عليها مستقبل الجنوب .