fbpx
مجلس العموم البريطاني والمشكلة اليمنية

ياسين سعيد نعمان

اذا عرفنا أن عدد أعضاء مجلس العموم البريطاني هو ٦٥٠ عضو لأدركنا أن التهليل للوثيقة التي وقع عليها أقل من مائة عضو لا تعني أكثر من استعراض لعمل دعائي فشل في إقناع الأغلبية الساحقة من أعضاء المجلس .. لأن هذه الأغلبية ليست ضد وقف الحرب ولكنها ضد استخدام أي نداء من هذا النوع لتمرير جريمة الانقلاب والنظر إليها كما لو أنها عمل يجب مكافأته بدلاً من محاسبته .
لقد أكد كثير من البرلمانيين بما فيهم أعضاء في اللجنة البرلمانية الخاصة بالشئون اليمنية التي يرأسها السيد كيت فاز أن بناء مقاربة بناءة لحل المشكلة اليمنية يجب أن ينطلق من جذر المشكلة لا من النتائج .. وأن أي محاولة لاجتزاء المشكلة بهذا الشكل الذي عرضه هذا العمل الدعائي لن يساعد في تكوين موقف ضاغط للوصول الى سلام عادل ودائم يجنب اليمن كوارث تكرار الصراع والحروب .
هذا ما أكدت عليه الأغلبية الساحقة من أعضاء مجلس العموم الذين رفضوا التوقيع على الوثيقة ، بما فيهم أيضاً اكثر من ثلثي ممثلي حزب العمال الذي ينتمي إليه السيد كيت فاز .
هذه رسالة بليغة محتواها أن مجلس العموم منسجم مع نفسه فيما يخص رؤيته لحل المشكلة اليمنية ووقف الحرب بالانطلاق من جذر المشكلة لتحقيق سلام دائم ومستقر .
بالمناسبة الخطوة التي أخذها السيد كيت فاز تتعارض مع مخرجات الندوة التي عقدها في مكتبه حول الاوضًاع في اليمن وهذا ما سيكون موضوعنا القادم في اللقاء باللجنة البرلمانية .