fbpx
رحيل الطيار الخواجة.. خسارة لا تعوض

رحيل الطيار الخواجة.. خسارة لا تعوض

الخضر الحسني 

من منا في القوات الجوية والدفاع الجوي ، لا يعرف الشهيد البطل علي صالح عبيد الخواجة.. الطيار الماهر والبارع والجسور


اثناء خدمتي الطويلة في القوات الجوية اليمنية بشقيها قبل وبعد الاعلان عن قيام الجمهورية اليمنية ، اتيحت لي فرص التعرف وعن قرب بعدد غير قليل من الطيارين ، وخاصة العاملين في لواء النقل الجوي ، بحكم سفري الدائم في مهمات عسكرية تفقدية لمحطات الرادار في اكثر من محافظة جنوبية ، منتدبا عن اللواء 26 رادار، ما قبل الوحدة ، كمهندس لا يزال يحث خطاه الاولى في مجال اجهزة الاستطلاع الرادوي
حيث كانت لنا رحلات مليئة بالمرح والفرح.. ونحن نتقاسم او نتزاحم في مقصورات تلك الطائرات العسكرية السوفيتية الصنع من جيل الثمانينات وربما اواخر السبعينات والتي لو حسبنا عمرها الافتراضي في الخدمة لطالبنا بشطبها جميعا.. او اعادة عمرتها مرات ومرات كما كان حاصلا في عهد ما قبل الوحدة في الجنوب
على كل حال ، كان من ضمن الطيارين العسكريين الاكفاء هو الزميل الراحل الى دار البقاء .. العميد طيار علي الخواجة ابن حوطة لحج الدان والخضيرة..الرجل البشوش الودود والشجاع المقدام في احلك الظروف
سألته في احدى المرات.. كنت حينها احد ركاب رحلة ، متوجهة الى الغيضة انطلاقا من مطار معسكر بدر بخورمكسر عدن..كنت في مهمة تفقدية لمحطات الرادار ، كمهندس مرسل من اللواء 26 رادار
سألت الكابتن الخواجة : ما هي مشاعرك وانت  معلق في الجو بين يدي الرحمن؟ ..ألا ينتابك الخوف من حدوث اي عطل او عطب في محركات الطائرة؟
اجابني مبتسما : يا حسني! ..الاعمار بيد الله ، ونحن راضون بقضائه وقدره ، وليس كل طيار يموت في الجو ولا كل بحار يموت في البحر ..وواصل قائلا : كلنا نسير على كف القدر ولا ندري متى المكتوب؟
هززتث رأسي قائلا : نعم ..نعم ..لا مفر من قدر
طبعا ؛ الجلوس مع شخصية عسكرية  محترفة واجتماعية  محبوبة ومعروفة على مستوى محافظة لحج ، شيء يبعث على على الارتياح والانشراح في آن
فالخواجة الطيار الانسان والمدرب الماهر المتمكن في فنون الطيران لم يختر لحظة استشهاده بملئ ارادته ، بل قدر له الله ان يكون
شهيد لحظة الحدث المفاجئ
فكان موعده مع القدر في المكان البعيد عن توسيع نطاق وحجم الكارثة ؛ مفضلا ان ينال الشهادة دون ان تتسبب طائرته في ازهاق ارواح بريئة
ولانه ماهر حقا ، فقد اسقطها في مكان بعيد عن المناطق المأهولة بالسكان وهو عمل استشهادي بطولي نادر ، ينال عليه الخواجة وكل الطاقم العامل معه ، ارفع اوسمة التكريم من قبل القيادة السياسية والعسكرية في البلاد
الى جنة الخلد يا صديقي انت وكافة الشهداء من اعضاء الطاقم الجوي
وإنا لله وإنا اليه راجعون