fbpx
عن حشد السبعين

لا يمكن التعويل فقط على الحشود الجماهيرية في ساحات التظاهر كمقياس وحيد لموازين القوى وخاصة في البلدان المتخلفة وعلى رأسها اليمن لأسباب كثيرة أهمها أن القوة العسكرية والعقائدية هي التي تفرض نفسها كعامل حاسم .

 

هناك سبب آخر وأهم يتعلق بسرعة تحولات وتقلبات الشعارات والمحتشدين .

 

بنظرة سريعة للتاريخ القريب سنلاحظ أن الحشود التي كانت تردد ” في الستينات جمهورية ومن قرح يقرح” قد استسلمت في نهاية المطاف لعودة الملكيين جميعا – باستثناء أسرة الإمام فقط – تحت يافطة الجمهورية ومن حينها انتهت الجمهورية مضمونا وبقيت شكلا ليس إلا . 

 


الحشود المليونية التي خرجت في شارع الستين عام 2011م لم تستطع إسقاط الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد أن دخلت عوامل القوة العسكرية كلاعب رئيسي لينتهي الأمر بصفقة “المبادرة الخليجية ” .

 


من جانبه حظي الرئيس هادي بحشود جماهيرية هائلة في صنعاء وأصوات انتخابية عام 2012م لم يسبق لها مثيل، لكن القوة ظلت بيد الرئيس السابق الذي وجد فرصته للانتقام من هادي من خلال حركة الحوثيين عام 2014م ليصل الأمر حد تحوث أنصار صالح بأنفسهم وغيرهم الكثير وانتقالهم إلى صف الحوثيين بكامل عددهم وعتادهم ليشهد البلد فترة التحوث الشامل شمالا .

 


ما نلاحظه الان مرافقا لحشد السبعين وكأن الحشود نفسها تتعفش اي تصطف من جديد خلف عفاش على خلفية تحميل حركة الحوثيين وحدها مسؤولية الفشل كله خلال الثلاث سنوات الماضية. 

 


لكن عوامل القوة العسكرية والقتالية ما تزال معظمها في قبضة الحوثيين هذه المرة في مشهد يجعل متظاهرو السبعين في صنعاء في وضع حصار أو حماية حوثية من خارجها . 

 

 


بالمجمل يظل الصراع في صنعاء صراع على السلطة بما في ذلك صراع “الانقلابين” و”الشرعية” ويظل جوهر واس المشكلة الكبرى هي موضوع الجنوب والعلاقة مع الإقليم والعالم .