fbpx
حينما تطيح الأرض والثروة بوطن في غمضة عين

حينما تطيح الأرض والثروة  بوطن في غمضة عين

  بقلم / حيدره ناصر الجحماء    

المتابع للإحداث في اليمن يرى إن القوى السياسية تسير عكس التيار

 والمبادرة أنجزت نقل السلطة ويمكن ان تعالج قضايا كثيرة

الا القضية الجنوبية لا تستطيع معالجتها مطلقا

لأنها ليس مدرجة ضمن بنود المبادرة

 غير أنه تم حشوها في اللحظة الأخيرة . .

فقضية الجنوب بحاجة إلى مبادرة اكبروأوسع من مبادرة نقل السلطة ويبدو ان تقييم الوضع كان بعيدآ عن الواقع

وقدمت أفكار إلى رعاة المبادرة غير مطابقة للواقع على الارض

 وأكدنا  في مقالة سابقة ان صياغة المبادرة تجاهلت أهم قضية الا وهي قضية الجنوب ونبهنا حينها أنها ستواجه رفضآ شعبيآ واسعآ من الشارع الجنوبي

 وهذا ما حصل بالفعل حيث

تحولت الثورة  بالشمال إلى أزمة وربما كانت قريبة من الواقع باعتبار الثوار في الشمال رضخوا للواقع

 ولم يعارض ذلك عدى القليل منهم

وسلم الأمر للقوى السياسية

 وجرى تجاهل الجنوب  كقضية كبرى

 باعتباره حالة من الأزمة و قضية داخلية غير مدركين إن الجنوب شريك في الوحدة

 وتم اقصاءه بالقوة في حرب 1994م وفي ظنهم أنها قضية داخلية وان انتفاضة الشمال قد طغت على قضية الجنوب  وحراكه السلمي الحضاري وتناسوا إن للجنوب  ثورة سبقت ثورات الربيع العربي بأكمله وصارت أم الثورات العربية وسبق أن اعترف البعض منهم في بداية ثورة الشباب أن الحراك الجنوبي كان الملهم لثورتهم وبعد أن أصبح واضحآ وجليآ  أن الحوار معلق ومرهون بالجنوب

وان طاولة الحوار

لم يحضر اليها غير من وقع على المبادرة الخليجية ومن لف لفهم

ومن هنا هل يدرك أصحاب  التغيير خطأ تقديرهم السابق

وأن نجاح التغيير مرهون بالاعتراف بالقضية الجنوبية

وهذا ما يؤكد الفارق بين النظام السابق ودعاة التغيير

 وهذا التساؤل الهام إلى رعاة المبادرة الخليجية

اماالاعتراف بان المبادرة ناقصة وان التقييم كان غير دقيق وينبغي العمل على صياغة مبادرة أخرى خاصة بالجنوب

 وأما تجاهل الأمر واستخدام العصا الغليظة  لكن ذلك لم يفلح أبدآ ويعتبر منطق الفاشلين

آن تجاهل القضايا الهامة والهروب إلى الإمام هو انتحار للوطن وفشل للقوى السياسية وللرعاة الدوليين وللأشقاء في مجلس التعاون الخليجي

وان كانت هناك مصالح فيجب أن تكون مرتكزة على مصالح الأمة وتطلعاتها ومنها مصلحة ابناء الجنوب

نحو المستقبل وسيضمن المحيط والعالم استقرارآ  لليمن وللمنطقة ككل

   وعلى  كل الشرفاء والقوى الحية إدراك مخاطر المكابرة التي أطاحت بقادة  الربيع العربي بالأمس القريب وعدم تكرار نفس الخطأ الذي وقع فيه القادة العرب سابقآ والاعتراف بالحق فضيلة واليمن اليوم إمامها فرصة تاريخية ولأول مرة يصبح العالم مساندآ وداعمآ قويآ وفعالآ لانتقال اليمن إلى الإمام من خلال تسوية عادلة للشعب والوطن وليس للقوى النافذة  ولا بد من الوقوف بشجاعة والتخلي عن الإطماع غير المشروعة  والقبول أن الآخرين شركاء وليسوا اجراء فالجنوب شريك ومن الصعب قبوله بانصاف الحلول

 والاختيار بين الإخوة من جهة والأرض والثروة من جهة أخرى

  فالأخاء أبقى وانفع من الأرض والثروة فان اخترتم الأرض والثروة سيطيح وطن

و وبلك تكونون قد خسرتم الأخاء وخسرتم الدنيا والاخرة ولم يبق هناك وطن امن ولا ثروة ولا استقرار وسيضيع الكل شمالآ وجنوبآ لنقرأ على هذا الوطن الذبيح السلام والله من وراء القصد .